محتويات
النفس الإنسانيّة
جعل الله سبحانه وتعالى في النّفس الإنسانيّة حينما خلقها الكثيرَ من الرّغبات والشّهوات والأهواء التي لا تُكبَحُ إلاّ بضوابطَ معيّنة، وبما يجعل النّفس الإنسانيّة متوازنة في الحياة ما بين تحقيق الرّغبات المشروعة، والامتناع عن كلّ ما يسيء إلى هذه النّفس من سلوكيّاتٍ خاطئة، وقيمٍ فاسدة تؤدّي إلى تدميرها وإيرادها المهالك.[١]
بناء القيم والسّلوك في النّفس
النّفسُ الإنسانيّة وعاءٌ وبناء، إن أصلحت بناءه باللّبنات الصّالحة من قيمٍ وأخلاقيّات صار كالبنيان الشّامخ القويّ الذي لا تهزّه عواصف الشّهوات والأهواء، وهي كذلك وعاء من حيث أنّها تستوعبُ ما يستودع فيها، فإن استودع الإنسان نفسَه القيم النّبيلة والأخلاق الرّزينة ملئت بالخير والفضيلة، ونبذت الرذيلة ومساوئ الأخلاق. [٢]
وسائل بناء القيم والسّلوك الحسن في النّفس
ولا شكّ أنّ هناك وسائلَ كثيرة تؤدّي إلى بناء القيم والسّلوك الحسن في النّفس الإنسانيّة، نذكر منها:[٣]
- التزام منهج الله تعالى وشريعته، وإنّ أهمّ ركائز هذه الشّريعة هي كتاب الله وسنّة نبيّه الكريم التي تشكّل المرجعَ الأساسيّ والحقيقي للقيم النّبيلة والأخلاق الرّفيعة، فقد اشتملت آياتُ القرآن الكريم على كثيرٍ من الأخلاقيّات والآداب والقيم الكفيلة بتهذيب النّفس والسّمو بها، والنّأي بها عن مساوئ الأخلاق، كما اشتملت السّنّة النّبويّة كذلك على كثيرٍ من التّوجيهات النّبويّة والنّصائح والمواعظ التي تؤدّي إلى بناء القيم والسّلوك الحسن في النّفس، ولم تغفل الشّريعة الإسلاميّة بمصدريْها الأساسيّين سلوك الإنسان في شتّى جوانب حياته وبما يحقّق له الطّهارة البدنيّة والرّوحيّة على حدٍّ سواء.
- التّفكّر والنّظر في ملكوت السّماوات والأرض، فلقد استودع الله سبحانه وتعالى هذا الكون الكثير من الأسرار والآيات التي تدلّ على عظمة الخالق سبحانه وإعجازه في الكون والآفاق، وإنّ من شأن إعمال العقل في تلك الآيات والنّظر فيها أن تقرّب الإنسان إلى خالقه، وتهذّب أخلاق نفسه وترتقي بها، وتبصّره بغاية خلق الله تعالى للإنسان، وهي العبادة وتحقيق الاستخلاف الشّرعي في الأرض، فلم يخلق الله النّاس عبثاً، ولم يتركهم هملاً، وإنّما وضع لهم المنهج الواضح، والطّريق السّليم الذي يضمن لهم السّعادة في الدّنيا والآخرة.
- دور المجتمع الإسلاميّ وإطلاعِ العلماء فيه بدورهم في تربية الأجيال وتنشئتها على القيم النّبيلة والسّلوك الحسن، فالعالم الرّبّاني والمربّي قد أنعم الله عليه وأعطاه قدرةً على تربية النّاس وزرع القيم النّبيلة في نفوسهم، بما يمتلكه من الأدوات التي تؤثّر في النّفوس، وتحبّب إليها الخير والمعروف، وتنفّرها من الأخلاق الذّميمة والرّذائل، ودور الوعاظ كذلك في زرع معاني التّقوى لله تعالى في النّفس الإنسانيّة بتذكيرها بخالقها سبحانه وتوثيق صلتها به.
المراجع
.- ↑ "أهمية القيم في بناء الأفراد والأمم"، assakina، 8 فبراير, 2011، اطّلع عليه بتاريخ 29-6-2018. بتصرّف.
- ↑ "القيم، مفهومها، نشأتها واكتسابها"، educapsy، 9 Octobre 2017، اطّلع عليه بتاريخ 29-6-2018. بتصرّف.
- ↑ "أهمية القيم في حياة الإنسان"، alghad، 15 تموز / يوليو 2015، اطّلع عليه بتاريخ 29-6-2018. بتصرّف.