مدينة جيرود

كتابة - آخر تحديث: ١٤:٠٧ ، ٥ يونيو ٢٠١٦
مدينة جيرود

مدينة جيرود

تُعدّ مدينة جيرود إحدى المُدن السّوريّة التي شهدتْ مرور حضاراتٍ عديدة على أرضها، وخاصّة الرّومان والبيزنطيّين، وقد أتى ذكر هذه المدينة في مُعجم البلدان لصاحبه ياقوت الحموي، والذي أرشف لها ودوّن عن أخبارها، وكذلك ذُكرتْ من قِبل أبو الفرج الأصفهاني في كتابه الأغاني، وهذا دليلٌ على موقعِ هذه المدينة المُتميّز، والتي وطأها الإنسان حسب البعثات التنقيبيّة الفرنسيّة منذ اثنتي عشرة سنة قبل الميلاد.


موقع مدينة جيرود

تقع مدينة جيرود في الجمهوريّة العربيّة السّوريّة، وتحديداً في منطقة القلمون، وتتبع هذه المدينة لمنطقةِ القطيفة ضمن مُحافظة ريفِ دمشق، في الجهة الشماليّة الشرقيّة من مدينةِ القطيفة، والتي تبعد عنها مسافةً تُقدّرُ بعشرينَ كيلومتراً، وترتفعُ عن مستوى سطحِ البحر ما يُقارب ثمانمئة وخمسة وثلاثين متراً.


تحدّ مدينة جيرود من الجهة الشماليّة جبال القلمون، ومن الجهة الجنوبيّة مدينةُ الرحيبة، ومن الجهة الشرقيّة تحدّها مملحة جيرود، أمّا من الجهة الغربيّة فتحدّها مدينة القطيفة.


أصل تسمية مدينة جيرود

تتعدّد الرّوايات حول سببِ تسميةِ جيرود بهذا الاسم؛ حيث قيل إنّها تعود لأصولٍ سريانيّة، وهي مُؤلّفةٌ من مقطعين، الأول جي والذي يعني منخفض، والثّاني رود والذي يعني جماعة، بهذا فإنّها تعني الجماعة المنخفضة، ويُرجَّح بأنّ هذه التسمية كانت لأنّ سكّان هذه المدينة الأصليون كانوا يسكنون في الكهوفِ المحيطةِ بالمدينة، لينزلوا فيما بعد إلى هذه المدينة ويستوطنوها، وهنالك من رَجَّح أنَّ هذه التسمية تَعودُ للغةِ الآشوريّة والتي تُلفظ جَرود.


هناك روايةٌ أُخرى تُرجع التسمية للأصل عربي، وتحديداً من فعل جَرَدَ، وهي حسبِ لغتنا العربيّة تعني الأماكن الهضبيّة المرتفعة، والتي تصلح للرَّعي.


آثار مدينة جيرود

عُثر في هذه المدينة على عددٍ من الآثار القديمة، حيث اكتُشفت فيها قناةٌ أثريّةٌ مصنوعةٌ من الفخّار، وهي تمتدّ من القسم الجنوبي من المدينة حتّى القسم الشمالي، إضافةً إلى العديد من اللقى الأثريّة، وفيها العديد من البيوت الطينيّة القديمة، إضافةً إلى البيوت الخشبيّة التي تتركّز في الجهة الشماليّة من المدينة.


الزراعة والرعي في جيرود

على الرّغم من أنّها مدينةٌ هضبيّة، إلاَّ أنّها - بسبب وجود بحيرة جيرود القريبة منها، ووفرة المياه فيها - مكانٌ مناسبٌ للزراعة، حيث يعمل قسمٌ كبيرٌ من سكّانها في الزّراعة، ومعظم غلاّتهم الزراعيّة تعتمد على الحبوب الشتويّة، إضافةً إلى زراعةِ العنب، وأيضاً البطاطا التي تَشتهر فيها، والحبوب، ولعل وجود النباتات فيها جعل منها منطقةَ رعي؛ حيث يعمل بعض السكّان فيها على تربية الأغنام، إضافةً إلى الماعز، وهناك الأبقار، كما أنّهم يربون فيها الدواجن.


الصناعة في جيرود

إنّ قسماً كبيراً من أهالي مدينة جيرود يمتهنون الحرف الصناعيّة، وخاصّة اليدويّة منها، وهي صناعاتٌ يدويّةٌ بسيطة؛ كحياكة السّجادِ اليدوي والبسط، إضافةً إلى النَّسيج الصوفي، كما يعمل بعض السكان فيها على استخراج الجِبس من بعض المناجم الموجودة في الجهة الجنوبيّة من المملحة، ويوجد فيها معملٌ للجبس الطبّي، إضافةً إلى عملهم في استخراج الملح، كما توجد في هذه المدينة محطّةٌ خاصّةٌ بالرَّصد الجوّي.

1,109 مشاهدة