جمهوريّة ناورو
تقع جمهوريّة ناورو في المحيط الهادي، وتحديداً في مايكرونيزيا، وهي تُعتبر دولةً جزريّة، ومن أقرب الجزر لها جزيرة بانابا الموجودة في جمهوريّة كيريباس والتي تقع في الشرق منها. يصل عدد سكّانها إلى حوالي 14 ألف نسمة، وتبلغ مساحة الدولة حوالي 21 كيلو متراً مربّعاً، وبذلك تعتبر جزيرة ناورو أصغر الدول الجزريّة في العالم كله، وهي أصغر الجمهوريّات المُستقلة كذلك.
ومن أحد الأمور الأخرى التي جعلت ناورو جزيرةً فريدة من نوعها هو أنّها الجمهوريّة الوحيدة في العالم بلا عاصمة رسميّة للبلاد، إلّا أنّها توجد لديها مدينة رئيسية ومركزيّة وهي مدينة يارين. ديانة هذه الدولة الرسميّة هي الديانة المسيحيّة، وكما توجد بها بعض الأديان الأخرى، والتي يدين بها الأقليّات، ومنها الديانة الهندوسيّة والديانة البهائيّة، وتنادي هذه الدولة بحريّة التديّن، إلّا أنّها مقيّدة نوعاً ما بالقانون؛ إذ إنّ أغلب من هم في السلطة يدينون بالديانة المسيحيّة. يُعتبر التعليم إلزاميّاً للأطفال من سن 5 سنوات وحتى سن 15 سنة في هذه الدولة، وعلى الرّغم من قلّة عدد السكان هناك إلّا أنّ هناك بعض الأشخاص الّذين يهاجرون خارج هذه الدولة.
تتّخذ جزيرة ناورو الشكل البيضويّ، وهي جزيرة مرجانيّة، يصل ارتفاعها فوق مستوى سطح البحر إلى ما يُقارب 60 متراً. وفي الوسط من هذه الجزيرة توجد هضبة تحتوي على كميّات كبيرة جداً من الرواسب الفوسفاتيّة، وتوجد بحيرة ضحلة من الماء وذلك بالقرب من وسط الهضبة، وتحيط بهذه البحيرة أراضٍ خصبة صغيرة الحجم، إلّا أنّ هناك عدد من الأراضي الخصبة بالقرب من الشاطئ الرمليّ، وتوجد فيها مرتفعات يصل ارتفاع أعلاها إلى حوالي 61 متراً فوق مستوى سطح البحر، أمّا عن مناخ الجزيرة فهو مناخ قاريّ، وتتساقط فيها كميّات من الأمطار خلال فترة معينّة من السنة، وتمر عليها الرياح التجاريّة الموسميّة والتي تساعد على تلطيف الجو ودرجات الحرارة، ودرجات الحرارة فيها تكون ما بين 24 درجة مئويّة و34 درجة مئويّة.
ولوجود كميّات كبيرة من الفوسفات فيها، والتي نتجت عن فضلات الطيور فإنّ اقتصادها كان يعتمد وبشكل كليّ على هذه الثروة، وقد كانت تدرّ على الدولة دخلاً كبيراً، إلّا أنّها لم تعد كذلك، فقد شحّ هذا المورد وأصبحت الدولة مُفلسة إلى درجة لم تعد معها الدولة قادرة على توفير نفقات للبنزين والوقود، وبما أنّهُ لا يوجد مصدر آخر للدّخل وبسبب تحوّل أراضيهم إلى أراضٍ جرداء غير صالحة للتعدين والاستخدام اضطرّات الدولة إلى استيراد الطعام، وهو في الغالب من المواد الغذائيّة المحفوطة، وذلك أدّى إلى إصابة الناس بمرض السكريّ؛ حيث تعتبر الإصابات بهذا المرض المزمن هناك من أعلى النسب في العالم، وكما أنّ البطالة وصلت إلى حد مرعب وهو ما يُقارب 90%، ومن يعمل من هؤلاء الناس، فهم يعملون في مؤسّسات الدولة ما عدا عدد قليل جداً.