الماء
المياء، موضوع يفرض نفسه على وجه الخصوص في منطقتنا العربيّة كأولويّة مطلقة، خاصةّ في ظل تناقص وشح الموارد المائيّة من ناحية، ومن ناحيةٍ أخرى الحاجة إلى ترشيد استهلاك المتوافر وإيجاد السبل لتعزيز هذا الترشيد.
اليوم العالمي للماء
يحتفي العالم في الثاني والعشرين من مارس من كل عام باليوم العالمي للماء، لأهميّة هذا الموضوع، فالأرقام الإحصائيّة تشير إلى أن نصيب كل فردٍ عربي من الماء في تناقصٍ مستمر، وأن هذا التناقص آخذٌ بالاستمرار، يعود هذا التناقص لأسبابٍ عدة منها تحكم عددٍ من الدول الغير عربيّة في منابع المياه المتدفقة للبلاد العربيّة، هذا بالإضافة لسرقة الكيان الصهيوني لموارد المياه العربيّة، ويتفق المحللين بأن موضوع المياه سيتصدر جدول الصراعات في المنطقة من أجل البقاء.
ترشيد استهلاك الماء
الموارد المائيّة مهمة جداً في التنمية، وتكمن العبرة في وفرتها أو ندرتها، وقدرة الإنسان العربي على تحديد أولويات استغلالها، بحيث تكون له القدرة على إدارة استهلاكها بالشكل الأمثل بصورةٍ مستمرة، وبأساليب مدروسة وواعية، بالإضافة لحرصه على البيئة المحيطة بتلك المصادر، ومن هنا وجب وضع قضية المياه على رأس سلم الأولويّات الاستراتيجيّة في الدول العربيّة، والسعي في وضع الدراسات العلميّة لإدارة وتطوير المصادر المائيّة، هذا بالإضافة لمواكبة التطورات العلميّة في موضوع المياه وطرق ترشيد استهلاكها والتعامل معها، ومن المهم أيضاً رعاية وتمويل البحوث والأنشطة التطبيقيّة في طرق التعامل مع مشكلة المياه بشكلٍ أمثل في الوطن العربي، وذلك للوصول إلى توصيفٍ دقيق للعقبات والمشاكل التي تتعلق بالمياه، واقتراح الحلول الملائمة لحلها، وإيجاد بدائل مبتكرة للتعامل معها.
المنظمة العربيّة للتربية والثقافة
أدرجت المنظمة العربيّة للتربية والثقافة والعلوم، موضوع المياه ضمن أولويّات عملها في القطاع العلمي، وذلك إدراكاً منها لأهمية موارد المياه الحيويّة، حيث قامت بتنفيذ برنامج دائم لعددٍ من السنوات، حيث يُعنى هذا البرنامج بتنمية الموارد المائيّة، وايجاد الحلول ومواجهة الشح المائي، ومحاولة لإيجاد الحلول لتقليص العجز المائي في البلاد العربيّة.
قامت المنظمة أيضاً ببناء قواعد معلومات عن المياه، وأجرت العديد من البحوث بالإضافة للدراسات الميدانيّة، والعمل على تدريب العاملين في هذا المجال، وإعداد العديد من برامج التوعيّة والتي تعنى بطرق ترشيد استهلاك المياه، كما عملت المنظمة على التنسيق بين الدول العربيّة وجهودها في هذا الصدد من خلال تشكيل (اللجنة العربيّة الدائمة للبرنامج الهيدرولوجي الدولي).
تمكنت المنظمة من خلال هذا الأمر الإحاطة بكم ونوع الواقع المائي في الوطن العربي، وبفضل تعاونها مع اليونسكو والمركز العربي لدراسة المناطق الجافة والأراضي القاحلة، وذلك ضمن نطاق شبكة هيدرولوجيا الوديان والمياه الجوفيّة، حيث قامت بوضع البيانات حول الوضع المائي في الوطن العربي، وقامت بإنجاز الجزء الأول من الخارطة الهيدرولوجيّة للبلاد العربيّة، بالإضافة إلى تنفيذها العديد من الندوات والدراسات العلميّة في هذا الخصوص من جميع جوانبه.