محتويات
الآثار المترتبة على نقض العهد
يترتّب على نقض العهود العديد من الآثار، وهي على النحو الآتي:[١]
- اللعنة وقسوة القلب، حيث يقول الشيخ الشنقيطي رحمه الله :"إنَّ من نقض العهد الذي أبرمه يضرُّ نفسه كما أنَّه يجر على نفسه اللعن"، كما ذكرت آيات القرآن الكريم أنَّ اللعنة أصابت طائفة من بني إسرائيل عندما نقضوا عهدهم مع الله تعالى، حيث يقول الله تعالى: (فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً).[٢]
- الخسارة العظيمة في الدنيا، والعذاب الشديد في الآخرة.
- انتشار القتل في المجتمعات التي تنقض عهودها، وتسليط الأعداء عليها.
- نيل العذاب الشديد، والفضيحة والخزي يوم القيامة؛ إذ يُنصَب لناقض العهد لواء يوم القيامة، ويُقال له: (هذه غدرة فلان).[٣]
- اعتبار من ينقض عهده بأنَّه من شرار الخلق عند الله تعالى.
- كفر من تقض عهد الله؛ إذ قَرَن الله تعالى في مواضع مختلفة من القرآن الكريم بين الكفر ونقض العهد، والدليل قوله تعالى: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُواْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ)[٤][٥]
- تحريم الطيّبات، وهذا ما حصل مع بني إسرائيل عندما نقضوا الميثاق.[٥]
- الضلال عن الطريق المستقيم، فالله تعالى أضلَّ بني إسرائيل عن سواء السبيل؛ وذلك عندما كفروا بالله تعالى، وخانوا ميثاقهم مع الله.[٥]
- الجناية على النفس، والتسبّب بالهلاك.[٥]
نقض العهود في الإسلام
حذّر الدين الإسلاميّ الحنيف من نقض العهد، حيث وردت العديد من الآيات القرآنيّة، والأحاديث النبويّة الشريفة التي تدعو إلى وجوب الوفاء بالعهود والمواثيق، وتُحرّم نقض العهود، وتُبيّن سوء من يُخلّ بهما؛ إذ يصل النقد بالعهود إلى درجة الكفر، فالخيانة والغدر من صفات المنافقين والعُصاة، حيث يقول الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام: (أربَعٌ مَن كُنَّ فيه كان مُنافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خَصلةٌ منهنَّ كانت فيه خَصلةٌ مِن النِّفاقِ حتى يدَعَها: إذا اؤتُمِنَ خان، وإذا حدَّثَ كَذَب، وإذا عاهَد غَدَر، وإذا خاصَم فَجَر).[٦][٧]
أسباب نقض العهود
يوجد العديد من الأسباب الدافعة لنقض العهود، ومنها الآتي:[٨]
- الإنسان ظلوم جهول، ويؤدي هذا الظلم إلى الانتقاص ونقض العهد.
- الابتعاد عن منهج السنة النبوية، والقرآن الكريم.
- البعد عن التصوّر الصحيح، فلو تصوّر الفرد قبح نقض العهود لما أقدم على فعلها.
- ضعف الهمة الذي يؤدي إلى التغيير والانتقال من حال إلى حال.
- اتّباع الهوى والشهوة، فالهوى يقود إلى مخالفة الطريق المستقيم والمعقول، بينما تؤدي الشهوة إلى أكل حقوق الآخرين؛ من أجل إشباع الرغبات والأغراض الشخصية.
- يشار إلى ضرورة الابتعاد والتخلي عن جميع الأسباب المؤدّية لنقض العهود، ويكون ذلك من خلال تعلّق النفس بالله تعالى، وبشريعته، ووحيه، والاهتداء بآيات القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة، والاقتداء بعباد الله الصالحين.[٨]
الوفاء بالعهود
يُعتبر الوفاء بالعهود صفة إنسانيّة وأخلاقيّة عظيمة، حيث يتمثّل الوفاء بالعهد وجوب احترام كلّ عهد مبرم، مع ضرورة الالتزام به، وتنبع أهمية الوفاء بالعهود من دعم الثقة بين الأفراد، وتأكيد أواصر التعاون في المجتمع، وهو بمثابة أساس الصدق، وأحد عناوين الاستقامة والصلاح، ويجدر بالذكر أنَّ هذه الصفة واحدة من أخلاق النبي الكريم، ومن واجبات الدين الإسلامي، وبالتالي فإنَّ الوفاء أساس كرامة الفرد في الحياة الدنيا، والسعادة والنجاة في الآخرة.[٩]
المراجع
- ↑ "نقض العهد من صفات الفاسقين"، www.articles.islamweb.net، 13-6-2007، اطّلع عليه بتاريخ 25-1-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة المائدة، آية: 13 .
- ↑ رواه أبي سعيد، في صحيح مسلم، عن مسلم، الصفحة أو الرقم: 1736.
- ↑ سورة البقرة، آية: 93 .
- ^ أ ب ت ث "آثار نقض العهد"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-1-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما ، الصفحة أو الرقم: 58، صحيح.
- ↑ "جزاء الوفاء بالعهد وخطورة نقضه"، www.islamqa.info، 16-2-2011، اطّلع عليه بتاريخ 25-1-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب مصطفى مهدي (10-12-2014)، "نقض العهد"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-1-2019. بتصرّف.
- ↑ سلمان بن يحي المالكي، "أيها الناس أوفوا بعهودكم"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-1-2019. بتصرّف.