مدينة أورفة
تقع مدينة أورفة التركية في جنوب شرق دولة تركيا على مقربة من الحدود السورية التركية؛ حيث تقع هذه المدينة إلى الشمال من كل من: عين العرب، وحرَّان، وإلى الشمال الشرقي من مدينة حلب السورية، وإلى الشرق من كلٍّ من: أضنة، وغازي عنتاب، وإلى الجنوب من ملطية، وأخيراً إلى الجنوب الغربي من ديار بكر.
معلومات عن مدينة أورفة
تعتبر أورفة عاصمة المحافظة التي تحمل الاسم ذاته؛ إذ يُقدّر عدد سكانها بحوالي نصف مليون نسمة تقريباً بناءً على أرقام عام ألفين وعشرة ميلادية. تقع منطقة أورفة ضمن الأقاليم الشمالية السورية التي استحوذت عليها تركيا بناءً على المعاهدة التاريخية المشهورة لوزان. هذا وقد أطلق العرب عليها قديما اسم الرها، أمّا اسمها الآرامي القديم فهو أورهاي، في حين أنّ هذه المدينة عرفت في العصور الكلاسيكية باسم آديسا.
تاريخ أورفة
كانت مدينة أورفة (الرها سابقاً) عاصمة مملكة الرها، وقد كان سكّانها يستعملون اللغة السريانية، وقد تمّ ضمها إلى الإمبراطورية الرومانية في عام مئتين واثني عشر ميلادي، لتصبح بعد انتشار الديانة المسيحية مركزاً مهمّاً من المراكز الدينية المسيحية السريانية.
تعاقبت على هذه المدينة شعوب عديدة من بينهم البيزنطيون، ثم الفرس الساسانيون، إلى أن دخلها المسلمون فيما بعد من خلال صُلحٍ تمَّ عقده. وعندما بدأت الهجمات الفرنجية على الشرق، أُقيم فيها من قبل الفرنجة كونتية الرها، وقد بقيت على ما هي عليه إلى أن استطاع القائد المسلم عماد الدين زنكي استعادتها في القرن الثاني عشر الميلادي، ومن هنا فقد اعتبر هذا الحدث من قبل بعض الدارسين والمهتمّين البداية لفهم الإسلام فهماً صحيحاً من قبل الغرب. هذا وقد دخل العثمانيون هذه المدينة مطلع القرن السادس عشر الميلادي؛ حيث صارت بعد ذلك جزءاً من تركيا بعد سقوط الدولة العثمانية.
معالم أورفة
تُعتبر مدينة أورفة مدينةً مهمّة ذات تاريخ عريق، وقد ساعدها ذلك اليوم على احتوائها على العديد من المعالم السياحية والأثرية الهامة؛ بحيث صارت مدينة أورفة مقصداً سياحياً مهمّاً لكل الراغبين في قضاء بعض الوقت في تركيا.
من بين أشهر المعالم في مدينة أورفة: مسجد خليل الرحمن الذي سمّي بهذا الاسم نظراً لكونه المكان الذي ولد فيه رسول الله إبراهيم -عليه السلام- حسب المتخصّصين، بالإضافة إلى متحف أورفة الذي يُعتبر واحداً من أكبر المتاحف التركية، حيث افتتح في عام ألف وتسعمئة وتسعة وستين ميلادية، وقلعة أورفة والتي يرجع تاريخ بنائها إلى عصور قديمة؛ حيث تعتبر واحدةً من أهمّ القلاع في الجمهورية التركية في عصرنا الحالي.