محتويات
مرض الإيدز
الإيدز أو متلازمة نقص المناعة المكتسبة أو السيدا أو التَنَقْصُم (بالإنجليزية:Acquired Immune deficiency Syndrome) ويعرف اختصارًا (AIDS)، ويُمثل مرحلةً متقدمة من العدوى بفيروس نقص المناعة البشري (بالإنجليزية:Human Immunodeficiency Virus)،[١] إذ يسبق هذه المرحلة كلًا من مرحلة العدوى الحادة (بالإنجليزية: Acute Infection) ومرحلة العدوى السريرية الكامنة (بالإنجليزية: Clinical Latency)،[٢] ومن الجدير ذكره أنّ هذا الفيروس يُهاجم خلايا جهاز المناعة للفرد ويُقلل من قدرته على مقاومة الأمراض والعدوى، ممّا يزيد من احتمالية الإصابة بالعدوى والأمراض الخطيرة التي قد تهدد حياة الشخص في حالة تطور المرض لمراحل متقدمة، ويُشار إلى أنّ مرض الإيدز بحد ذاته لا ينتقل من شخص لآخر ولكن الفيروس المُسؤول قد ينتقل ويسبب العدوى،[٣] ومن الجدير ذكره أنّ الفترة الفاصلة ما بين التعرّض للفيروس والوصول إلى هذه المرحلة تتفاوت من مريضٍ لآخر، وبشكلٍ عامّ فهي تتراوح بين عام واحد إلى عشرين عام، وتحدث لدى العديد منهم في غضون عشر أعوام.[١]
من الممكن أن يعيش شخص مصاب بالإيدز أو بفيروس نقص المناعة البشرية حياة طبيعية كغيره من الناس غير الحاملين للفيروس وذلك في حال التزامه بخطة العلاج والأدوية بالشكل المطلوب، فبعد تشخيص المرض يجب البدء سريعًا بخطة علاج تتضمّن الأدوية من مجموعة مضادات الفيروسات القهقرية (بالإنجليزية: Antiretroviral)، والتي تُعرف اختصارًا (ART)، وتعمل هذه الأدوية على المحافظة على مستويات قليلة جدًا من الفيروس في الدم بحيث تكون غير قابلة للكشف، وتحول هذه الأدوية دون التسبّب بالمزيد من الضرر لجهاز المناعة، وإنّ التزام المريض بالدواء بشكلٍ يومي وفقًا لما يصِفه الطبيب سعمل على تحسين النتائج العامة، ولكن يجب التنويه إلى أنّ هذه الأدوية لا تستطيع تخليص الجسم من الفيروس بشكلٍ تامّ؛ بحيث يبقى في الدم ولكن بصورةٍ خاملة، وإن لم يلتزم المريض بالعلاج فسوف يتكاثر الفيروس في الدم.[٤]
الطفح الجلدي لمرض الإيدز
تعتبر الإصابة بطفح الجلد من أكثر أعراض الإيدز المتعلقة بالجلد انتشارًا، فنتيجةً لانخفاض قدرة جهاز المناعة على مقاومة العدوى والأمراض يزداد خطر الإصابة بالعدوى الجلدية وظهور الطفح الجلدي لدى المرضى المُصابين بالإيدز، لذا فإنّ أغلب هؤلاء المرضى سيُعانون من مشاكل جلدية خلال مرحلة أو أكثر من مراحل المرض، ومن الجيد ذكره أنّ المشاكل الجلدية المُصاحبة لمرض الإيدز أصبحت أقل انتشارًا في الفترة الأخيرة نظرًا للوعي والتزام المرضى بطرق السيطرة على الفيروسات والمحافظة على صحة جهاز المناعة، كما أنّها أصبحت أقلّ شدةً وأسهل علاجًا مُقارنةً بالسابق، أمّا بما يتعلق بشكل الطفح الجلدي المُصاحب للإيدز فحقيقةً لا يوجد شكل معين للطفح خاصّ بهذا المرض، فالتغير الذي ُيطرأ على جهاز المناعة قد يُحفّز العديد من تفاعلات الجلد المختلفة بما يُسبّب ظهور الطفح بأشكالٍ مختلفة، وفي أغلب الأحيان قد تتمثل التغيرات الجلدية على هيئة حساسية تجاه ضوء الشمس أو بعض المواد الكيماوية.[٥][٦]
الطفح الجلدي الناتج عن العدوى بفيروس نقص المناعة البشري الحاد
