يتكوّن الجنين في رحم المرأة بعد أن يتمّ تخصيب البويضة الأنثوية، وذلك عندما تدخل إحدى الحيوانات المنوية الذكريّة بداخلها، فتنتقل البويضة المخصبة عبر أنابيب فالوب حتى تصل إلى الرحم وتلتصق بجداره السميك، ممّا يؤدي إلى تكوّن الجنين، ويعتمد الجنين في غذائه على ما تتناوله المرأة الحامل من مواد غذائية تحتوي على العناصر الغذائية المهمّة في بناء جسم قوي للجنين، والعمل على تطوّره ونموه بشكل صحيح مثل: نمو العضلات، والعظام، والأنسجة، والغضاريف، والأعصاب، والأعضاء، وتنتقل جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها الجنين في رحم أمّه إليه من خلال دم الأم الّذي يحمل كلّ هذه العناصر الغذائية عن طريق الحبل السري الذي يعتبر حلقة الوصل بين الأم والجنين.
لذلك فإنّ حجم ووزن ونموّ الجنين يعتمد على نوعية الغذاء وكميّته التي كانت تتناولها الأم خلال فترة الحمل، لذلك يجب على المرأة الحامل تناول كمية كافية من الطعام، ويجب أن تحتوي على العناصر المهمّة مثل: الكالسيوم، والمغنيسيوم، والحديد، والنحاس، والطاقة، والدهون، فكلّ هذه العناصر الغذائية هي عناصر مهمّة لنموّ الطفل وصحّته، لكن يجب على المرأة الحامل عدم الإكثار من كميّة الأطعمة التي تتناولها كي لا يزيد حجم الطفل بشكلٍ كبير، وبالتالي يصاب بالسمنة عند الولادة، إضافةً إلى أنّ الزيادة الكبيرة في حجم الجنين تسبّب مضاعفات الولادة عند المرأة.
يمكن أن تتناول المرأة الحامل أنواعاً مختلفة من الخضار والفاكهة مثل: التفاح، والموز، والطماطم، والسبانخ، مع مراعاة تناول الأطعمة النشويّة كالأرز، والمعكرونة، وتناول اللحوم بأنواعها، والبيض، والحليب ومشتقّاته كاللبن واللبنة والجبنة؛ لأنّ كلّ الغذاء الّذي تتناوله المرأة الحامل يعتبر الغذاء الأساسي للجنين، ولهذا يجب مراعاة تناول ما هو مناسب.
ويجب الحرص على تناول الطعام من قبل المرأة الحامل كلّ ساعتين، كي لا يحدث سوء تغذيةٍ للمرأة الحامل والجنين؛ لأن الكثير من حالات حدوث الإعاقة البسيطة التي تصيب الجنين يكون السبب الرئيسي فيها هو عدم تناول كميّات مناسبة من الطعام، إضافة إلى أنّ حالات سوء التغذية الشديدة تؤدّي إلى خسارة الجنين وموته، وتعتبر إصابة الأم بمرض الأنيميا أو فقر الدم الشديد والحاد من الأمور التي تعيق نموّ الجنين بشكل صحيح، والّذي يؤثر على نمو الأعصاب والمخ لدى الجنين، والإصابة بمرض السكّري الذي له تأثير كبير في الجنين، ولهذا يجب على المرأة الحامل الحرص على كميّة الغذاء المتناولة؛ حيث يجب أن تكون هذه الكميّة متوازنة من غير زيادة أو نقصان.