طبّ علم النفس
يعرّف باللغة الإنجليزيّة بمصطلح (Psychiatry)، ويعرف في اللغة العربيّة باسم الطبّ النفسيّ، وهو العلمُ الذي يجمعُ ما بين الطب، وعلم النفس في مجالٍ واحدٍ، وكلُ شخصٌ يعمل في مجال طبّ علم النفس يطلقُ عليه مسمى طبيب نفسيّ، ويعرف أيضاً طبّ علم النفس بأنه من أحد فروع علم النفس، والذي يهتم بالربطِ بين العلاج الطبي في تشخيص، وتقييم الحالة النفسيّة من أجل الوصول إلى العلاج المناسب للمريض، فيعتمدُ على الخلط ما بين العلاج الدوائي، والتأهيلي من أجل مساعدة المريض على التخلّص من الاضطراب النفسيّ الذي يعاني منه، ثمّ مساعدته للعودة إلى حياته السابقة بشكلٍ طبيعيّ.
تعدُ الاضطرابات النفسية المرتبطة مع الأطفال أُولى الحالات المرضية التي يهتم طبّ علم النفس بمعالجتها، فيعتمدُ على دمجِ العلاجات الطبيّة مع النفسيّة من أجل توفير بيئةٍ مناسبةٍ للمرضى في مرحلة الطفولة، وخصوصاً الذين يعانون من اضطراباتٍ دماغيّةٍ مرتبطةٍ بمؤثّراتٍ وراثيةٍ، أو عضويةٍ نتيجةً لتعرض جزءٍ من الدماغ إلى تلفٍ، أو معيقاتٍ تؤثّرُ على طبيعةِ عمله، وتجعلهُ غير قادرٍ على القيامِ بوظائفه الأساسية، والمنطقية بنجاح.
تاريخ طبّ علم النفس
في عام 1656م أصدر الحاكم الفرنسي لويس الرابع عشر قراراً بإقامةِ مستشفياتٍ تقومُ بعلاجِ كل شخصٍ تصدرُ عنه تصرفاتٍ غير سويّة، أو تظهر عليه علامات الجنون العقلي، ولكن كانت خبرات القائمين على هذه المستشفيات قليلةً جدّاً في الوسائل المُستخدمة في علاجِ مثل هذه الأنواع من الأمراض، فكانوا يعتمدون على العنف في التعامل مع المرضى، ويقومون بضربهم كوسيلةٍ لعلاجهم.
تعود الدراسات الأولى لطبِ علم النفس إلى عام 1808م، عندما رفض عالم النفس يوهان رايل كافة أساليب التعامل غير الإنسانية مع المرضى النفسيين، وعمل على صياغةِ دراسةٍ حول دور الطبِ في علم النفس، وكيفية استخدامهِ في علاج المرضى النفسيين، ثمّ عمل على وضعِ جدولٍ بمجموعةٍ من الأدوية التي تعملُ على تهدئة الحالات النفسية الخطيرة، وساهم ذلك في حدوثِ تغييرٍ إيجابيّ في طبيعة التعامل مع المرضى النفسيين، كما صار من الممكن علاج الكثير من الأمراض النفسية دون الحاجة إلى اللجوء لتعذيب، أو قتل المرضى كما كان في السابق.
نظرية طبّ علم النفس
هي النظرية التي تشير إلى طبيعة تخصص أطباء علم النفس، والتي تركّز على معرفةِ الحالة النفسية بالاعتمادِ على دراسةِ خصائص العقل، وعلاج الاضطرابات النفسية من خلال الربط البيئة الاجتماعية والأشخاص الذين يعانون من أمراضٍ نفسية مهما كانت درجات تأثيرها من الأمراض البسيطة، وحتّى الأمراض الخطيرة.
في القرن العشرين للميلاد تم تطبيق هذه النظرية على نطاقٍ واسعٍ جداً، فاعتمدت على الربط بين العديد من أنواع العلوم، مثل: علم الأعصاب، والبيولوجيا، والصيدلة، والكيمياء الحيويّة والهدف من هذه الربط هو تحقيق القدرة على الوصول إلى العلاجات الصحيحة للمرضى النفسيين بأفضل الطُرق الممكنة، والتي تساهم في تجنب زيادة سوء الحالة المرضية عند المصابين.
مناهج طبّ علم النفس
هو عبارةٌ عن مجموعةٍ من الدراسات النفسية التي تم جمعها معاً من أجل توفير مادةٍ دراسيةٍ، أو مرجعٍ علمي لدارسي، وطلاب طبّ علم النفس في مختلفِ الجامعات في العالم، ويعتمدُ هذ المنهاج على تشخيص كافة الأمراض النفسية، ثمّ تقسيمها، وتوزيعها في مجموعةٍ من الأقسام التي تهدفُ إلى التعريف بالطُرقِ، والوسائل المستخدمة في العلاج النفسي، وكيفية تطور حالة المريض النفسيّ من المعاناة من المرض إلى الشفاء التام.