محتويات
التشريع الإسلامي
تستند الشريعة الإسلامية على أربعة مصادر أساسية في استنباط أحكامها وأدلتها، وهي القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة، والإجماع، والقياس، وتأتي أهمية هذه المصادر التشريعية كما ذكرناها بالترتيب، ويعتبر الكتاب والسنة أصول التشريع الإسلامي، ثم يأتي بعدهما في الأهمية الإجماع ويليه القياس.
الإجماع
الإجماع لغةً: هو العزم والاتفاق. ويعرف الإجماع شرعاً: هو اجتهاد واتفاق علماء المسلمين في أمر ما اتفقوا على صحته وحكمه الشرعي، كما أنها وسيلة للتوصل إلى دليل شرعي حول مسألة فقهية؛ ليتم الاستدلال به إلى حكم شرعي حول هذه المسألة.
أدلة الإجماع
ورد في مصادر التشريع الأصلية (الكتاب والسنة) أدلة شرعية على مدى اعتماد الإجماع كوسيلة للتشريع، ومن هذه الأدلة:
قال تعالى: "وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس"، وكما ورد في سورة أخرى "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا". وكما ورد في السنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "......"سألت الله عزّ وجلّ ألا تجتمع أمتي على ضلالة فأعطانيها"...........".
أنواع الإجماع
- إجماع صريح: وهو توصل مجموعة من الفقهاء والمجتهدين إلى اتفاق حول مسألة فقهية، ويكون هذا الاتفاق فعلياً وكلامياً، كأن تُطرح مسألة فقهية معينة.
- إجماع سكوتي: هو إبداء مجموعة من المجتهدين والعلماء رأيهم في مسألة ما، بينما يتحفظ بقية العلماء على آرائهم ويمتنعون عن قوله.
شروط الإجماع
- الاستناد على مصدر تشريع صحيح (الكتاب والسنة).
- اتفاق الفقهاء والمجتهدين وإجماعهم على حكم ما صراحة أو بوجود دلالة على الاتفاق في زمن ما.
- اتصاف المجتهدين والعلماء بالعدالة والابتعاد عن البدع والرياء.
- الاتصاف ثبوتاً في الاجتهاد.
المسائل المجمع عليها
يشار إلى أن المسائل الفقهية التي أجمع عليها العلماء والفقهاء كثيرة جداً لا يمكن حصرها، لكن من أهم المسائل التي تم البت بها:
- الضحك بصوت عالٍ في الصلاة.
- مسألة المسح على الخفين خلال السفر.
- وجوب سقوط فرض الصلاة عن الحائض.
- الوفاء بالنذر ووجوبه.
- بيع المرابحة وصحتها.
أدوار تاريخ الإجماع
- دور عصر الصحابة: ويعتبر من أهم الأدوار في تاريخ الإجماع، حيث بدأ ظهور الإجماع في عصر الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم.
- دور عصر التابعين: لم يكن لهذا العصر دور فعّال في الإجماع نظراً لتوزّع الفقهاء والمجتهدين في كثير من الأمصار والبلاد الإسلامية.
- عصر الإجماع: اهتم أهل المدينة المنورة بالإجماع والاجتهاد وأول من بدأ به الإمام مالك، كما ظهر في الكوفة اهتمامهم بالإجماع فأبدى أبو حنيفة مدى حرصه والتزامه به.
- عصر فقهاء المذاهب.