شجرة الأراك
شجرة الأراك من الأشجار المُباركة الّتي خصّها النَّبيّ صلى الله عليه وسلم بالذِّكر في أحاديثه الشّريفة، والأراك شُجيرةٌ خضراء معمرّةٌ موطنها الأصليّ البلدان الاستوائيّة؛ لكنّها تنمو أيضًا في شبه الجزيرة العربيّة، لها أغصانٌ خضراء وثمار ذات مذاقٍ حلوٍ ولونٍ عنابيٍّ تُعرف باسم الكباث، وجذور تمتد تحت سطح التُّربة عرضِيًّا وهي التي تُستخدم في صناعة المسواك أو السِّواك الذي ذُكرت فوائده في السُّنة النَّبويّة.
شجرة أو شجيرة الأراك دائمة الخُضرة تنمو في الطّبيعة ويصل طولها إلى ثلاثة أمتارٍ، وتُعرف علميًّا باسم سلفادورا بريسكا، وتُزرع حاليًّا في مزارع خاصّةٍ بعد توفير البيئة المناسبة لها لاستخراج جذورها وقد زرعت في مياه مالحة، وهي عادة ما تنمو في الصحراء بصفة طبيعية خاصة في المملكة العربية السعودية؛ أما بالنسبة لزراعة الأراك فهي تكون بصورة قليلة كونها من النباتات البرية، وتمتاز بقدرتها على التكيف مع كافة الظروف الجوية المتمثلة في شدة الحرارة وقلة الأمطار وارتفاع نسبة الأملاح في التربة، وفي حال زراعتها في بيئات مشابهة لبيئتها الطبيعية من خلال ما يلي:
- تتم زراعتها بواسطة البذور بحيث يتم ازالة كل ما يعلق في البذور من الثمار الناضجة لشجرة الأراك.
- لتسريع عملية الانبات يتم غمر البذور في الماء لمدة أربع وعشرين ساعة.
- يتم بذر البذور في التربة المالحة وتسقى بالماء.
- بعد مرور عام كامل على عملية الزراعة تتكون الجذور في باطن الأرض والتي يتم الحفر عليها واستخراجها لصناعة المسواك.
السِّواك
السِّواك جذور شجرة الأراك المُستخرج من باطن الأرض، وهو عبارةٌ عن مجموعةٍ من الألياف الخشبيّة الطَّريّة التي تُغسل ويزال عنها اللُّحاء، وتُقسّم إلى أطوالٍ مختلفةٍ ثَمّ تجفف؛ لتصبح جاهزةً للاستخدام بعد إزالة رأس السِّواك ومباعدة الألياف عن بعضها البعض؛ فيصبح للسِّواك شُعيراتٌ للتَّنظيف كفرشاة الأسنان تمامًا.
السِّواك في الإسلام
السِّواك في الإسلام هو العود المأخوذ من شجرة الأراك المُستخدَم للأسنان واللِّثة؛ لإزالة ما علق بهما من طعامٍ واصفرارٍ ورائحةٍ.
استخدام السِّواك سنّةٌ من سُنن جميع المرسلين؛ فنبيّ الله إبراهيم عليه السَّلام هو أول من استاك أي استخدم السِّواك، ويُسن استخدام السِّواك في جميع الأوقات حتى الصَّائم يُباح له استخدامه، كما أنّ هناك أوقاتاً ذُكرت بالتَّحديد يُشرع فيها استخدام السِّواك، وهي:
- عند الوضوء، قال صلى الله عليه وسلم:"لولا أنْ أشُّق على أمتي لأمرتهم بالسِّواك عند كُلِّ وضوءٍ".
- عند أداء الصَّلاة سواءً كانت فريضةً أم نافلةً.
- عند الاستيقاظ من النَّوم في أثناء اللَّيل أو خلال نوم النَّهار.
- عند تغير رائحة الفم بسبب مرض أو تناول أدويّةٍٍ أو تناول أطعمةٍ كالبصل والثَّوم أو غيرها أو أيّ شيءٍ يغير من رائحة الفم.
- عند قراءة القرآن الكريم.
صفة التَّسوك
يُقصد بالتَّسوك استخدام السِّواك؛ بحيث يُمسك المسلم السِّواك باليد اليُسرى كما ثَبُت عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم ويُمرر السِّواك على أسنانه ولثّته؛ فيبدأ من الجانب الأيمن إلى الجانب الأيسر، مع تنظيف ما بين الأسنان من الدَّاخل والخارج.
فوائده
عن أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنّ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم قال:"السِّواك مطهرةٌ للفم مرضاة للرَّب"؛ فاستخدام السِّواك يحقق غايةً سامية وهي مرضاة الله سبحانه وتعالى، كما أنّه يعمل على تقوية اللِّثة ووقف نزيفها، ويُعطّر الفم، ويقضي على الرائحة الكريهة المنبعثة منه نتيجة أمراضٍ أو سوء هضمٍ في المعدة أو بسبب تناول طعام يترك رائحة غير محبّبة في الفم.