ما الفرق بين النسر والصقر

كتابة - آخر تحديث: ١٦:٠٤ ، ١٩ فبراير ٢٠١٧
ما الفرق بين النسر والصقر

الطيور الجارحة

الصّقر والنّسر هما اثنان من الطّيور الجارحة، والطّيور الجارحة تعني تلك التي تتغذّى على الفرائس ولحُوم الحيوانات الأخرى. من المُحتمل أن يَخلط معظم الناس - حتى من المهتمّين والمتدرّبين في مجال مراقبة الطيور - بين النّسر والصَّقر، كما قد يخلطون بين هذين الطائرين وبين غيرهما من أنواع الطيور الجارحة، مثل العقاب، والباز، وما سواه. في هذا المقال توضيح لبعض أهمّ الفروقات بين هذه الأنواع من الطيور.[١]


النسر

النسور هو اسم عاميّ يُطلق على العديد من أنواع الطيور الجارحة كبيرة الحجم، والتي ليست بينها الكثير من الصّلات التطورية أو الوراثية التي تُثبت علاقتها ببعضها، وتمتازُ النسور بأنّ غذاءها الأساسيّ هو جيف الحيوانات، وبأن لها أرجلاً ضعيفة، ورأسها وعُنقها هما عاريين من الريش، ولها - دائماً - مِنقاراً قويّاً معقوفاً، وريشاً ذا لون واحد يصطبغُ في الغالب بالأبيض أو الأسود أو البني.


يَسكن النسر القارّات الخمس الكبرى في العالم، بينما لا يتواجدُ في أستراليا ولا أنتاركتيكا، ويشتهر بأنّ له حاسة بصرٍ قوية جداً، وبأن له أجنحة قويّة تُساعده على الطيران جيّداً.[٢]


تنقسم النسور إلى مجموعتين أساسيَّتين تُسمّيان نسور العالم القديم ونسور العالم الجديد، وتتألّف المجموعة الأولى من خمسة عشر نوعاً، أكبرها هو النسر الأوروبي الأسود أو النسر الرمادي، ومن أشهرها أيضاً النسر الملتحي (الذي يمتازُ بأن له ريشاً أسود أسفل ذقنه مثل اللحية)، والنسر المصري (الذي يشغل كلّ أنحاء القارة الأفريقية)، ونسر جوز النخيل (الذي يعتبر النوع الوحيد ذي الغذاء النباتي من النسور).[٣] وأمّا نسور العالم الجديد فإنّ منها سبعة أنواعها، مُعظمها تعيش في قارة أمريكا الشمالية، ومن ضمن أنواعها الكندور، مثل كندور كاليفورنيا وكندور الأنديز، ويعدّ هذا الأخير أكبر طائرٍ جارحٍ في العالم بأسره؛ حيث يتعدّى باع جناحيه - المسافة بين طرف كلّ جناح - ثلاثة أمتار، وأمّا طوله فيُصل إلى ما يقارب متراً ونصف.[٢]


الصقر

الصقر هو طائرٌ جارح يسكن كُلّ مناطق العالم ما عدا القارّة المتجمّدة الجنوبية أنتاركتيكا، وتنقسم هذه الحيوانات إلى فئتين أساسيَّتين هُما: الصقور الحقيقية، والصقورالحوامة، وتشتملُ الفئة الأولى على الباز والباشق وغيرهما، وهذه الطيور تُراقبُ فرائسها بهدوء من على مسافاتٍ بعيدة أو أماكن مُرتفعة (مثل فروع الأشجار)، ومن ثم تنقضّ عليها بغتة، ولها أجنحة قصيرة وذيول طويلة، وأمّا الصقور الحوّامة فلها أجنحة أطول مُقارنةً بتلك، وذيولها تتّخذ شكل المروحة، وهي تطيرُ في السماء لمسافاتٍ طويلة بحثاً عن طرائد، وهي تَستطيع افتراس طرائدها في الهواء بسُرعةٍ شديدة.[٤]


تتغذّى الصقور على الحيوانات الصغيرة، مثل الثدييات، والزواحف، والأسماك، والحشرات، وبعض أنواع الطيور الأخرى، وهي تستفيدُ من حاسّة البصر القوية لديها لتمييز فرائسها وهي تمشي على الأرض، حتى ولو كانت الصقور تُحلّق على ارتفاعٍ عال بالهواء؛ حيث تستطيع الانقضاض بسُرعة والإمساك بطريدتها، ومن ثمّ تمزيقها بمنقارها الحاد وأكلها، وتستطيع الصقور أيضاً تجريد الحيوانات من كلّ ما فيها من غذاء، بما في ذلك الريش، والفراء، واللحم، وحتى العظام، رغم أنّها لا تهضمُها كلّها. إنّ لكلّ صقرٍ من الصقور إقليمٌ خاصٌّ به يَصطاد فيه ويعيش ضمنه، ويُدافع عنه من الصقور الأخرى إذا ما حاولت الاقتراب، وقد يَستفيد منه كأرضٍ لاجتذاب الأنثى والتكاثر.[٤]


