المنهج التاريخي
المنهج التاريخي هو عبارة عن عمليّة إحياء للماضي، وذلك عن طريق جمع الأدلّة والتعديل عليها وتقويمها، يتمّ بعدها تمحيص تلك الأدلّة، وفي النهاية تبدأ مرحلة تأليفها في عمليّة عرضٍ للحقائق بشكلٍ دقيق وصحيحٍ في المدلولات وفي عمليّة التأليف، وذلك في سبيل استنتاج عددٍ من البراهين التي تظهر نتائج علميّة واضحة.[١]
ويعرّف هذا المنهج أيضاً على أنه البحث الذي يصف ويسجل الوقائع والأحداث الماضية، ويدرسها ويفسرها، ثمّ يحللها استناداً إلى أسسٍ منهجيّة وعلميّة دقيقة، الهدف منها الوصول لتعميمات وحقائق تساعد على فهم الحاضر بناء على أحداث الماضي، وللتنبؤ بالمستقبل.[١]
إضافةً لهذا فإنّ هذا المنهج يُعنى بوصف أحداثٍ وقعت في الماضي وصفاً كيفيّاً، بحيث يرصد العناصر ويحلّلها ويناقشها ويفسّرها، ويستند على هذا الوصف في استيعاب الواقع الحاضر وتوقع أحداث واتجاهات قريبة وبعيدة في المستقبل.[١]
أهميّة المنهج التاريخي
تبرز أهمية المنهج التاريخي بما يلي:[٢]
- يستخدم هذا المنهج لحل عددٍ من العقبات والمشاكل المعاصرة على ضوء خبرات الأحداث الماضية.
- يمكّن من إلقاء الضوء على أحداث واتجاهات في الحاضر والمستقبل.
- تؤكّد هذا المنهج الأهميّة النسبيّة لعددٍ من التفاعلات المختلفة، والتي وجدت في الأزمنة الماضية، ومدى تأثيرها.
- يهيئ الفرص لإعادة تقييم المعلومات والبيانات، بالاستناد إلى مجموعةٍ من الفروض أو نظريّاتٍ أو تعميماتٍ معينة قد ظهرت في الزمن الحاضر ولم تعرف بالماضي.
خطوات المنهج التاريخي
يتبع الباحث الذي يرغب بدراسة ظاهرةٍ معينة حدثت في الماضي بوساطة المنهج التاريخي مجموعة من الخطوات، هي:[٣]
- إلقاء الضوء على ماهيّة المشكلة في البحث، (تحديد المشكلة) وفيها يتناول الباحث خطوات الأسلوب العلمي في بحثه، وهذه الخطوات هي:
- التمهيد لموضوع البحث وتحديده، وصياغة عددٍ من الأسئلة إضافة إلى الالتزام بالفروض وأهداف البحث وأهميّته، والإطار النظري له وحدوده، وتحديد جوانب القصور فيه ومصطلحاته، ثمّ تحديد الحادثة أو الظاهرة التاريخيّة التي يودّ دراستها. يتمّ تحديد مشكلة البحث وفق نسقين محدّدين، هما البعد الزماني والمكاني، وشترط هنا توافر عدد من النقاط، ومنها أهميّة ومناسبة المنهج التاريخي، إضافةً إلى توافر الإمكانات اللازمة للقيام به، وأهميّة النتائج التي سيتمّ التوصل إليها.
- جمع المعلومات والبيانات اللازمة: تتطلّب هذه الخطوة مراجعة جميع المصادر سواء كانت أوليّة أم ثانويّة، ثمّ اختيار البيانات المرتبطة بالمشكلة.
- نقد مصادر المعلومات: في هذه الخطوة يفحص الباحث جميع البيانات التي جمعها، وذلك عن طريق نقدها ليتأكدّ من نسبة أهميتها للبحث، ويقسم النقد هنا إلى نوعين، هما: النقد الخارجي والنقد الداخلي.
- تسجيل وتفسير نتائج البحث: تتطلّب هذه الخطوة عرض كافة النتائج التي تمّ التوصل إليها مع مناقشتها وتفسيرها، ويتبع الباحث عادةً ترتيباً زمانيّاً أو مكانيّاً أو موضوعيّا يتناسب مع مشكلة البحث.
- ملخص البحث: تعتبر هذه هي الخطوة الأخيرة، وتتطلّب عرض ملخصٍ للمعلومات التي تمّ عرضها في الجزء الميداني والنظري من البحث، ويتمّ على إثرها تقديم توصيات هذا البحث التي توصل إليها الباحث، ومقترحاته لبحوثٍ مستقبليّة.
المراجع
- ^ أ ب ت "Definition of historical approach", humanities.uobabylon.edu.iq، 15-7-2018. Edited.
- ↑ "The importance of the historical approach", www.alainet.org، 15-7-2018. Edited.
- ↑ "Steps of the Historical Approach", www.ischool.utexas.edu، 15-7-2018. Edited.