محتويات
مدينة تونس
هي مدينة عربيّة إسلاميّة، تقع في الجمهوريّة العربيّة التونسيّة، وتُمثِّل عاصمتها الإداريّة، والمدينة الأكبر فيها من حيث عدد السكّان، كما أنَّها تُمثِّل عاصمة ولاية تونس، وهي تُعتبَر اليوم واحدة من أهمِّ المُدن التونسيّة، والعربيّة، حيث إنّها تحتلُّ مكانة مُهمّة في الجمهوريّة التونسيّة، سواء من الناحية الاقتصاديّة، أو التجاريّة، أو السياحيّة؛ وقد أُطلِق عليها اسم (تونس الخضراء)؛ نظراً لكثرة المساحات الخضراء التي تكسوها الأشجار، والغطاء النباتيّ.[١]
السكّان
تطوَّر عدد سُكّان مدينة تونس تطوُّراً كبيراً منذ بداية نشأتها إلى الوقت الحالي؛ حيث بلغ في عام 1936م نحو 258,000 نسمة، وهو ما يُعادل 10% من إجماليّ عدد سُكّان الجمهوريّة، ووِفق إحصائيّات عام 1946م ارتفع عدد السكّان إلى نحو 448,000 نسمة، واستمرَّ النُّموّ السكّاني في المدينة إلى أن تجاوز المليون نسمة في عام 1984م، وبمُعدَّل نُموٍّ بلغ نحو 5.5% بين العامَين 1956م-1966م، ومع تزايُد هجرة السكّان نحو ليبيا، والدُّول الأوروبيّة، والمُدن الصناعيّة في الداخل، قلَّت نسبة نُموِّ سُكّان المدينة، حيث بلغت نحو 3.2% بين العامَين 1966م-1975م.[٢] ووِفق إحصائيّات عام 2018م، بلغ عدد سُكّان مدينة تونس نحو 693,210 نسمة.[٣]
الجغرافيا والتضاريس
تقع مدينة تونس في الجزء الشماليّ من الجمهوريّة التونسيّة، وعلى بُعد حوالي 160كم عن مدينة القيروان، ونحو 270كم عن مدينة صفاقس، وهي تبعد مسافة 140كم عن مركز مدينة سوسة،[١] ومن الناحية الفلكيّة، تقع تونس العاصمة على خطِّ عرض 36,47° شمالاً، وخطِّ طول 10,10° شرقاً، وهي تحتلُّ موقعاً ذا تضاريس جغرافيّة على شكل هضاب طوليّة ضيِّقة، ممّا يجعل المدينة تظهر على شكل أشرطة تمتدُّ في الاتّجاه الجنوبيّ، والجنوبيّ الشرقيّ، والشماليّ الشرقيّ، ويتميَّز الموقع الجغرافيّ لتونس العاصمة بقُربه من البحر، والسواحل الأوروبيّة، كما أنَّه يُطلُّ على الحوضَين: الغربيّ، والشرقيّ للبحر الأبيض المُتوسِّط؛ ممّا جعلها المدينة الأكبر تجاريّاً، واقتصاديّاً في الجمهوريّة من بين المُدن التونسيّة،[٢] وبالنظر إلى الظروف الجوِّية، فإنَّ المناخ السائد في تونس العاصمة هو المناخ المُتوسِّطي المُعتدِل على مدار العام، ويبلغُ مُتوسِّط درجة الحرارة خلال شهر كانون الثاني/يناير نحو 13 درجة مئويّة، وحوالي 27 درجة مئويّة خلال شهر تموز/يوليو.[٤]
أمّا المساحة الجغرافيّة لمدينة تونس فقد تطوَّرت مع مرور الوقت؛ حيث كانت في البداية تحتلُّ مساحة جغرافيّة محدودة نسبيّاً، قُدِّرت بنحو 10,000 هكتار، وذلك في عام 1975م، ثمّ توسَّعت حدودها فيما بعد، وارتبطت بالمناطق المحيطة بها، أو ما يُعرَف ب(إقليم تونس)، أو (تونس الكُبرى)، إلى أن بلغت مساحتها نحو 15,750 هكتاراً، وذلك في عام 1985م، بمسافة جغرافيّة عُمرانيّة تمتدُّ بما يُقارب 30كم من الشمال إلى الجنوب، وحوالي 25كم من الشرق إلى الغرب.[٢]
المناطق الرئيسيّة
تنقسم مدينة تونس إلى خمس مناطق رئيسيّة، وهي:[٢]
- المدينة القديمة: وهي المنطقة الأقدم في المدينة، وكانت تُعتبَر قديماً بمثابة نقطة تجمُّع الوظائف السكنيّة، والحضريّة، والأنشطة الصناعيّة، والإداريّة، والتجاريّة، إلّا أنَّ الأحياء الجديدة -مع مرور الوقت- جذبت مُعظم هذه الأنشطة، والوظائف؛ حيث أصبحت المدينة القديمة اليوم تضمُّ الأسواق، والمباني القديمة، والمعالِم الدينيّة، والتاريخيّة، مثل: المدرسة الخلدونيّة، وجامع الزيتونة، وانتقل عدد كبير من سُكّانها الأصليِّين نحو الأحياء، والمناطق الجديدة، والعصريّة، خاصَّة في شمال، وجنوب المدينة، وأصبحت المدينة القديمة في المقابل مركزاً لجذب السكّان النازحين من المناطق الريفيّة.
