الوقاية من أخطار التيار الكهربائي

التَّيار الكهربائي

كثيراً ما يَسمَع الفَرْد كلمة كهرباء، ولكن هلْ يُدرك فعلاً ما هي الكهرباء، وما هي النَّتائِج المُترتِّبة عن التَّهاون في اتِّباع تعليمات السَّلامة لِلوقاية من أخطارها. الكهرباء عبارة عن عدد من الجُزيئات أو الجُسيمات الصغيرة جداً التي لا تُرى بِالعَيْن المُجرَّدة، وهي ذات حركة مُستمرّة لا تتوقف إلّا بتخزينها في أحد أنواع البطَّاريات الجافَّة أو غير الجافَّة أو بِالقَطع بواسطة الزَّر أو السّلك الكهربائي،^[١] وعليه فإنَّ فالكهرباء تُعبِّر عن حركة الالكترونات أو الجُسَيمات المَشحونة عبر الأسلاك المعدَنيَّة، أمَّا التَّيار الكهربائي فما هو إلّا نتيجة تدفُّق الكهرباء.^[٢]

إنَّ الكهرباء مصدر الطَّاقة الّتي تحتاجها الكثير من الأجهزة الكهربائيَّة والّتي نَستخدِمها بِكثرة في حياتِنا اليوميَّة، فبدون الكهرباء لنْ نستطيع مُشاهدة التِّلفاز مثلاً، أو استخدام الإنترنت، أو استخدام العديد من الأشياء التي اعتدنا عليها في حياتنا والتي تحتاج إلى الكهرباء لأداء عملها. تنقسم المواد إلى مواد موصلة للكهرباء ومواد عازلة للكهرباء، فالمعادن بشكل عام تسمح لِلتَّيار الكهربائي بِالتَّدفق من خلِالها، وتُسَّمى بِالمواد المُوصِلة لِلكهرباء، أمّا المواد الَّتي لا تّسمّح لِلتَّيار الكهربائي بِالتَّدفق من خلالها فهي المواد العازِلة لِلكهرباء وهي في الغالب مواد غير معدنية، مثل الخشب والمطَّاط والبلاستيك.^[٢]

يُعتبّر جِسم الإنسان مُوصِل لِلكهرباء أيضاً، إذ إنَّ خلايا الجسم البشري مَصنَع لا يَتوقَّف عن العمليات الحيوية عبر جدار الخلية والَّتي تُمثِّل جُهداً كهربائياً هو أساس حياة الخلايا وحياة الإنسان،^[٣] وبما أنَّ جسم الإنسان مُوصِل لِلكهرباء فهو مُعرَّض لِلكثير من الحوادِث الكهربائيَّة الَّتي قد تُؤدي إلى الصَّعق الكهربائي أو الحُروق،^[٤] وبالرَّغم من أنَّ الكهرباء مُفيدة كثيراً لِلإنسان في حياته العمليَّة؛ إلّا أنَّه يَجب توخِّي الحذَر أثناء استخدام الأجهزة الكهربائيَّة، فالعديد من الحوادِث المُؤلمة تَحدُث بِسبب الكهرباء، ويَعتمِد حجم الضَّرر المُترتِّب على حوادث الكهرباء على مُدَّة ومَسار التَّيار الكهربائي، كما يَعتمد أيضاً على درجة مُقاومة الجِسم لِلكهرباء.^[٥]

طُرُق الوِقاية من أخطار التَّيار الكهربائي

من أهم طُرُق الوِقاية من أخطار التَّيار الكهربائي ما يلي:^[٤][٦]