من الممكن أن يظهر الطفح الجلدي في المرحلة الأولية من العدوى وهي مرحلة الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية الحاد،[٧] وفيها يُعاني المُصاب من حالةٍ تُعرف بمرض الانقلاب المصلي (بالإنجليزية: Seroconversion illness)؛ وهي الفترة التي يبدأ فيها الفيروس بالظهور عند إجراء فحص الدم بما يُمكن من الكشف عن الإصابة بهذه العدوى، وتكون هذه المرحلة مصحوبةً بشعور المريض بأعراضٍ حادة شبيهة بأعراض الإنفلونزا وذلك خلال فترة أسبوعين إلى 4 أسابيع بعد الإصابة بالعدوى، إضافةً إلى ظهور الطفح الجلدي الذي غالبًا ما يصيب الجزء العلوي من الجسم؛ تحديدًا الكتفين، ومنطقة الصدر، والوجه، والجذع، وراحتي اليدين، ويكون هذا الطفح الجلدي مسطحًا أو مرتفعًا قليلًا مع وجود نقاط حمراء صغيرة لدى المرضى ذوي البشرة الفاتحة، ونقاط غامقة سوداء أو بنفسجية لدى المرضى ذوي البشرة الغامقة، وتتراوح أعراض الطفح الجلدي بين المرضى، فالبعض قد يُعاني من طفح شديد يغطي مساحة واسعة بالجسم والبعض الآخر يكون الطفح لديه خفيف يُغطي مساحة محدودة من الجسم، وغالبًا لا يُصاحب هذا الطفح الحكة ويختفي خلال 3 أسابيع.[٨][٩]
الطفح الجلدي الناتج عن الإصابة بعدوى أخرى
كما ذكرنا سابقًا فإنّ فيروس نقص المناعة البشري يضعف جهاز المناعة ممّا يزيد من احتمالية الإصابة بالعدوى والأمراض، خاصّة إذا لم يلتزم المريض بأدويته بالشكل الموصى بها، ومن الجدير ذكره أنّ العديد من أنواع العدوى التي قد تتطوّر في هذه الحالة تكون مصحوبةً بالطفح الجلدي، ونذكر من أبرزها ما يأتي:[١٠]
- مرض الزهري: (بالإنجليزية: Syphilis)، يُعتبر مرض الزهري من الأمراض المنقولة جنسيًا، والذي قد يُسبب الطفح الجلدي لدى المريض إذا لم يُعالج بالشكل الصحيح، وقد يظهر الطفح الجلدي في هذه الحالة بعد مدةٍ تتراوح بين أسبوعين إلى 8 أسابيع من الإصابة بالعدوى وذلك في مناطق باطن القدمين وراحتي الكفين.
- فيروس الهربس: (بالإنجليزية: Herpes viruses)، تعتبر الإصابة بفيروس الهربس من أشكال العدوى الشائعة لدى مرضى الإيدز، وفي حال الإصابة بهذا الفيروس فإنّ الأمر يستلزم اتخاذ السبل التي تُمكّن من السيطرة على الحالة، ويُشار إلى انّه كلما تراجعت حالة جهاز المناعة لدى الشخص أصبح من الصعب الحدّ من نوبات المرض، ومن أبرز أنواع فيروس الهربس التي قد تُصيب هؤلاء المرضى ما يأتي:
- فيروس الهربس البسيط (بالإنجليزية: Herpes simplex)، الذي قد يُسبّب ظهور طفح جلدي حول الفم أو في المناطق التناسلية، ويكون علاجه باستخدام المضادات الفيروسية.
- فيروس الهربس النطاقي (بالإنجليزية: Shingles or herpes zoster) الذي يستدعي مراجعة الطبيب على الفور في حالة الشك بالإصابة به، ويسبب الهربس النطاقي طفح جلدي مؤلم يتمثل بظهور بثور أو فقاعات مائية على شكل شريط، وقد تغطي هذه البثور أحد جانبيّ الجسم بالكامل، ولكنّها أكثر انتشارًا في مناطق الجذع، واليدين، والقدمين، والوجه، وكلما سارع المريض بالبدء بالعلاج الذي غالبًا ما يكون مسكنات ألم بالإضافة إلى مضادات الفيروسات فإنّ ذلك يزيد من احتمالية تحسّن حالته بشكلٍ أفضل والتخلّص من العدوى بشكلٍ أسرع.
