جميلةٌ هي الورود ، بكلّ ألوانها وأنواعها . وهل من أحد رأى وردةً إلاّ وأعجب بها ؟
ما أجمل الأشعار التي كتبت في الورود وعن الورود ، فكانت في معظم الأحيان تأتي التشبيهات الجميلة والاستعارات في الأدب على هيئة ورود .
وردةٌ زرقاء ، تشبه لون الأملّ ، لون السماء الصافيّة ، وردة تحمل في معانيها كلّ الرفض للمستحيل والخيبات ، هي وردة الوفاء والخيال ، وبالرّغم من ندرتها إلاّ أنها صارخة بإخلاصها وبوعودها لكسر كلمتي ( لا ، مستحيل ) .
اعتبرت الوردة الزرقاء من قِبَل علماء البستنة ، بأنّها تمثّل في عالم ما يعرف باستنبات النباتات ( الكأس المقدّسة ) ، قديماً كانت الوردة الزرقاء غير معروفة ، وحتى غير موجودة على الإطلاق ، حيث أنّه في الورود الطبيعيّة لا توجد مادة الصبغيات الزرقاء ، التي تمنح هذا اللون للورود ، لتسمح لها بالتالي من التكاثر بطرقٍ حقيقيّة تقليديّة .
إنّ أوّل الورود البيضاء التي تمّ إضافة الأصبغة إليها ليخلق لدينا الوردة الزرقاء Faux ، لتصبح بذلك كتقليد لصباغة الورود .
حاول علماء النباتات تهجين بعض الورود بطريقة تقليديّة ، ولكنها في الحقيقة لم تكن إلاّ قريبةً من اللون الأرجواني الفاتح .
قال عام 1847 صامويل بارسونز الأمريكي الأصل ، وهو الخبير بعالم الأزهار ، بأنّ البستانيين ونتيجة لتقدم التكنولوجيا والعلوم ، سوف يمكن لهم من زراعة الورد الأزرق ، إن تحققت هذه العملية ، فإنّ الجهود والتجارب العلمية تكون قد نجحت .
أمّا برنارد مهرنج هو عالم الأزهار الألماني الأصل ، فيخبرنا بأنّ ألمانيا قد قامت بإنتاج ورود زرقاء Veilchenblau في تسعينيّات القرن العشرين ، وأيضاً كانت قريبة من اللون الأرجواني الضارب إلى الرمادي .
وقد قامت شركة Suntory بتطويرٍ لورود زرقاء ، حيث نجحت بذلك عام 2004 ، وبالتالي قامت هذه الشركة مشتركةً مع شركة التقنية الحيوية الاسترالية والتي تدعى Florigene ، على إدماج جينٍ يعدّ مسؤولاً عن تكوين وخلق صبغة الدافيندين الورقاء والتي تعرف باسم Delphinidin ، وقد قاموا بابتداع لغةً خاصة بالزهور Floriogrhaphy أسوةً لما كان يطلقه الأدباء في العصر الفيكتوري ، من تحليل لمعنى لون الورود ، حيث استخدمت هذه الألوان كدلالةٍ على أهواء ومشاعر البشر المختلفة ، فكانت ترمز الورود الزرقاء للغموض ، وأيضاً تشير إلى أنها دائمة السعي والمحاولة لتحقيق المستحيل .
ولأنّ الإنسان دائماً مولعاً بكلّ جديد وغريب ، فقد رجّح الخبراء بأنّ الطلب سيكون متزايداً وكبيراً جداً على الورود الزرقاء ، إذ أنّ رونق الورود ودلالاتها مازال يشغل الإنسان ، إنّ كان من زمن الأساطير التي تحدّثت عن بطولات الورود ومعانيها ، ليستمر هذا الانشغال بها حتى أيامنا هذه .