الفرق بين النسر والصقر

الاختلاف من حيث المظهر والصفات

بصُورة عامّة، يُمكن القول إنّ الطيور الجارحة المَشهورة لدى الإنسان تنقسمُ إلى عدّة فئاتٍ أساسية بناءً على حجمها وباع جناحَيْها، وكذلك من حيث مظهرها وطبيعتها الجسدية؛ حيث يتَّسم الصقر إجمالاً بأنه طائر متوسّط الحجم أو كبير قليلاً، وبأنَّ له جسماً رشيقاً وأجنحة تنتهي بأطراف مُدبّبة، وأثناء طيرانه فإنه يَخفقُ جناحيه بصُورة منتظمة وبطيئة، وأمّا الباز فإنّ له ذيلاً نحيلاً طويلاً، وهو يُكرّر خفق أجنحته بسرعةٍ شديدة عندما يطير. تختلف النسور والعقبان عن هذين الطائرين بأنَّ حجمها أكبرُ بكثير مقارنةً بهما، وبأنها - أثناء طيرانها - لا تُحرّك جناحيها إلا قليلاً، مُعتمدةً على ريشها الكثيف الكبير.[١]


يُعدّ أسلوب الطيران وطريقة استعمال الأجنحة من الوسائل الأساسيّة والأكثر أهميّةً في التمييز بين أنواع الطيور الجارحة المُختلفة، وهو تمييزٌ يُمكن اكتسابه بالخبرة والمُمارسة من مراقبة هذه الطيور.[١] تتسم النسور إجمالاً بأنها تُثبّت أجنحتها - وهي تطير - بشكل يُشبه رقم ٧ العربيّ، وتمتازُ بأنها تستمر في التحليق بدوائر حول مكانٍ مُعيّن مُستفيدةً من تيار الهواء الدافئ الصاعد للأعلى ليحملها دُون رفرفرة جناحيها، وأما الصقور فإنها تتفرَّدُ بأنها تطيرُ بسرعة شديدة، وكي تفعل ذلك فهي - عادةً - تخفقُ أجنحتها بصورة مستمرّة في طيرانها، وأما العقبان فهي تنزلقُ في الهواء بصورةٍ مستمرّةٍ تشبه النسور، وتتميَّزُ بحجمها العملاق في بعض الأحيان، خصوصاً في حالة العقاب الأصلع الأمريكي والعُقاب الذهبي.[٥]


الاختلاف من حيث الغذاء

النّسور والصّقور طيورٌ جارحة أي تتغذّى على اللحوم، لكن يوجد فرق يُساعد على التمييز ما بين النّسر والصّقر، وهو أنّ الصقر يبحث عن فريسته ويستطيع اصطيادها وقتلها، بينما تتغذّى النسور على الجيف فقط، وهيَ جثث الحيوانات الميّتة الفاسدة، مُقارنةً بالصّقر الذي لا يأكل إلا ما يَصطاده طازجاً؛ حيث إنَّ مُعظم أنواع النسور لا تتناول سوى هذا النوع من الغذاء، بل إنَّ بعض النسور لها تكيّفات خاصَّة تُساعدها على التهام أجزاء مُحدَّدة من جسم الحيوان الميّت، مثل العظام التي يَستطيع تحطيمها النسر الملتحي.[٣]


يَتميّز الصقر بسُرعته وبراعته الشديدة في الصيد؛ حيث إنّ بعض أنواعه من الشاهين (الصقر الجوال) تُعدّ أسرع الطيور الجارحة في العالم، فتصلُ سرعتها إلى ما يُقارب ثلاثمائة كيلومترٍ في الساعة عندما تنقضّ على فرائسها، وهذا النوع قادرٌ على صيد ضحاياه في الهواء، وبالتالي يَحتاجُ إلى مهارةٍ شديدةٍ في الصيد والإمساك بالفريسة؛ حيث إنه ينجحُ بالإمساك بطريدةٍ يقضي عليها ويأكلها في واحدةٍ من كلّ عشر محاولات فقط، وقد تعيشُ الصقور في المدن والضواحي البشرية، حيث اعتادت على مُطاردة الفئران والقوارض الصغيرة حول حاويات القُمامة.[٣]


المراجع

  1. ^ أ ب ت "Three Basic Ways to Identify Hawks, Eagles, Falcons, and Other Raptors", National Audubon Society, Retrieved 22-01-2017.
  2. ^ أ ب هيئة من المؤلفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع، صفحة 329 - 335، جزء 25 (ن).
  3. ^ أ ب ت جيني جونسون (2009)، موسوعة 1000 حقيقة عن الطيور (الطبعة الأولى)، جدة، السعودية: دار الأجيال، صفحة 32 - 36.
  4. ^ أ ب هيئة من المؤلفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع، صفحة 32-35، جزء 15 (ص - ض - ط - ظ).
  5. "How to Identify Hawks", Hawk Mountain Sanctuary, Retrieved 22-01-2017.
2,354 مشاهدة