صحابيات رضوان الله عنهن
عاصرت رسول الله صلى الله عليه وسلم عدداً من الصحابيات الجليلات اللواتي تركن اثراً عظيماً في التاريخ الإسلامي، كما كان لهن دور في غاية الأهمية في تقديم الخدمة للدين الإسلامي وتعليم المسلمات أمور دينهن.
من تلك الصحابيات فاطمة بنت الخطاب، وأول شهيدة في الإسلام سمية بنت الخياط أم عمار، وأسماء بنت أبي بكر ذات النطاقين وغيرهن الكثير من الصحابيات الجليلات اللواتي ضربن مثالاً حسناً كقدوة يحتذى بها لمثال المرأة المسلمة.
ذات النطاقين
هي الصحابية الجليلة أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها، ولدت قبل أربعة عشر عاماً من بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعود أصولها إلى نسب مشرف فهي ابنة الصديق أبو بكر رضي الله عنه خليفة المسلمين، وأول من أسلم من الرجال، وثاني اثنين في الغار.
أخوتها هم الصحابة رضوان الله عليهم عبد الله بن أبي بكر، وعبد الرحمن بن أبي بكر، وأم المؤمنين عائشة زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتزوجت من أحد العشرة المبشرين بالجنة وهو الصحابي الزبير بن العوام، وأنجبت أول مولود للمهاجرين في المدينة المنورة وهو عبد الله بن الزبير.
أطلق عليها لقب ذات النطاقين بعد أن شقّت خمارها نصفين، وكلمة نطاقين تشير إلى نصفين، لتعد للرسول صلى الله عليه وسلم سفرته في أحد النطاقين، وكانت أسماء تزوّد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبا بكر الصديق بالماء والطعام أثناء الهجرة النبوية.
صفات أسماء
اتصفت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها بالسخاء وطيبة النفس، وكثرة التصدّق، ووصفها زوجها بأنها ذات جود، ومتواضعة، كما كانت تشتهر بعلمها، وعرفت بصبرها وتضحيتها للإسلام فكانت قد أشارت إلى ابنها عبد الله بن العوام أن لا يتراجع عن صموده في وجه الحجاج عندما انتهك حرمة بيت الله الحرام، وكانت نصيحتها هذه رغم أن النتيجة محتومة، فكانت الشهادة لعبد الله في تلك الحادثة دفاعاً عن بيت الله الحرام.
إسلام أسماء
اعتنقت أسماء رضي الله عنها الإسلام وهي ابنة أربعة عشر عاماً، وكان ذلك بعد أن عاد أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى بيته مشرق الوجه مبتسماً مستبشراً بنبوءة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبشّر ذويه بصدق نبوة محمد الأمين صلى الله عليه وسلم، وأعلن إسلامه على الملأ، وأصبحت أسماء رضي الله عنها راوية للحديث، فنقلت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة وخمسين حديثاً.
توفيت ذات النطاقين رضي الله عنها في شهر جمادى الأولى، وكانت آخر المهاجرين، وكان عمرها آنذاك ثلاثة وسبعين عاماً.