- المليساء المعدية: (بالإنجليزية: Molluscum contagiosum)، يُشكّل مرضًا فيروسيًا يُصيب الجلد ويؤدي إلى ظهور نتوءات صغيرة بلون الجلد تنتشر في أيّ مكان من الجسم، وعلى الرغم من ذلك فهي لا تظهر على اليدين والقدمين عادةً، ومن الممكن أن يتفشى المرض وينتشر على الجسم بعددٍ يتجاوز 100 نتوء، ويجب توخي الحذر عند التعامل مع المصابين بالمليساء المعدية وتجنّب مشاركة نفس الأدوات الشخصية معهم؛ فقد ينتقل الفيروس المُسبّب للحالة عن طريق اللمس المباشر أو استخدام نفس المناشف والأغطية أو لمس نفس الأدوات، وفيما يخص علاج المليساء المعدية ففي حال كان الشخص سليمًا ولا يُعاني من مشاكل في جهاز المناعة فإنّ هذه النتوءات قد تتعافى وحدها دون الحاجة للعلاج، ولكن في حالة الإصابة بالإيدز أو فيروس نقص المناعة البشري فإنّ هذه النتوءات تكون أكبر حجمًا وأصعب علاجًا، وتجدر الإشارة إلى أنّ الالتزام بالأدوية التي يصِفها الطبيب يُساعد على تقوية جهاز المناعة وتسريع التعافي من هذه العدوى.
- ساركوما كابوسي: (بالإنجليزية: Kaposi sarcoma)، يُعد أحد أشكال سرطان الجلد التي غالبًا ما تُصيب مرضى الإيدز، ويظهر المرض على شكل بقع غامقة على الجلد ذات لونٍ بني، أو أحمر، أو بنفسجي.
الطفح الجلدي الناتج عن الأدوية
الحساسية تجاه بعض الأدوية
قد تسبب بعض الأدوية المستخدمة في علاج الإيدز؛ كمضادات الفيروسات والمضادات الحيوية حدوث حساسية تجاهها وظهور الطفح الجلدي في بعض الأحيان، ويعتبر دواء أباكافير (بالإنجليزية: Abacavir) ودواء نيفاربين (بالإنجليزية: Nevirapine) من أدوية فيروس نقص المناعة البشري التي تحمل خطرًا أعلى لحدوث التحسس، ويجب التنويه إلى أنّ الأدوية الأخرى قد قد تُسبّب حدوث التحسس أيضًا وذلك حسب طبيعة جسم الشخص، وقد يصاحب التحسس العديد من الأعراض؛ كالطفح الجلدي، أو ارتفاع درجة حرارة الجسم، أو تضخم في الغدد الليمفاوية، أو صعوبة في التنفس.[١١]
يُشار إلى احتمالية حدوث التحسس تجاه الدواء وظهور الطفح الجلدي خلال فترة قصيرة بعد بدء استخدامه؛ نحو يوم إلى 3 أيام، ولكن في الغالب فإنّها تظهر خلال مدةٍ تتراوح بين أسبوع إلى أسبوعين من بدء استخدامه، أمّا بالنسبة لشكل وتوزيع الطفح الجلدي فغالبًا ما يكون مماثل لطفح الحصبة؛ والذي يظهر في البداية على الجذع ثم ينتشر على الأطراف والرقبة بنمطٍ متماثل على الجهتين، ومن الأشكال الأخرى للطفح الجلدي أن يكون طفح بقعي حطاطي (بالإنجليزية: Maculopapular rash) على شكل بقع ذات لونٍ يتراوح بين الزهري والأحمر وتكون مغطاة بنتوءات تفرز مواد سائلة عند الضغط عليها، ولعلاج الطفح الجلدي الناتج عن الحساسية تجاه الأدوية؛ يلجأ الأطباء إلى إيقاف الدواء المسبب للحساسية، ممّا يؤدي إلى تعافي التحسس خلال فترة أسبوع إلى أسبوعين، ومن الممكن إضافة أدوية اخرى للتخفيف من الأعراض المصاحبة للتحسس؛ فلتخفيف الحكّة قد يصِف الطبيب الستيرويدات القشرية (بالإنجليزية: Corticosteroids) الموضعية أو مضادات الهيستامين (بالإنجليزية: Antihistamines) الفموية.[١١]
متلازمة ستيفين جونسون
