إنّ كلمة فلسفة هي كلمة يونانيّة الأصل وتعني الحكمة أو حبّ الحكمة وفهم الغموض الواقع خلف الأشياء، وتعتبر من أساسيات فهم الظواهر المحيطة بالإنسان وتفسيرها بأقرب ما يحاكي العقل والمنطق ولهذا السبب يُطلق عليها البعض اسم علم الأسباب الأولى للأشياء، وسنتحدّث في هذا المقال بشكل مفصل وواسع عن المفهوم الدلالي للفلسفة ومدى أهميّتها وقيمتها في الحياة البشريّة.
الفلسفة
تُعرّف الفلسفة على أنها ذلك المنهج الفكري التفسيري التأملي الذي يشمل كافة عمليات العقل الباحثة في أسباب وجود الأشياء وجوانب الحياة المختلفة الطبيعيّة منها والبشريّة والتي تدرس الأشياء الماديّة وما وراء الأشياء تحديداً، أي العالم بشقيه الماديّ والمعنويّ، وتسعى لتقديم تفسيرات منطقيّة واضحة شاملة تقوم على البرهنة، ويرى الفيلسوف أرسطو أنّ الفلسفة عبارة عن: العلم النظري بالمبادئ والأسباب الأولى، وهي العلم الكلي الذي يشمل العلوم الأخرى ويعلوها".
ميادين الفلسفة
- الميتافيزيقيا أو فلسفة ما وراء الأشياء، وهو تحديداً العلم الذي يدرس ماهيّة الأمور بشكل مفصل.
- نظريّة المعرفة وتهدف إلى فهم طبيعة أشياء ومجالاتها والطرق المؤدّية إليها.
- المنطق أو تحكيم العقل، والتفكير على أساس الاستدلال والبرهنة.
- الأخلاق وتتمثل في المبادىء والقيم الجوهريّة للفرد، والتي تعبر عن تربيته ونشأته ومفهومه حول الخير والشر.
مجالات الفلسفة
يندرج تحت خانة الفلسفة كافة المجالات الحياتيّة التي تتمثل في:
- الفلسفة المثاليّة.
- الفلسفة ذات العلاقة بالتاريخ.
- الفلسفة التعليميّة.
- الفلسفة الماديّة.
- فلسفة اللغات.
- الفلسفة الاجتماعيّة.
- فلسفة القانون والسياسة والأيدولجيات.
- فلسفة علم الرياضيات.
- الفلسفة النقديّة التحليلة.
- فلسفة المعرفة والتأويل.
- الفلسفة الذهنيّة.
- فلسفة الفيزياء.
- فلسفة البيولوجيا.
- فلسفة الفلسفة وهي التي تضم مجالات ما بعد الفلسفة.
أهميّة الفلسفة
- تتيح للفرد والجماعة فهماً متكاملاً للظواهر المحيطة، حيث ينمي قدراتهم على فهمها وبرهنة وفهم الأسباب التي تقف وراء حدوثها.
- تعمل الفلسفة على تعزيز السلوك العقلي المنتظم في كافة مجالات الحياة، كما وتمنحهم اليقظة الفكريّة والتعبير السليم عن الأشياء، كما ويكسبهم مهارة التحليل والفكيك والتعليل.
- تنمية القدرة على اتّخاذ القرارات السلميّة المبنيّة على أساس متين، وتنمية الحسّ النقدي لديهم.
- تعزز فهم الفرد لحقوقه وواجباته، وتساعده على التكيف والتأقلم مع محيطه، والمساهمة في التغيير الإيجابيّ لهذا المحيط، وتعزيز التجديد والابتكار لديهم.
- تسيطر الفلسفة على كافة أفكارنا في التربويّة، حيث يعتبر دخولها في كافة مراحل التعليم منذ الصغر أساساً لبناء التفكير السليم، وتشجع المجتمعات المتقدمة والحكومات المتطورة هذا النمط التحليلي الذي يتيح للفرد استخدام عقله وتحكيمه في فهم كل ما يحيط به.