معارك المسلمين في العهد النبوي
خاض المسلمون خلال الفترة المدنية من الدعوة العديد من المعارك مع القبائل المختلفة التي كانت تعيش في شبه الجزيرة العربيّة، والتي كانت تحاول استئصال شأفتهم، وإنهاء وجودهم، وبشكل لا يرعى فيهم إلَّاً ولا ذمة.
جزء كبير من هذه المعارك قادها الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم بنفسه، وبذل فيها مجهودات جبارة، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن معه من جماعة المسلمين يفاجؤون الأعداء كل مرة بتكتيك عسكري جديد ليس لهم عهد به، فيكونون بذلك قد استوفوا الأسباب الموجبة للنصر.
مهما كانت نتائج المعارك التي خاضها المسلمون في العهد النبوي الميمون، فإن في كل واحدة منها العديد من الدروس التي يمكن للمسلمين تعلمها، وتطبيقها عملياً حتى في غير أوقات الحروب. وفيما يلي نسلط الضوء على المعارك التي خاضها صلى الله عليه وسلم بنفسه.
المعارك التي شارك فيها الرسول الأعظم
اختلف المختصون من المؤرّخين وغيرهم حول عدد المعارك الإجمالي التي شهدها الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه، فذهب بعضهم إلى أن العدد الإجمالي بلغ ستاً وعشرين معركة، في حين ذهب البعض الآخر إلى أنّ عددها بلغ سبعاً وعشرين، هذا وقد ذهب القسم الثالث إلى أن عددها بلغ تسعاً وعشرين معركة، مع وجود عدد من أقوال، وآراء أخرى. وقد يرجع سبب هذا الاختلاف إلى أنّ البعض عدَّ الغزوات المتقاربة زمنياً غزوة واحدة، في حين عدها البعض الآخر غزوات منفصلة.
من أبرز المعارك التي خاضها صلى الله عليه وسلم بنفسه معركة بدر وهي المعركة التي فصلت الحق عن الباطل، والتي كان فيها مقتل كبار كفار قريش من الذين آذوا الرسول صلى الله عليه وسلم ومن كان معه من المسلمين في مكة المكرمة. وتعتبر معركة بدر معجزة حقيقية؛ نظراً لميل الميزان العسكري المادي لصالح كفار قريش.
بعد معركة بدر، حدثت معركة أخرى لا تقل أهميّة عنها، وهي معركة أحد، والتي حاول فيها القرشيون الثاًر من المسلمين، وتعتبر هذه المعركة مدرسة من العبر التي لا يزال المسلمون يتعظون منها حتى يومنا هذا، خاصة على صعيد مخالفة أوامر الله، والرسول؛ فمتى ما خالف المسلم هذه الأوامر لحقه أذىً عظيماً في الدنيا، والآخرة.
من المعارك الأخرى الهامّة، معركة الخندق، وهي التي اتبع فيها الرسول صلى الله عليه وسلم، والمسلمون خطة حربية لم يعهدها العرب من قبل، وهي خطة حفر الخندق الذي حال بين طرفي القتال، وعصم دماء المسلمين، وقد انتهت هذه المعركة بهزيمة نكراء للأحزاب، فقد دبَّ الله تعالى الرعب في قلوبهم، فانصرفوا مهزومين.