الرّياح
تنتقل الكتل الهوائية باتجاهٍ أفقي إثر حدوث فروقاتٍ في الضّغط الجوي، ويطلق على هذه الكتل الهوائية المتحركة اسم الرّياح، فهي هواء قوّي يتحرك فوق سطح الأرض، وتتفاوت قوة الرّياح بين شديدة وبطيئة الحركة، وتُعتبر الرّياح من الأجزاء المرصودة في علم الطقس، ومن الجدير بالذّكر أنّ الرّياح تحمل تسميتها نسبة للاتجاه الذي تَهبُّ منه أو الوقت من السنة.
يشار إلى أنَّ الرّياح عنصرٌ مهمٌ يجب قياسه قبل هبوبها؛ لأنها قد تُسبب الدّمار واقتلاع الأشجار إذا كانت عنيفة، ومن الممكن أنْ تؤدي إلى انجراف التربة وإيقاف نمو المحاصيل وغيرها من الآثار السلبية، لذلك يجب توّخي الحيطة والحذر، وفي المقابل قد تكون بطيئة ولطيفة حيث لا يشعر بها الإنسان.
تحدث حركة الرّياح وفقاً لما يطرأ على الضغط الجوي من تغيّرات، فتكون حركتها تسارعية عندما تتحرك من منطقةٍ ذات ضغطٍ مرتفع انتقالاً إلى منطقةٍ ضغطها الجوي أقل، فتتعرض الرّياح للانحراف نتيجة حركة دوران الكواكب فتحدث العلاقة المسماة بتأثير كوريوليس التي تشير إلى طبيعة العلاقة بين الرّياح والضّغط الجوي.
خصائص الرّياح
تنشأ الرّياح نتيجة حدوث عدد من العوامل والأسباب التالية:
- تفاوت نسبة سخونة الأرض عند المناطق الواقعة بين خط الاستواء وقطبي الكرة الأرضية الشّمالي والجنوبي.
- اختلاف نسبة السخونة بين الأرض والبحار والمحيطات، حيث تكون السعة الحرارية بالمياه والمسطحات المائية أكبر منها في اليابسة.
- اختلاف التسخين بين التضاريس كما هو الحال في الوديان والتلال والجبال.
- دوران الأرض حول محورها.
قياس الرياح
تنفرد الرّياح بخاصيتي السّرعة والاتجاه، فيلجأ الرّاصدون الجويّون لقياسهما، ويُستخدم عددٌ من الأجهزة لقياس السرعة والاتجاه، وتكون على النحو التالي:
- يسمى جهاز قياس الرياح بالمرياح، ويسمى أيضاً بالأنيمومتر، وهو عبارة عن أداة خاصة لقياس سرعة الرّياح، ويعود تاريخ اختراعه لعام 1846م على يد العالم الأيرلندي روبنسون، وتتفاوت أنواع المرياح فيما بينها، فهناك المرياح ذو الأقداح الثلاثة أو الأربعة التي تتخذ شكلاً مخروطياً مغلقاً يتصل بقضبين يصل طولهما نحو العشرين سنتمتراً، ويحدث ضغط الرّياح فوق القعر المغلق لهذا القدح، ويدفع بدوره الأقداح فتتحرك وتزداد حركة هذه الأقداح كلما زادت سرعة الرّياح.
- أما اتجاه الرّياح فيتم تحديده بالاعتماد على جهازٍ يُسمى دوارة الرّياح، ويتألف من جهاز له ذراعٌ ترتبط مباشرة بعمودٍ يدور فوق محورٍ مثبتٍ على طرفه، ويبدأ الذّراع بالدّوران عند هبوب الرّياح عليها فيصطف الذّراع بالنحو الذي تهب منه الرّياح.
- يُستخدم مقياس بوفورت لقياس سرعة الرّياح، وهو جهاز يحمل تسلسلاً رقمياً من الصفر وحتى 17، ويستخدم للكشف عن مدى السّرعة التي تقطعها الرّياح، ويعود الفضل للعميد البحري البريطاني فرانسيس بوفورت في تصميم هذا المقياس.