رسولنا الأعظم محمد –صلّى الله عليه وسلم- هو خاتم الأنبياء والمرسلين، ورسالته الرسالة الخاتمة الجامعة المانعة لكل ما يلزم الإنسان من روحانيات توصله إلى الله تعالى وتجعله قادراً على التحرك خلال فترات حياته المختلفة. أنزل الله تعالى على رسولنا الكريم القرآن الكريم الذي يعتبر منهج الأمة ونورها الذي لا ينطفئ. عانى رسول الله ومن معه من الصحابة الكرام الأمرَّين في سبيل نشر هذه الدعوة الكريمة ونشر نورها في كافة أرجاء العالم، فاستطاعوا الوصول بعد أن اجتازوا العديد من التحديات أو الصعاب إلى ما نحن عليه اليوم من انتشار هائل لهذه الديانة العظيمة الرشيدة.
أهميّة دراسة السيرة النبويّة الشريفة
دوَّن المؤرخون الأحداث والمواقف التي مر بها رسولنا الكريم الأعظم –صلّى الله عليه وسلم- كافّة، وكان هذا التدوين من أجل حفظ الإرث لكل الأجيال التي تأتي بعدهم؛ فالفوائد التي يمكن للإنسان أن يجنيها من تعلمه وقراءته لتفاصيل السيرة النبوية العطرة لا تنتهي. وإذا أردنا الحديث عن أهمية دراسة السيرة النبوية والتمعن فيها يمكننا قول ما يلي:
- يمكن من خلالها أن يتعرّف الإنسان المسلم والإنسان بشكل عام على سيرة شخصية عظيمة استطاعت أن تغيّر مجرى التاريخ كاملاً، فالرسول محمد لم يكن مجرد شخصية تاريخية عابرة، بل كان شخصية امتلكت كافة أساليب التغيير وأدواته بيديها، واستطاعت أن تتربع على عرش قلوب الناس إلى يوم يبعثون.
- تُعلِّم الإنسان المسلم منطق الرسول الأعظم والطريقة التي كان ينظر بها إلى ما استجد من أحداث ومواقف، فالطريقة التي كان رسولنا الكريم يعالج المواضيع بها هي حقاً طريقة استثنائية تجعل الإنسان في حيرة من أمره واستغراب وشوق لرؤية هذا الإنسان الذي يمتلك هذا العقل المتزن الراجح الذي يعتبر العقل الأول على مستوى البشرية.
- تدوِّن الأحداث العظيمة التي حصلت في التاريخ، والأحداث التاريخية إجمالاً تعطينا قدرة رائعة على التنبؤ بما ستؤول إليه الأمور في مستقبلنا.
- تُظهر معادن الرجال والنساء الذين خالطهم رسولنا الكريم –صلّى الله عليه وسلم-، فقد احتك الرسول بالأطهار كما احتك بالمجرمين، ولكل واحدٍ منهم حكاية ورواية حفظتها لنا السيرة النبوية الكريمة.
- تُخلِّد أوصاف رسولنا الخُلُقية التي يجب على كل إنسان أن يعرفها حتى يقتدي بها، فالرسول الأعظم هو إنسان كمله الله تعالى وأضفى عليه جمالاً أخَّاذاً لم يتسنَّ لإنسان آخر غيره.
- تعتبر واحدة من أبرز السير التي يمكننا من خلال دراستها واستيعابها أن نعرف اللحظات التي يمكننا خلالها صنع التغيير المنشود الذي نطمح إليه.