متلازمة ستيفنس جونسون (بالإنجليزية:Steven Johnson syndrome) هي اضطراب مناعي نادر الحدوث يُصيب الجلد والأغشية المخاطية، ويُعتقد بأنّه يحدث نتيجة الإصابة بعدوى أو بسبب الأدوية أو كلاهما، وغالبًا ما يحدث بسبب رد فعل تجاه الأدوية لدى مرضى الإيدز؛ تحديدًا دواء أباكافير ودواء نيفاربين اللذان يعتبران من أكثر الأدوية المضادة للفيروسات التي قد تسبب التحسس والإصابة بهذه المتلازمة، بالإضافة إلى احتمالية حدوثها نتيجة أنواع أخرى من الأدوية؛ مثل المضادات الحيوية التي تحتوي على مجموعة الكبريت، وبشكلٍ عامّ قد تكون متلازمة ستيفنس جونسون خطيرةً عند حدوثها، لذلك تُعد الإصابة بهذه المتلازمة من الحالات الطبية الطارئة التي قد تتطلب الدخول إلى المستشفى.[١٢][١١]
تبدأ أعراض الإصابة بمتلازمة ستيفنس جونسون بالظهور بعد أخذ الدواء في حال كان هو المُسبّب للحالة وذلك بفترةٍ قد تتراوح بين أسبوع إلى ثلاثة أسابيع، فبدايةً يشعر المريض بأعراض مماثلة لأعراض الإنفلونزا؛ كالحمّى والتهاب الحلق، ثم يتبعها ظهور وانتشار الطفح الجلدي وتقرحات مؤلمة حول الفم والأعضاء التناسلية والشرج وتشكل البثور على الجلد، وبعد ذلك يبدأ ظهور آفاتٍ جلدية دائرية وغير منتظمة الشكل يبلغ حجمها حوالي 2.5 سنتيمترًا؛ ويكون ذلك على أنحاءٍ متفرقة من الجسم؛ تحديدًا الوجه، والجذع، والأطراف، وباطن القدمين، وقد تنشر على مساحاتٍ واسعةٍ من الجسم، ومن الممكن أن تندمج معًا لتشكّل وحدة كبيرة ويكون ذلك مصحوبًا بظهور القشرة حول التقرحات المفتوحة تحديدًا في المنطقة المُحيطة بالشفتين، ومن الجدير ذكره أنّ الأمر ينتهي بموت الطبقة العُليا من الجلد وتقشرها وتلاشيها ممّا يُحقق التعافي من الأعراض، وبشكلٍ عامّ، يكون علاج الإصابة بمتلازمة ستيفنس جونسون عن طريق إيقاف وإزالة المُسبب، واتباع إرشادات العناية بالجروح، والسيطرة على الألم، وتقليل المضاعفات التي تظهر أثناء إعادة نمو الجلد، وقد يستغرق تعافي الجلد مدةً تتراوح بين الأسابيع والشهور حسب شدة الحالة.[١١][١٢]
فيديو ما هو الطفح جلدي؟
قد يُصاب الجلد بالاحمرار والتهيج أحياناً وهو ما يُعرف بالطفح الجلدي، فماذا تعرف عنه؟ :
المراجع
- ^ أ ب "AIDS", www.ucsfhealth.org, Retrieved 29-07-2020. Edited.
- ↑ "How Can You Tell If You Have HIV?", www.hiv.gov, Retrieved 29-07-2020. Edited.
- ↑ "HIV and AIDS", www.nhs.uk,3-4-2018، Retrieved 22-7-2020. Edited.
- ↑ "HIV & AIDS: Outlook / Prognosis", my.clevelandclinic.org, Retrieved 22-7-2020. Edited.
- ↑ "HIV-Related Skin and Complexion Conditions", health.ucsd.edu, Retrieved 22-7-2020. Edited.
- ↑ Zawn Villines (11-4-2017), "What does an HIV rash look like"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 22-7-2020. Edited.
- ↑ "HIV and Rash", aidsinfo.nih.gov,September 16, 2019، Retrieved 22-7-2020.
- ↑ Dr Nicholas Antonakopoulos (17 Mar 2019), "The HIV Rash"، www.zavamed.com, Retrieved 26-7-2020. Edited.
- ↑ "What is HIV Rash?", onlinedoctor.superdrug.com, Retrieved 26-7-2020.
- ↑ Jonathan E. Kaplan (24-11-2019), "HIV Rash"، www.webmd.com, Retrieved 22-7-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث James Myhre, Dennis Sifris (July 22, 2020), "HIV Rash Appearance and Causes"، www.verywellhealth.com, Retrieved 22-7-2020. Edited.
- ^ أ ب "Stevens-Johnson syndrome", www.mayoclinic.org, Retrieved 26-7-2020. Edited.