حكم عن الشوق
- لذاتنا في الشوق لا في الوصال.
- الشوق إلى الله ولقائه نسيم يهب على القلب يروح عنه وهج الدنيا.
- إن الشوق نار، والنار تشوه كلّ جميل، وتمحو كل أثر، ولا يبقى سوى الأطلال.
- ولكن ما زال بين الشوق والهمة للتغيير مسافة كبيرة.
حكم عن الحنين
- الحب لا يعترف بالمسافات ولا بالبعاد، فكلما بعدت المسافات تقربت القلوب وشعرت بالمحبوب، فلا تتحجج بالبعاد، وعد إلى قلب ذاب شوقاً لرؤياك.
- حينما تشعر أنّ كل وجه من حولك هو وجه شخص واحد فأعلم إنك أحببت فتلك هي حالي فهل تبالي بحالي.
حكم عن الغياب
- الفراق كالعين الجارية التي بعد ما أخضر محيطها نضبت .
- الفراق حزنك كلهيب الشمس يبخر الذكريات من القلب ليسمو بها إلى عليائها فتجيبه العيون بنثر مائها، لتطفئ لهيب الذكريات.
- الفراق كالحب، تعجز الحروف عن وصفه.
- الفراق هو القاتل الصامت، والقاهر الميت، والجرح الذي لا يبرأ، والداء الحامل لدوائه.
- الفراق لسانه الدموع، وحديثه الصمت، ونظره يجوب السماء.
قصيدة لعزة هاج الشوق فالدمع سافح
- يقول كثير عزة:
لعزَّة َ هاجَ الشًّوقَ فالدّمعُ سافحُ
- مَغانٍ وَرَسْمٌ قَدْ تَقَادَمَ ماصِحُ
بذي المَرْخِ والمَسْرُوحِ غيّرَ رَسمَها
- ضَروبُ النَّدَى قَدْ أَعْتَقَتْهَا البَوَارِحُ
لِعَيْنَيْكَ مِنها يَوْمَ حَزْمِ مَبَرَّة ٍ
- شَريجَانِ مِنْ دَمْعٍ: نَزِيعٌ وَسَافِحُ
أتيٌّ وَمَفْعُومٌ حَثيثٌ كأنّهُ
- غروبُ السّواني أترعتها النَّواضحُ
إذا ما هرقنَ الماءَ ثم استقينَهُ
- سَقَاهُنَّ جَمٌّ مِنْ سُمَيْحَة طَافِحُ
لياليَ منها الواديانِ مظنَّة ٌ
- فبُرقُ العنابِ دارُها فالأباطحُ
لياليَ لا أَسْمَاءُ قالٍ مودّع
- ولا مُرْهِنٌ يوماً لك البذلَ جارِحُ
صَديقٌ إذَا لاَقَيْتَهُ عَنْ جَنابة ٍ
- أَلَدُّ إذا نَاشَدْتَهُ العَهْدَ بائِحُ
وإذْ يبرئُ القرحى المِراضَ حديثُها
- وَتَسْمُو بأسْمَاءَ القُلُوبُ الصَّحَائِحُ
فأُقسمُ لا أنسى ولو حالَ دونَها
- مَعَ الصَّرْمِ عَرْضُ السّبْسبِ المُتَنَازحُ
أمنّي صرمتِ الحبلَ لمّا رأيتني
- طريدَ حروبٍ طرَّحتهُ الطَّوارحُ
فأَسْحَقَ بُرادُهُ وَمَحَّ قميصه
- فأثوابهُ ليستْ لهنَّ مضارحُ
فأعرضتِ إنَّ الغدرَ منكنَّ شيمة ٌ
- وفجعَ الأمينِ بغتة ً وهو ناصحُ
فلا تَجْبَهِيهِ وَيْبَ غيرِكِ إنَّهُ
- فتى ً عنْ دنيّاتِ الخلائقِ نازحُ
هُوَ العَسَلُ الصَّافِي مِرَاراً وتارة ً
- هو السُّمُّ تستدمي عليهِ الذَّرارحُ
لعلَّكِ يوماً أن تَرَيْهِ بِغِبْطَة ٍ
- تودّينَ لو يأتيكُمُ وهوَ صافحُ
يروقُ العيونَ الناظراتِ كأنَّهُ
- هِرْقليُّ وَزْنٍ أَحْمَرُ التِّبرِ رَاجِحُ
وآخرُ عهدٍ منكِ يا عزُّ إنّهُ
- بِذِي الرِّمثِ قَولٌ قُلْتِهِ وَهْوَ صَالِحُ
مُلاحُكِ بالبردِ اليماني وقد بدا
- من الصَّرمِ أشراطٌ لهُ وهو رائحُ
ولم أدرِ أنَّ الوصلَ منكِ خلابة ٌ
- كَجَارِي سَرَابٍ رَقْرَقَتْهُ الصَّحاصِحُ
أغرَّكِ مِنَّا أنَّ دَلَّكِ عندنا
- وإسجادَ عينيكِ الصَّيودينِ رابحُ؟!
وأنْ قَدْ أَصَبْتِ القَلْبَ منّي بِغُلَّة ٍ
- وصبٍّ لهُ في أسوَدِ القلبِ قادحُ؟!