• تَجنُّب تشغيل الأجهزة الكهربائية عندما يكون الجِسم مُبتلَّاً بالماء.
• تَجنُّب فَصْل الأجهزة عن قابس الكهرباء عن طريق جرِّ الأسلاك.
• تَجنُّب إصلاح أيّ جهاز كهربائي وهو موصول بقابس التَّيار الكهربائي.
• تَجنُّب لَمْس الأسلاك المُعرّاة أو استعمالها لِتشغيل الأجهزة الكهربائية.
• تَجنُّب استعمال أيّ جهاز كهربائي يَقَع جزء منه في الماء.
• التأكُّد من مُلاءَمة التَّوتُّر لِلجِهاز المُراد تَشغيله مع توتُّر قابِس التَّيار الكهرائي قبل ربطِهِم مع بعضهم البعض.
• تَزويد المَنازِل بِأجهزة السَّلامة من أخطار التَّيار الكهربائي، مِثل: الفاصِل العادي، والفاصِل التَّفاضُلي، والمَربط الأرضي.
• تَركيب قابس التَّيار الكهربائي في أماكن بعيدة عن الأطفال.
• استعمال الفواصِل والصَّهائر لِحِماية التَّراكيب المَنزليَّة من الدَّارات الكهربائية القصيرة الَّتي قد تُسبِّب اندلاعاً لِلحرائِق.
• وصْل الهياكِل المعدنية لِلأجهزة الكهربائية بِقوابِس كهربائية مَوصولة بِمربط أرضي.
• تركيب أغطية خاصَّة لِلمآخذ الكهربائية لِحِماية الأطفال.
• ربط السِّلك المُحايِد لِمركز تحويل الأرض بِمربط أرضي؛ وذلك لِحماية الخُطوط الكهربائية من الصَّواعق الأرضية.
• تَجنُّب استعمال الماء مع الكهرباء؛ إذ يُشكِّل ذلك خطورة كبيرة، وقد يكون أثره مُميتاً، ويُفضَّل أنْ يكون مَصدَر التَّيار الكهربائي مَوصولاً بِقاطع أرضي تِلقائي عن طريق أحد المقابِس.
• تَجنُّب تحميل أيّ مقبس كهربائي بِشكل زائد عن حده، وعند الشُّعور بِسخونة في المفاتيح أو التَّوصيلات الكهربائية يجِب إبلاغ المُختصّ لِلقيام باللازم.
• تَجنُّب القيام بِأيّ تَصليحات كهربائية إلّا بِوجود المُختصّ في مَجال الكهرباء.
• تَجنُّب لَمس أيّ جِهاز كهربائي بِيَد واحِدة مع لّمْس مادَّة أُخرى موصِلة لِلكهرباء بِاليَد الأُخرى، مثل ماسورة المياه.
• تَجنُّب لِصْق الأشرِطة المُلونة على أسلاك الكهرباء بِقَصد الزِّينة، وذلك لِكي لا تَندَلِع الحرائِق عند مُلامستها لِسطح ساخن مثل المصباح.
• تَجنُّب تثبيت الأجهزة الكهربائية كالمِذياع بالقرب من أمكان النَّوم مثل السَّرير؛ وذلك لِتَجنُّب مخاطر الكهرباء.
• تَجنُّب وضع الوصلات الكهربائية بالقرب من مصادر الحرارة كالأفران والمدافئ.
• المعرفة التَّامة بِمعلومات تشغيل أيّ جِهاز كهربائي قبل استخدامه، ويُفضَّل استخدام أجهزة كهربائية بِحالة جيِّدة ومُصنَّعة من قِبَل شركات لها سُمعة طيِّبة.
• عدم السَّماح لِلطِّفل بوضع إصبعه داخل مقبس الكهرباء أو خلع الغطاء عنه إن وُجد.
• فَصْل جميع الأجهزة الكهربائية وخاصَّة الّتي في المطبخ والحمَّام عند الانتهاء منها.
• وَضْع التَّوصيلات الكهربائية بعيداً عن أماكن المشي والأماكن الَّتي يلعب بها الأطفال، كما يجِب ألّا يُوضَع أثاث ثقيل فوقها.
• توعية الأطفال بِأُمور السَّلامة وطُرُق الوِقاية من أخطار التَّيار الكهربائي، وعدم لَمسِهِم لِأعمِدة الكهرباء المتواجِدة بِالشَّوارع وخاصَّة أثناء سُقوط الأمطار.
• التَّأكُد من أنَّ الأجهزة الكهربائية التي تُولِّد الحرارة مثل المدافئ والمصابيح موضوعة بعيداً عن الأشياء القابِلة للاحتراق مثل السَّتائر والصُّحف ومواد التَنظيف.
• عمل صِيانة دوريَّة لِلأجهزة الكَهربائية وإصلاح التَّالف منها فوراً.
• فَصْل التَّيار الكهربائي عن المُنشآت الخالية من السُّكان مثل المخازِن أو وُرَش العمل، أو عند مُغادرة الأشخاص لِمنزلهم لِفترة طويلة.
• استعمال مُحوِّلات التَّّوصيل الكَهربائي الفرعية عند الحاجة المُلحّة فقط وبِصفة مؤقتة وليست دائمة، ومُراعاة اختيار نوعيَّة لها قُدرة كهرباية مُناسبة لِلأحمال المَطلوبة.
• الإسراع في اتِّخاذ الإجراء اللازم إذا ما لوحظ وجود عُطل في الكهرباء في المَنزِل: مثل سَماع أصوات طنين غير عاديَّة صادرة من شبكة الكهرباء، أو الشُّعور بوخزة عند لَمْس أيّ جهاز موصول بالكهرباء، أو انبعاث رائحة احتراق من الأجهزة الكهربائية، أو توقُّف عمل القواطع باستمرار وحدوث أعطال متكررة.

