الرعد
يعتبرُ الرعد (الهَزيم) من الظواهر البيئيّة الشائعة الحدوث شتاءً، ويكونُ مصحوباً بظهورِ البرق عند سقوطِ الأمطار، ويحدثُ غالباً في المناطق الحارّة الرطبة، بينما يندرُ حدوثُه في المناطق الهوائيّة الباردة كما هو الحال في قطبيْ الكرة الأرضيّة الشماليّ والجنوبيّ، ويُقصدُ بالرعد ذلك الصوت الناتج من عمليّات تفريغ الشحنات الكهربائيّة بين الغيوم نفسها، أو بين الغيوم والأرض.
تختلف شدة صوت الرعد الناتج من حين لآخر ومن منطقة لأخرى، فقد يكون حاداً وعالياً أو خافتاً ومنخفضاً؛ وذلك تبعاً لطبيعة البرق الذي يسبقه والمسافة التي يبعدُها السامع عن المصدر، فعندما يحدث هذا التفريغ ينتجُ عنهُ ومضات كهربائّية تدعى بالبرق، الأمر الذي يؤدّي لرفع درجات الحرارة في المناطق الهوائيّة التي يخرج منها، وغالباً ما يكون حدوث الرعد والبرق مصحوباً بهطول الأمطار الغزيرة المقدّرة بملايين الأطنان من الماء.
سبب حدوث الرعد في الغيوم
أثبتت الدراساتُ القديمة والحديثة والمتعلّقة بظواهر البيئة المختلفة أنّ الرعد يحدثُ نتيجة لارتفاع مفاجئ وكبير في الضغط الجويّ ودرجة الحرارة، فعندما تزداد كثافة الهواء الساخن بازدياد درجة الحرارة والضغط، فإنّ ذلك الهواء يصعد لطبقات الجو العليا، الأمر الذي يقلّل من درجة حرارته نتيجة ملامسته سطح الغيوم البارد وبالتالي تجمّد الماء الموجود داخل الغيوم.
تفقدُ حبّات الجليد الإلكترونات؛ نتيجة لوجود التيارات الهوائيّة القويّة وتصادمها مع قطرات الماء، الأمر الذي يزيدُ من تراكم الشحنات الكهربائيّة، ثم تُفرّغُ هذه الشحنات في الجوّ على شكل صاعقة برقيّة تعمل على تسخين الهواء، الأمر الذي يؤدّي لرفْعِ كلٍّ من الضغط الجويّ ودرجة الحرارة في تلك المنطقة إلى ما يقاربُ 000.30 درجة، وهي أعلى من درجة حرارة سطح الشمس بخمس مراتٍ. ونتيجة لحدوث عملية تفريغ الشحنات الكهربائية والصاعقة في الجو فإنّ ذلك سيؤدي لرفع درجة حرارة الهواء وبالتالي تمدده وصعوده للأعلى، الأمر الذي ينتج عنه حدوث الرعد، حيث تعتمد شدة صوته على حجم الغيمة وكمية التفريغ الكهربائي للشحنات.
الفرق بين الرعد والبرق
من المعروفِ أنّ الرعد والبرق ظاهرتانِ مرتبطتان ارتباطاً وثيقاً ببعضِهما البعض، بالرغم من حدوثهما بشكلٍ منفصل كلّ على حدة، حيث إنّ البرق هو الضوء الباهر الذي يصاحبُ عمليّة تفريغ الشحنات الكهربائيّة في الجو، أمّا الرعد فهو الصوت الذي يتبعُ البرق نتيجة لعمليّةِ تفريغ هذه الشحنات في الهواء.
أنواع الرعد
- الرعد الناتج عن التعرّض للهواء الملامس لسطح الأرض، ويحدثُ بشكلٍ شائع في المناطق القاريّة ذات الحرارة العالية، فدرجة الحرارة العالية تزيد من الضغط ومن حرارة الهواء، وبناء على ذلك فإن الهواء الساخن يتمدد ويندفع لأعلى حتّى يحلّ محلّه الهواء المجاور، وينتج عن هذه الاندفاعات المتسارعة أصوات متباينة في شدتها تسمى الرعد.
- الرعد الناتج عن تعرّض الهواء الملامس لسطح الأرض إلى درجات حرارة عالية ناتجة من الطبيعة، مثل احتراق الغابات أو انفجار في بارات النفط، والتي تعملُ بدورها على تسخين الهواء وصعوده للأعلى، فيحدثُ الرعد.
- الرعد الناتج من التقاء كتلتيْن أحدهما باردة والأخرى ساخنة، الأمر الذي يؤدّي لاختلافِ الشحنات الكهربائيّة، وبالتالي حدوث الرعد.
- الرعد الناتج من صعود الهواء الساخن لطبقات الجوّ العليا ثم تعرّضه للكتل الهوائيّة الباردة، وهي أكثر الأنواع شيوعاً، وغالباً ما تحدثُ في فصل الشتاء.