- المدينة العصريّة: وهي تحتلُّ المنطقة المحصورة بين المدينة القديمة، وبُحيرة تونس، أو ما يُعرَف سابقاً ب(الحيّ الاستعماريّ)، ومن الجدير بالذكر أنَّ من يمرُّ في شوارع المدينة العصريّة يجد العديد من المباني الحديثة، والفلل، والفنادق، والمصارف، والشركات، والشوارع الواسعة، بالإضافة إلى الأبنية المُتوسِّطة الارتفاع، والمُنتجَعات المُطِلَّة على الشواطئ من الجهة الشماليّة الشرقيّة، والجهة الجنوبيّة.
- مناطق السكن العشوائيّ: وتضمُّ عِدَّة أحياء، مثل: حيِّ الملاسين، والسيِّدة المنوبيّة، والجبل الأحمر، وحيِّ التضامُن، ودوار هيشر، بالإضافة إلى بعض الأحياء في الجزء الجنوبيّ، والشماليّ من المدينة، وتتمثَّل مناطق السكن العشوائيّ بوجود الأكواخ التقليديّة، والشوارع الترابيّة الضيِّقة، وقد احتلَّت هذه المناطق ما نسبته 33% تقريباً من المساحة العمرانيّة الإجماليّة للمدينة؛ ممّا صعَّب على الحكومة مهمَّة القضاء عليها.
- الأحياء الشعبيّة المُبرمَجة: وهي الأحياء التي أسَّستها الدولة بعد نَيل الاستقلال، ومنها: حيُّ التحرير، وحيُّ الخضراء، وحيُّ الزهور، وحيُّ ابن خلدون، وحيُّ الورديّة، وقد كان الهدف من تأسيس هذه الأحياء هو القضاء على العشوائيّات، وضمُّ السكّان النازحين في بيئة سكنيّة شعبيّة مُواتية، إلّا أنَّ هذا الهدف لم يتحقَّق تماماً؛ حيث حالت التكاليف العالية للأراضي، والمساكن دون مقدرة أصحاب الأجور المُنخفضة على السكن في تلك الأحياء، في حين تمكَّن أفراد الطبقة المُتوسِّطة من السكن فيها.
- المناطق الصناعيّة: وهي مناطق تنتشر في مُجمل مساحة المدينة؛ ففي الجهة الجنوبيّة تتركَّز العديد من الصناعات، مثل: الصناعات المعدنيّة، والكيميائيّة، وموادّ البناء، وتضمُّ المنطقة الشرقيّة الحديثة صناعات عِدَّة، من أهمّها: الصناعات التحويليّة، والنسيجيّة، وصناعة الملابس، أمّا في المنطقة الغربيّة فتنتشر عِدَّة مراكز صناعيّة تتخصَّص في صناعة الموادّ الغذائيّة، والنسيج، وغيرها من الصناعات.
المعالِم البارزة
تضمُّ مدينة تونس العديد من المعالِم الأثريّة، والتاريخيّة التي تُعتبَر مركزاً مُهمّاً للجذب السياحيّ من داخل المدينة، وخارجها، ومن أهمّ هذه المعالِم:[٤]
- المسرح البلديّ: وهو من المعالِم المُميَّزة في المدينة، ويقع بالقُرب من المدينة العتيقة، وقد تمّ بناؤه في عام 1902م؛ ليكون واحداً من أهمّ التُّحَف المعماريّة التي تُبرز الفنَّ الحديث، ومن الجدير بالذكر أنَّه ما زال إلى اليوم مكاناً لعرض الحفلات الفنِّية، والعروض المسرحيّة، والتمثيليّة.
- المتحف الوطني بباردو: وهو متحف أثريّ ضخم، يضمُّ أوسع مجموعة في العالَم من الفسيفساء الرومانيّة، بالإضافة إلى عدد كبير من التُّحَف التاريخيّة، والأثريّة التي تدلُّ على التاريخ العريق لتونس، والحضارات التي تعاقَبَت على حُكمها.
- موقع دقّة الأثريّ: وهو موقع تاريخيّ يضمُّ العديد من المباني الرومانيّة.[١]
- باب البحر: وهو أحد أبواب سُور المدينة القديم، ويُعتبَر الباب الأكبر فيها.[١]
- المعالم الدينيّة: ومنها جامع الزيتونة، وكاتدرائيّة القدِّيس فنسنت دي باو.[١]
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج "تونس العاصمة"، www.aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 16-11-2018. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث دائرة المعارف العالمية، باحثون عرب، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، السعودية : مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع، صفحة 353،354،355، جزء السابع. بتصرّف.
- ↑ "Tunisia Population 2018", worldpopulationreview.com, Retrieved 7-12-2018. Edited.
- ^ أ ب -، تونس ومدينتها العتيقة، صفحة 8،14. بتصرّف.