نصائِح لِلعاملين في مجال الكهرباء

وفيما يلي بعض من الإرشادات العامَّة لِلعاملين في مجال الكهرباء لِلوِقاية من أخطار التَّيار الكهربائي:^[٦]

• تَجنُّب ارتداء الملابس الفضفاضة التي من المُمكن أنْ تُلامس أسلاك الكهرباء؛ إذ يَجِب ارتداء السُّتَر الواقِية المُناسِبة أثناء العمل.
• تَجنُّب حَمْل أو ارتِداء أشياء معدنيَّة مُوصِلة لِلكهرباء الّتي قد تُسبِّب صدمة كهربائية لِلعامِل.
• تصميم شبكة التَّمديدات الكهربائية بِناء على المُواصفات المُعتمَدة، وتنفيذها بِطريقة صحيحة بِما يَتلاءَم مع مُتطلَّبات المُنشأة وأقسامِها ونشاطِها.
• وضع أسلاك التَّوصيل في مواسير مَعزولة؛ حتَّى لا تَتسرَّب إليها المِياه أو الرُّطوبة، أو تُؤثِّر عليها الحرارة المُرتَفِعة.
• قَطْع السِّلك حسب المَقاس المَطلوب وتَجنُّب ربطه أو تثبيته بالمسامير.
• استخدام فاصِل كهربائي تِلقائي لِفَصل التَّيار في حال حدوث تَماس كهربائي.
• وضع صناديق المُصهِرات ولوحات توزيع الكهرباء خارج الغُرَف الّتي تحتوي على أترِبة أو مواد قابِلة لِلاشتعال.
• تَجنُّب القيام بِأيّ عملية حَفْر إلّا بعد التَّأكُد من عدم وجود كابلات كهربائية في المَكان؛ وذلك من خِلال دِراسة الرُّسومات الهَندسيَّة والخرائط الخاصَّة بالموقع.
• يَجِب التَّأكُد من أمان الأجهزة الكهربائية مثل المُحوِّلات أو المفاتيح الكهربائيَّة قبل تركيبها، ومَنْع أيّ احتمال لِلْمسّ الكهربائي المُفاجئ.
• وَضْع الأجهزة الكهربائية في حُجرة خاصَّة بها، أو وَضْع حَواجِز واقية حولها لِمَنْع الاقتراب منها.
• وَضْع تعليمات وتحذيرات واضِحة وسَهلة الفهم بِجانب الأجهزة الكهربائية والمُوصلات، وبيان مِقدار الفولتيّة الّذي تَحمِله هذه الأجهزة.
• توصيل الأجهزة الكهربائية بِمَجمع ارضي مُناسِب لِتفريغ الشّحنات فَوْر تَولُّدها، واستخدام مَفاتيح كهربائيّة مَعزولة داخِل مَخازِن المواد الكهربائية.
• يَجِب أنْ يكون القائم على أعمال الصِّيانة لِلأجهزة والمعدات الكهربائية من الفَنّيّين المُختصّين، كما يَجِب ألّا يتم أيّ إصلاح كهربائي لأيّ جهاز إلّا بعد التَّأكُد من فصله عن التَّيار الكهربائي وتوصيله باِلأرض.

مُسبِّبات الحوادِث الكهربائيَّة

إنَّ من أهم مُسبِّبات الحوادِث الكهربائيَّة هي التَّمديدات الكهربائية الخاطِئة وغير المُطابِقة للمعايير سواء في المنازِل أو المُنشآت المُختِلفة، وتُؤدِّي هذه الأخطاء إلى خسائر مادية وبشرية كبيرة، ويجب على العاملين في مجال الكهرباء الالتزام بتعليمات السَّلامة المذكورة سابِقاً لِتَجنُّب وقوع أي حوادِث أو أضرار، كما أنَّ قِلَّة الوعي في مجال الكهرباء عند الكِبار وجهل الأطفال وعدم توعيتهم لأخطار الكهرباء من شأنه أن يتسبَّب بالكثير من الأضرار، ويجب عدم إهمال جانب الصيانة الدورية وعمل الإصلاحات اللازمة عند اكتشاف أيّ عُطل أو خراب في الأجهزة المُستخدمة.^[٦]

