محتويات
العرب قبل الإسلام
عاش العرب قبل الإسلام في شبه الجزيرة العربيّة حياة البداوة، والتي تعتمد على التّرحال من مكانٍ إلى آخر بحثاً عن الماء والكلأ، كما أنّهم اعتمدوا على رعي الأغنام، ولا يخفى على المتأمل في حياة العرب أنّ هذه الحياة على بساطتها كانت سبباً في صفاء أذهانهم وبلاغة ألسنتهم؛ حيث إنّ العرب اشتهروا قديماً بالشّعر الفصيح على الرغم من أنّهم أميّون لا يقرؤون ولا يكتبون، وقد ظهرت في العصر الجاهليّ مجموعةٌ من الفنون الأدبية والتي شكّلت الحياة الفكرية لديهم.
الحياة الفكرية قبل الإسلام
الديانات
في الوقت الذي سبق ظهور الإسلام كانت العرب قد تخلّت عن التعاليم التي جاء بها أنبياء الله تعالى مثل الديانة التي جاء بها إبراهيم عليه السلام، كما انتشرت لديهم عدّة ديانات؛ فقد عبد بعضهم الأوثان، بينما كان بعضهم يدين بالدِّين اليهودي أو الدين المسيحي، ومن الجدير ذكره أنّ الكعبة المشرفة كان حولها ثلاثمئة وستين صنماً، وكان لكلّ قبيلةٍ صنمٌ تعبده وتتقرّب إليه بالقرابين، كما كانت هناك مجموعةٌ من الأصنام المشهورة وقد ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم؛ مثل اللَّات، والعزى، ومناة، ولقد كان العرب يؤمنون بوجود إله واحد وهو الله، لكنّهم كانوا يعتقدون بأنّ الأصنام مساعدة له على الأرض وتنفّذ رغباته وأوامره المقدسة.
العلوم
على الرغم من عدم وجود أيّ مخطوطاتٍ تدلّ على انتشار العلوم في العصر الجاهليّ، إلا أنّ هناك مجموعة من الدلائل على اشتهار بعض العلوم مثل الفلك والذي أطلق عليه العرب اسم علم الأنوار؛ حيث إنّ العرب كانوا يستدلّون بالنجوم على الطرق البريّة والبحريّة، كما كانوا يعبدون بعض الكواكب التي تظهر في أوقاتٍ محددة مثل كوكب الزهرة، والذي مثلوه بصنمٍ أطلقوا عليه اسم العزى.
شاع في العصر الجاهلي علم الرياضيات؛ حيث كان الجاهليون يعملون بالتجارة، ومن الجدير ذكره أنّ عالم الرياضيات فيثاغورس زار شبه الجزيرة العربيّة ليتعلّم من حكمة أهلها، كما اشتُهر العرب قديماً بالطبّ ومن الأطباء المشهورين في ذلك الوقت ابن أبي رمثة التميمي، والحارث بن كلدة، والنضر بن الحارث، وضماد، والشفاء بنت عمرو، وابن حزيم، أما في علم البيطرة فقد اشتهر العاص بن وائل، وفي مجال الهندسة فقد برع العرب في إقامة السدود مثل سد مأرب، وفي إقامة القنوات المائية.
البلاغة والفصاحة والشعر
اشتهر العرب بقرضهم الشّعر؛ حيث اشتهروا بكتابة المعلّقات؛ وهي عبارة عن قصائد طويلة تعلق على جدار الكعبة، وقد تنوّعت الأغراض الشعريّة التي كتب فيها العرب مثل؛ المدح، والغزل، والرثاء، والهجاء، كما اشتهر العرب بفنّ الخطابة.