الفلسفة
ينتمي مفهوم الفلسفة إلى الثقافة اليونانية وهي بالأصل فيلوسوفيا يشار بها إلى البحث عن الحقيقة والسعي في طلب المعرفة، أما فلسفياً فإنّها من النشاطات الإنسانية القديمة النشأة المرتبطة بشكل وثيق بتطبيق النظرية والعملية في مختلف أبعادها، واتخذت بطبيعتها عدة أشكال في المجتمعات والثقافات البشرية المتفاوتة.
تتطرّق الفلسفة بطبيعتها إلى عدة مواضيع خاصة بها يقترن ذكرها بها؛ ومنها الميتافيزيقا، والمنطق، ونظرية المعرفة، والقيم، وفلسفة الجمال، وفلسفة الدين، وفلسفة العلم، أما أنواعها فإنّها تنقسم إلى شقيّن رئيسييّن وهما الفلسفة النظرية والشق الآخر الفلسفة العملية.
الفلسفة العملية
تُعرف الفلسفة العملية بأنّها ذلك النوع من الفلسفة الذي يخرج الفكرة من كونها مجردة وتحويلها إلى سلوك عملي يمكن ممارسته؛ وتسلط الضوء على المبادئ الأولية التي تفرض سيطرتها على السلوك الإنساني في مجتمعه، ويرجع تاريخ ظهور الفلسفة العملية إلى الفترة الزمنية بين 1596-1650م على يد الرياضي والفيلسوف رينيه ديكارت، والذي قدم كماً هائلاً من الأطروحات الفلسفية الغربية حول الفلسفة العملية، ويذكر بأنّه قد جاء بهذا الشق من الفلسفة كبديل قوي للفلسفة النظرية.
تعريف ديكارت للفلسفة العملية
عرّف ديكارت الفلسفة العلمية على أنّها تلك الفلسفة التي تختص بدراسة الأجسام المادية والطبيعية وما يستخدم من أدوات ووسائل من أجل تحقيق هذه الدراسات وتحويلها إلى واقع، أي أنّها لا تقتصر على الوصف والكلام فقط.
بالرغم من أنّ الفلسفة بشكل عام تُعتبر بطبيعتها فرعاً نظرياً إلا أنّ الأمر لا يخلو من وجود بعض التطبيقات العملية فيها، حيث يتجلى ذلك في مجال الأخلاق والأخلاق التطبيقية، بالإضافة إلى الفلسفة السياسية أيضاً، كما أنّ من أهم روادها جون لوك، وروبرت نوزيك، وألمهاتما غاندي، وكارل ماركس.
الأخلاق في الفلسفة العملية
انبثق عن الفلسفة العلمية في النصف الأول من القرن الواحد والعشرين مذهباً نفعياً له عدة فروع؛ وآزره عدد من الفلاسفة الأمريكيين خاصةً؛ حيث إنّهم أجازوا إمكانية خلق حلول جذرية لمشكلة واحدة من خلال الاعتماد على مجموعة من المذاهب التي قد تكون جميعها أو أغلبها صحيح فور تحقق المنفعة بغض النظر مع الاعتراف بالحق أو الباطل ذاته.
أشار الفيلسوف ويليام جيمس في هذا البند إلى أنّ المذهب المنفعي يؤكد ضرورة إشباع حاجات الإنسان وتحقيق رغباته في سعي من أجل الحصول على الخير؛ أي أنّه من حق الإنسان انتهاج معتقداً دينياً أو مبدأً خلقياً ليس علاقة بتفكيرنا النظر المجرد؛ بل يقتصر على تلبية مطالب الحياة ومتطلباتها.