الزجاج
استخدم الإنسان على مرّ العصور الأدوات التي تلزمه في تسيير حياته ومساعدته على البقاء، فالدراسات، والأبحاث، والرسومات، والأحافير أثبتت أنّ الإنسان البدائيّ استخدم للعديد من الأدوات التي صنعها من الخشب، وحجارة الصوان، وعظام الحيونات لصنع رؤوس الرماح، والمطرقة، والأواني، والفؤوس، التي تساعده على الصيد، وعلى الزراعة، والبناء وغيرها من الأعمال التي تضمن بقاءه على قيد الحياة.[١]
تطورت صناعة الأدوات مع التطوّر الذي حققه الأنسان عبر مراحل حياته لتحدث نقلة نوعية في حياته من استخدام أدوات بدائية وبسيطة، إلى مواد أكثر تطوراً ومن الأمثلة على ذلك الزجاج الذي يدخل في الكثير من الأدوات المهمة التي يحتاجها الإنسان في حياته ولا يستطيع الاستغناء عنه.[١]
اكتشاف الزجاج
اختلف الكثير من علماء التاريخ في فترة اكتشاف الزجاج وطريقة تحضيره لأوّل مرّة، وقد اعتمدوا على مجموعة من المعلومات التي قالت أن مجموعة من البحارة نزلوا الشاطئ الفينيقيّ، ثمّ قاموا ببناء مواقد للطبخ من مادة النطرون وهي مادة كلسيّة أقوى من الملح، وعند إشعال النار تفاعلت هذه المادة مع الرمل النقيّ وذابا سوياً لتشكلان سائلاً شفافاً وعندما تصلب شكّلت أوّل قطعة زجاج، هذه النظرية لم تحظ بتأييد؛ لأنّ قسماً من العلماء قدّموا نظرية أخرى أثبتتها الأدلة العلميّة وهي أنّ السومريّين هم أوّل من اخترع طريقة النفخ في الزجاج وهذا دليل يؤكد أنّ الزجاج كان معروفاً في حضارة وادي الرافدين قبل خمسة آلاف سنة، ثمّ انتقلت إلى مصر، وصور، وصيدا، وبلاد فارس، وروما.[٢]
يمكن التحدّث عن صناعة الزجاج قبل أربعة آلاف سنة أيام المصريين، ورغم أنّها لا تستخدم في البناء لكنها توضع في صناعة أشياء صغيرة فقط، بعد ذلك صار الرومان من الأوائل في صناعة الزجاج في طرقهم المستعملة حتى القرن الثامن عشر، في نهاية القرن التاسع عشر كان الزجاج عنصر كمالي فقط، لكنه أصبح من مواد البناء الشائعة كالفولاذ، والإسمنت.[٢]
طريقة صنع الزجاج
في ما يلي طريقة صنع الزجاج:[٣]
- إنّ الصفائح الزجاجيّة الشفافة مصنوعة من عدّة موادّ غير مطهوّة وممزوجة بقليل من الماء، هذه الموراد هي رمل السيلكا، ورماد الصودا، والدونومايت، والحجر الكلسي، والنفتالين سينايت، وملح الطعام، تلقى كلّ المكوّنات في وعاء كبير ويعاد تصنيع قطع الزجاج بمواد غير مطهوّة، وتذوب جميعها في جدول متواصل حيث تذهب المواد الممزوجة إلى فرن يعمل على الغاز، والحرارة داخل الفرن هي ألف وخمسئة درجة مئوية وتحتوي على ألف وخمسئة طن من الزجاج المذاب، ويُستعمل خمسئة طن منه يومياً.
- في غرفة إعادة الإنتاج الهواء المحترق يعاد تسخينه إلى ألف درجة، تبدأ المواد بالانصهار ويحرّك الزجاج المذاب، هذا التكسير للأجزاء يمزج الزجاج ليعدل حرارته حيث سيحدث سكب الزجاج خلال عدّة ساعات.
- يسكب الزجاج في مغسل من القصدير السائل حيث يطفو وهو طريّ كالحلوى ويقولب في الشريط، تبرد جميع المحتويات في مغسل القصدير بالماء حتى لا تنكسر بفعل الحرارة، عند خروجه من المغسل يكون الزجاج على حرارة ستمئة درجة مئوية حيث يجب أن يبرد الزجاج مرة أخرى، بعدها يتدحرج شريط الزجاج إلى البكرة بدقة ويبرد في طريقة تدريجياً، كما يجب أن تكون كثافة الزجاج واحدة حيث تقيس كثافته آلة تدعى بالآلة الناسخة حيث تقدر كثافته بالمائة مليمتر.
- الآن صار الزجاج قاسياً يبدأ قطعه بواسطة بكرة قاسية تصنع خط طول محدد قبل قطع الزجاج، وبعدها يتمّ قصه بحسب الغرض من الأستعمال ثم تكمل طريقها إلى الناقل حيث يحدّد الشكل النهائي للقطع ومن ثمّ تنقل إلى مخزن الفحص لتوضع بشكل مستقيم لتفحص قطع الزجاج للتأكّد من خلوّه من الشوائب في ضوء النيون ومن ثمّ تخزّن قطع الزجاج بشكل عاموديّ ليتمّ نقلها إلى المستهلك.
المراجع
- ^ أ ب "About glass", www.britglass.org.uk, Retrieved 29-9-2018. Edited.
- ^ أ ب "History of Glass", www.historyofglass, Retrieved 29-9-2018. Edited.
- ↑ Chris Woodford, "Glass"، www.explainthatstuff.com, Retrieved 29-9-2018. Edited.