محتويات
الصندوق الأسود
كثيراً ما نسمع عن صندوق أسود وجد في حطام طائرة ما، أو معلومات معينة وجدت لقضية ما عند العودة إلى الصندوق الأسود دون أن نعرف ما يعنيه هذا المصطلح، فالصندوق الأسود في الحقيقة ليس صندوقاً فعلياً أسود اللون، بل هو جهاز تسجيل برتقالي أو أصفر اللون يجب أن يكون موجوداً في كل طائرة خاصة بالرحلات التجارية وفقاً للقوانين الدولية المتفق عليها، حيث يسجل معلومات خاصة بالرحلة وظروفها أثناء الطيران.
سبب تسمية الصندوق الأسود
يرجح سبب تسمية الصندوق الأسود بهذا الاسم نسبة للكوارث الجوية وحوادث تحطم الطائرات للون الأسود أو بسبب عتمة لون مسجلات المعلومات الأولى، ولونها الأسود من الداخل منعاً للتسربات الضوئية من تدمير شريط التسجيل كما الحال في غرف التصوير الفوتوغرافي، واعتقد البعض أن السبب التسمية عائدٌ لقول صحفي في مقابلة مع الدكتور وارن: (هذا صندوق أسود رائع) مشيراً إلى الصندوق الأسود.
تاريخ ظهور الصندوق الأسود
اجتهد الإنسان منذ الستعينات من القرن الماضي لإختراع جهاز يمكّنهم من معرفة أسباب حوادث سقوط بعض طائرات شركة كوميت التي شكت بمستقبل الطيران الجوي، بحيث يكون الجهاز يستطيع تحمل انفجار الطائرة وتحطمها، واشتعال النيران بها، ويتحمل السقوط من عشرات إلى آلاف الكيلومترات، والمكوث في مياه المحيطات دون أن يتلف، ليقترح عالم الطيران الأسترالي ديفيد وارن صنع جهاز خاص لتسجيل تفاصيل سير كل رحلة مدنية.
كان أول جهاز يصنع حجمه أكبر من حجم اليد، ويستطيع تسجيل ما يقارب أربع ساعات من المحادثات التي تجري في مقصورة القيادة، بالإضافة إلى تفاصيل أداء أجزاء الطائرة، ولكن الدكتور وارن أصيب بدهشة شديدة عند رفض سلطات الطيران الأسترالي تصميمه مدعياً بأنه غير مجدٍ في مجال الطيران المدني، ولقبوه بلقب الأخ الأكبر الذي يتجسس على أحاديثهم، ثم قام بعد إحباطه بنقل تصميمه إلى بريطانيا ليرحَّب به بحماس وتأييد، لتقدم بعد ذلك إذاعة بي بي سي تقريراً حول الجهاز، وتنهال عليه الشركات لتقديم عروض بتطوير وصناعة التصميم.
وظيفة الصندوق الأسود
الصندوق الأسود يتألف في الحقيقة من صندوقان يحتويان على بث ينطلق إن غاصت الطائرة في الماء للمساعدة على تحديد موقعها والعثور على حطام الطائرة إن سقطت في عمق قد يصل إلى 3500م أو ما يعادل 14.000قدم.
- الصندوق الأسود الأول: يحفظ البيانات الرقمية، ويحفظ القيم الفيزيائية؛ مثل: الوقت والسرعة والاتجاه.
- الصندوق الأسود الثاني: يُسجل الأصوات بأنواعها من مشاحنات وحوارات ونداءات استنجاد.