أخطار الحوادِث الكهربائية

عند مرور التَّيار الكهربائي في جسم الإنسان نتيجة مُلامسته لِأجزاء تحمل التَّيار تحدُث أضرار كبيرة على الإنسان. يتسبَّب التَّيار الكهربائي بحروق وأُمور أُخرى قد تُؤدِّي إلى تحليل الدَّم والخلايا العصبية، ومن الأخطار الّتي قد تحدُث أيضاً:^[٦]

الصَّدمة الكهربائية

تحدُث عندما يَلمِس الشّخص الأسلاك المكهرِبة تلامُساً مُباشِراً، أو عندما يلمِس أجسام حامِلة للتَّيار الكهربائي نتيجة عدم عزلِها تلامُساً غير مُباشِراً، مِمّا يُؤدّي إلى حدوث أضراراً شديدة قد تصل بالشّخص إلى الوفاة، وتختلِف شدَّة الصَّدمة الكهربائية الّتي يتعرَّض لها الشَّخص، بحيث تعتمد على عِدَّة عوامل منها:^[٦]

• شِدَّة التَّيار المار في الجِسم ونوعه، فالتَّيار المُستمرّ يكون تأثيره أقل من تأثير التَّيار المُتغيِّر.
• مُدِّة سريان التَّيار في جسم الإنسان، فكلَّما زادت مدة سريان التَّيار زاد الضَّرر.
• العضو الّذي يسري فيه التَّيار الكهربائي؛ حيث يُعد القلب والجهاز العصبي من أكثر أعضاء الجِسم تأثُّراً بالكهرباء.
• حالة الجِلد، فيكون الجلد الجاف أكثر مقاومة للإصابة بالتّيار الكهربائي، أمّا الجِلد الرّطب والمُبتلّ بالماء فمقاومته تكون أقل.

الحُرُوق

تختلِف شِدَّة الحُروق فقد تكون بسيطة تنشأ من التَّيارات الضَّعيفة، وقد تكون قويّة وشديدة تنشأ من التَّيارات القوية ذات الضَّغط المُرتفِع، وتُؤدِّي التَّيارات القوية إلى تدمير مُعظم طبقات الجلد.^[٦]

انبهار العيْن

ينتُج انبهار العين بسبب الصَّدمة الكهربائية؛ حيث يؤدِّي إلى عتمة في عدسة العين بسبب سريان التَّيار الكهربائي في العين، إضافة إلى حدوث الالتهابات بسبب تعرُّض العين إلى الوميض الكهربائي، كما يحدُث لِعامل اللّحام بالكهرباء.^[٦]

فيديو كهرباء في السماء

تسقط الكهرباء على بعض المناطق من العالم كالشلال، وتصدر أصواتاً من الصفير في أماكن أخرى. يبدو أنك لا تعرف الكثير عن أغرب حالات الكهرباء في السماء :

المراجع

1. ↑ عبد الزهرة جبار جودة العرباوي (2015-12-22)، "أدرة مصادر الطاقة النافذة والبديلة"، University of Babylon كلية الإدارة والاقتصاد، اطّلع عليه بتاريخ 2017-6-28. بتصرّف.
2. ^ ^{أ ب} ساينس باديز، بن فينييو (2017-2-14)، "ما هي المواد الموصلة للكهرباء؟"، للعلم Scientific American، اطّلع عليه بتاريخ 2017-6-28. بتصرّف.
3. ↑ د.عماد الدين حسين محمد (2016-3-12)، "القوة الكهربية و الأنسجة البشرية"، dr ibrahim abdulaal، اطّلع عليه بتاريخ 2017-6-28. بتصرّف.
4. ^ ^{أ ب} المستشار أسامة بن محمد الجعوان (2015-7-13)، "كيفية الوقاية من أخطار التيار الكهربائي"، كنانة أونلاين، اطّلع عليه بتاريخ 2017-6-28. بتصرّف.
5. ↑ ""خطر الإصابة من الكهرباء- التكهرُب""، mada.org، 2008-6-24، اطّلع عليه بتاريخ 2017-6-28. بتصرّف.
6. ^ ^{أ ب ت ث ج ح خ} الأستاذ آدم البربري، " الوقاية من مخاطر الكهرباء"، دليل السلامة والصحة المهنية ، اطّلع عليه بتاريخ 2017-6-28. بتصرّف.