وَلَوْ أَنَّ حبّي أُمَّ ذِي الوَدْعِ كُلَّهُ
- لأَهْلِكِ مالٌ لمْ تَسَعْهُ المَسارِحُ
يَهِيمُ إلى أَسْمَاءَ شَوقاً وَقَدْ أَتَى
- لهُ دونَ أسماءَ الشُّغولُ السَّوانحُ
وأقْصَرَ عن غَرْبِ الشَّبَابِ لِدَاتُهُ
- بعاقبة ٍ وابيضَّ منهُ المسائحُ
ولكنّهُ مِنْ حُبِّ عَزَّة َ مُضْمِرٌ
- حباءً بهِ قدْ بطّنتهُ الجوانحُ
تُصرِّدُنا أسماءُ، دامَ جمالُها
- وَيَمْنَحُها منّي المودَّة َ مانِحُ
خليليَّ! هل أبصرتُما يومَ غيقة ٍ
- لعزَّة َ أظعاناً لهنَّ تمايُحُ
ظَعائِنُ كالسَّلوى التي لا يُحزنها
- أَوِ المنّ، إذْ فاحَتْ بِهِنَّ الفَوَائِحُ
كأنَّ قَنَا المرّانِ تَحْتَ خُدُورِهِا
- ظباءُ الملا نِيطَتْ عليها الوَشَائِحُ
تَحَمَّلُ في نَجْرِ الظَّهِيرَة ِ بَعْدَما
- توقَّدَ من صحنِ السُّرير الصَّرادحُ
عَلَى كلّ عَيْهَامٍ يَبُلُّ جَدِيلَهُ
- يُجيلُ بذِفْرَاهُ، وباللِّيتِ قَامِحُ
خَلِيلَيَّ رُوحَا وانْظُرا ذَا لُبانَة ٍ
- بِهِ باطنٌ منْ حُبّ عَزَّة َ فَادِحُ
سبتني بعينيْ ظبية ٍ يستنيمُها
- إلى أُرُكٍ بالجزعِ من أرضِ بيشة ٍ
عَلَيهنَّ صيّفْنَ الحَمَامُ النَّوائِحُ
- كأنَّ القماريَّ الهواتفَ بالضُّحى
إذا أظهرتْ قيناتُ شربٍ صوادحُ
- وذي أشرٍ عذبِ الرُّضابِ كأنَّهُ
-إذا غارَ أردافُ الثريّا السوابحُ-
- مُجاجة ُ نحلٍ في أباريقَ صُفِّقتْ
بصفقِ الغوادي شعشعته المجادحُ
- وَغِرٍّ يُغادي ظَلْمَهُ بِبَنَانِها
مع الفَجْرِ من نَعمانَ أَخْضَرُ مَائِحُ
- قضى كلَّ ذِي دَيْنٍ وعزَّة ُ خُلّة ٌ
لهُ لم تُنلهُ فهوَ عطشانُ قامحُ
- وإني لأكْمي النَّاسَ ما تَعِدِينَني
من البخلِ أنْ يثري بذلك كاشحُ
- وأرضى بغيرِ البذلِ منها لعلَّها
تُفَارِقُنا أَسْمَاءُ والودُّ صَالِحُ
- وأصبحتُ وَدَّعْتُ الصِّبا غيرَ أنَّني
لعزَّة َ مُصفٍ بالمناسبِ مادحُ
- أبائنة ٌ يا عزُّ غدواً نواكمُ
سقتكِ الغوادي خلفة ً والروائحُ
- من الشُمِّ مِشْرَافٌ يُنِيفُ بقُرْطها
أَسِيلٌ إذا ما قُلّدَ الحَلْيَ وَاضِحُ.
شعر ما هاج هذا الشوق غير الذكر
- يقول أسامة بن منقذ:
ما هاج هذا الشوق غير الذكر
- وزورةُ الطيِف سَرَى من مصْرِ
من بعد طول جفوة وهجر
- كم خاض بحرا وفَلاً كبحرِ
يَجوبُه الليلَ حليفَ ذُعر
- حتى أتى طلائحاً في قفر
قد انطوين من سرى وضمر
- حتى اغتدين كهلالِ الشهر
يَحملن كلَّ ماجدٍ كالصَّقْرِ
- كأنَّه مُهنَّدٌ ذُو أَثِر
بعيد مهوى همة وذكر
- للمجد يسعى لا لكسب الوفر
فأمّ رَحلى ، دُونَ رحل السَّفْر
- يُذكِرُني طيبَ الزَّمان النَّضرِ
واهاً له من زمن وعمر
- ما كان إلا غرة ً في الدهر
إذ الصبا عند التصابي عذري
- وغاية المنية أم عمرو
غراء أبهى من ليالي البدر
- بعيدة ُ القُرط، هضيم الخَصِر
أحسنُ من شَمسٍ بِغِبِّ قَطرِ
- تَفعلُ بالألباب فعلَ الخَمر
تبسمُ عن مثلِ نظيم الدُّرِّ
- كأنَّه لآلىء ٌ في نَحْر
إذا انثنت قبل نموم الفجر
- تَنَفَّست عن مثل رَيَّا الزَّهر
كأن فاها جونة لعطر
- وإن مشَت مثقلة ً بِالبُهر
مشي النسيم بمياه الغدر
- رأيت سحراً أو شبيه سحر
راكد ليل تحت شمس تسري
- ضدان فيها اتفقا لأمر
يا لائمي إن الملام يغري
- هَيَّجتَ أشواقِي، ولستَ تَدرِي
لا بكَ ما بي: من جَوًى وفكرِ
- إذا أراحَ الليُل همَّ صدرِي
أبيت أرعى كل نجم يسري
- كأنّما حَشِيَّتِى من جَمْرِ
كيف العزاء وصروف الدهر
- تقرِفُ قرِحي، وتَهيضُ كَسِري
كأنَّها تطلُبُني بِوَترِ
- والصَّبرُ، لو خبرتَه، كالصَّبر.