القزع
من بين المظاهر التي انتشرت في مجتمعاتنا ظاهرة حلق الشّعر بشكلٍ غريب عجيب يخالف ما اعتادت عليه مجتمعاتنا العربيّة والإسلاميّة، فأصبح النّاس يتفنّنون في أساليب الحلق وتسريح الشّعر وهم لا يدرون أنّهم قد يقعون في المحظور شرعًا حيث نهى النّبي عليه الصّلاة والسّلام في الحديث الشّريف عن القَزع، فما هو تعريف القَزَع لغةً واصطلاحًا؟ وما هو حكمه الشّرعي؟ وكيف للإنسان أن يتجنّب القَزَع المنهي عنه؟
تعريف القزع
عرّف علماء اللّغة معنى القزع لغةً بأنّه: قطع السّحاب المتباعدة التي تمرّ أسفل السّحاب الكبير، وفي الحديث الشّريف في صلاة الاستسقاء عبارة (وما في السّماء قزعة ) بفتح القاف، ومعناها لا يوجد في السّماء سحابة صغيرة، أمّا في الاصطلاح فقد جاء لفظ القَزَع في الأحاديث النّبويّة الشّريفة بمعنى حلق مواضع من شعر الرّأس، وإبقاء مواضع أخرى على حالها.
حكم القزع
حكم القزع بين علماء المسلمين الحنابلة والحنفيّة والشّافعيّة والمالكيّة أنّه مكروه كراهة تنزيه، ويستدلّون على ذلك بالحديث الشّريف الذي رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنه أنّه سمع النّبي عليه الصّلاة والسّلام ينهى عن القزع، وفي الحديث الآخر كذلك قوله عليه الصّلاة والسّلام عندما رأى صبيًّا حلق بعض شعر رأسه دون الآخر: (احلقوه كلّه أو اتركوه كلّه )، وقد ناقش الفقهاء المسلمون حقيقة القَزَع وماهيته، فمنهم من رأى أنّ القَزَع هو حلق موضع من شعر الرّأس دون الآخر بغض النّظر عن هذا الموضع، ومن الفقهاء المسلمين من رأى أنّ الكراهة لا تشمل ترك ناصية الشّعر أو جانبيه؛ لأنّه يكون نوعًا من أنواع التّسريح وترجيل الشّعر.
الشّريعة الإسلاميّة وجمال المسلم
وأخيرًا على المسلم أن يحرص على التزام بأوامر الله تعالى ورسوله ويتجنّب ما نُهي عنه، فالشّريعة الإسلاميّة حثّت على كلّ ما يعطي المسلم بهاءً وتألقًا ويحقّق له السّعادة في الدّنيا والآخرة، وفي الحديث الشّريف :(مَنْ كَانَ لَهُ شَعْرٌ فَلْيُكْرِمْه) فالمسلم مأمورٌ بأن يرجّل شعره ويتعاهده بالتّسريح والدّهن حتّى يكون بين النّاس جميلًا.