البحث العلميّ
تنفق دول العالم الأوّل أموالاً طائلة على قطاع البحث العلميّ، حتّى أصبحت لها الريادة في الهندسة والطب والتكنولوجيا وعلم الفضاء، فضلاً عن البحوث المكرّسة لدراسة العلوم الإنسانية كاللّسانيات وعلم النّفس. ومن هذا المنظور، عملت الدّول الساعية للريادة على صقل المهارات الأكاديميّة والاستثمار في الموارد البشرية، وجلب أحدث المختبرات لإجراء البحوث والخروج بنتاج علميّ يفيد البشريّة؛ مثل اكتشافات تزيح السّتار عن ماهيّة الكون وهو ما نجده في الفيزياء الحديثة، واختراعات تقضي على أمراض مستعصية، أو تساعد على العيش برفاهية.
للأسف فإنّ النتاج العربي من البحث العلميّ متواضع جدّاً مقارنةً بالدّول الأوروبيّة ومُخجل؛ حيث أظهرت (منظّمة المجتمع العلميّ العربيّ) دراسةً تمتدّ من عام (2000م-2011م) أنّ الإنتاج العربيّ من البحث العلميّ - وذلك حسب أوراق البحث المنشورة- يقترب من الإنتاج العلمي التركي إلى عام 2005م، علماً أنّ عدد سكان تركيّا يشكّل حوالي 21% من الوطن العربيّ، فضلاً عن الدراسات المقارنة بين الدّول العربيّة وأوروبا وأمريكا؛ حيث إنّ إنتاجنا العلميّ يؤول إلى الصفر مقارنةً بهم.
خطّة البحث العلميّ
البحث العلميّ هي دراسة مُشْكلة أو حالة غامضة، يقوم بها الباحث عن طريق وضع فرضيّات واختبارها، من خلال أدوات البحث العلميّ المحايدة، للخروج بتفسير أو حل أو تنبؤ، وكتابة تقرير بالنتائج، ونشرها بعد عرضها على المتخصّصين في هذا المجال، في مجلّات علميّة محكّمة. ولكتابة بحث علميّ تتم كتابة خطّة أولاً ثم تطبيق بنودها، وهي كما يلي:
- عنوان الدراسة: اختر عنوان الدراسة بدقّة بحيث تتناسب مع المحتوى وتختصرهدف ونتيجة الدّراسة.
- المقدّمة: وتتلخّص بقدرة الباحث على إقناع القارئ بمدى أهميّة دراسته، بناءً على معلومات منطقيّة حقيقيّة، تحتاج بحثاً علميّاً تقوم بحلّ مشكلة ما، وتقديم المصادر التي تدعم فكرة البحث؛ كتوصيات مؤتمر علميّ أو حتّى تجربة شخصيّة، حيث يبدأ الحديث بالعموميات لتحديد البيئة العامّة لموضوع البحث، ثمّ الولوج لصلب الموضوع.
- مشكلة الدارسة: أو موضوع البحث وهو السبب الرئيس لكتابة الموضوع العلميّ؛ حيث يتّسم بتحديد المشكلة بدقّة، ووضع التساؤلات التي تخدم موضوع البحث، وأن يكون موضوعاً جديداً مبتكراً يخدم قضيّة بعينها، ويعملُ على حلّها أو إزالة الغموض عنها، من خلال وضع فرضيّات وإثباتها بالطرق العلميّة وأدواتها.
- الفرضيّات: وهي من أهم أعمدة البحث العلمي؛ حيث يقدم الباحث تخميناً ذكيّاً يوضّح العلاقة بين مفاهيم ذات دلالة إحصائية، وبعد أن يتم إثبات هذه الفرضيّة ولم يتمكن أحد من ضحدها ترتقي لمستوى نظريّة. هناك ثلاثة أنواع للفرضيات: الفرضية الموجهة، وفرضيّة غير موجّهة، وفرضيّة صفريّة.
- منهج البحث المستخدم في الدراسة: وهي الطريقة والإجراءات والأدوات المستخدمة في عمليّة البحث، وما هي المبرّرات التي اعتمد عليها الباحث لاختيار هذه الطريقة.
- مجتمع الدراسة وعينتها: تحديد المجتمع الذي ستتم عليه الدراسة، وتحديد العيّنة التي سيتم اختيارها بدقّة، وما سبب اختيار هذه العيّنة، مثلاً قام باحث بدراسة على طلبة المجتمع الأردنيّ (المجتمع)، واختار عيّنة من طلاب الصفّ الثامن من مدينتي عمّان وإربد (العيّنة).
- قائمة المصادر: وهنا يقوم الباحث بتضمين الخطة للمصادر والمراجع التي استفاد منها لتقديم فرضيّته، وأحياناً تكون الفرضية تعديلاً أو شرحاً لبحوث علميّة سابقة.