الوسواس
يُعرف الوسواس بأنه نوع من أنواع الاضطرابات النفسيّة المتعلقة بالقلق، حيثُ يتم تمييز هذا الاضطراب بالأفكار والمخاوف غير المنطقيّة التي تدفع الشخص إلى تصرفات تعرف باسم التصرفات القهريّة. والأشخاص المصابون بالوسواس القهري يكونون على وعي ومعرفة بأن ما يقومون به من تصرفات هي أمور غير منطقيّة ويحاولون أحياناً تجنبها، إلا أن هذه المحاولات قد تزيد من القلق الذي يعتريهم، وبالنسبة لهم هذه التصرفات أمر ضروري وإلزامي للتخلص من الشعور بالقلق والخوف اتجاه أمرٍ ما.
ويتمحور الخوف الناتج عن هذا الإضراب حولَ أمرٍ معين لدى معظم الأشخاص، كالخوف من الجراثيم مثلاً، وهذا يدفع المصاب بالوسواس القهري إلى غسل يديه عدة مرات وبشكل شديد يصل أحياناً إلى حد إيذاء نفسه مما يتسبب له بالجروح والندوب نتيجة هذا الفعل، وفي حالة محاولة تجنب غسل اليدين بشدة فإن الأفكار حول عدم نظافة اليدين والجراثيم الموجودة عليها وما يمكن أن تسببه من أمراض لا تترك الشخص، وتعود إليه باستمرار، وتسبب له القلق والانزعاج ولا تزول إلا بغسل يديه مراراً وتكراراً.
تشخيص الوسواس القهري
عندما يشك الطبيب بأن شخصاً ما يعاني من الوسواس القهري فإنه يعمل مجموعة من الفحوصات الطبيّة والنفسيّة والتي تساعده على تشخيص حالة هذا الشخص، والطريقة المتبعة عادةً هي استبعاد الإصابة بحالات طبيّة أخرى لها ذات الأعراض، وتشمل هذه الفحوصات فحصاً جسدياً، وفحصاً مخبرياً وتقييماً نفسياً. وهناك مجموعة من المعايير المستخدمة في التقييم ومنها:
- الشخص الخاضع للتقييم والفحص يعلم بأن تصرفاته غير منطقيّة ومبالغ بها.
- السلوك الناتج عن الوسواس القهري يؤثر بشكل سلبي في حياة المريض.
- السلوك الوسواسي ينتج عن وجود أفكار، أو رغبات، أو تخيلات متكررة وتسبب القلق لصاحبها وتسبب له مشاكل حياتيّة فعليّة.
- محاولة الشخص تجنب وتجاهل الأفكار والرغبات والتخيلات وإنكارها.
- القيام بأعمال معينة بشكل متكرر وغير إرادي مثل غسل اليدين أو العد أو التأكد من إغلاق الباب عدة مرات.
علاج الوسواس القهري
إن علاج الوسواس القهري عمليّة معقدة وليست سهلة؛ وذلك لأن سبب الإصابة بالوسواس القهري غير معروف، والنجاح في علاجه أمر غير مضمون، وبعض الحالات تتطلب علاجاً مستمراً قد يمتد مدى الحياة، وبالرغم من عدم ضمان نجاح العلاج إلا أنه قد يحسّن من نوعيّة حياة المريض ويخلصه من الآثار السلبيّة للمرض ويساعده على التعايش معه، وهناك نوعان أساسيان من العلاج، وهما العلاج النفسي والعلاج الدوائي:
العلاج النفسي
هناك طريقة متبعة في علاج الوسواس القهري، والتي تعرف باسم المعالجة المعرفيّة (الإدراكيّة) السلوكيّة، وهي الأكثر نجاحاً في علاج اضطراب الوسواس القهري لدى الأطفال والبالغين.
العلاج الدوائي
يمكن علاج الوسواس القهري أيضاً باستخدام الأدوية، والتي تساعد على السيطرة على الوسواس والسلوكات القهريّة الناتجة عنه، ويتم في البداية استخدام مضادات الاكتئاب والتي ترفع نسبة السيروتونين المنخفضة لدى الأشخاص المصابين بالوسواس القهري.