السيدة عائشة
تعتبر السّيدة عائشة رضي الله عنها من أقرب زوجات النّبي عليه الصّلاة والسّلام إلى قلبه، فقد كان عليه الصّلاة والسّلام يحبّها حبًّا شديدًا مبيّنًا عذره لربّه سبحانه في ذلك حين قال (اللّهم هذا قسمي فيما أملك فلا تآخذني فيما تملك ولا أملك)، كنايةً عن قلبه الشّريف الطّاهر الذي لم يستطع أن يملك شغافه، فمال إلى السّيدة عائشة رضي الله عنها، فما هي سيرة السّيدة عائشة ؟ وكيف كانت وفاتها رضي الله عنها؟
ولدت السّيدة عائشة رضي الله عنها في السّنة السّابعة قبل الهجرة، وهي ابنة الصّحابي الجليل أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وأمّها أمّ رومان، وفي السّنة الثّانية للهجرة وبعد وفاة السّيدة خديجة رضي الله عنها وبعد غزوة بدر أتت خولة بنت حكيم إلى النّبي عليه الصّلاة والسّلام لتعرض عليه الزّواج من إحدى نساء المدينة، وقد عرضت عليه الزّواج من عائشة فقام النّبي الكريم بخطبتها من أبيها أبو بكر الصديق ثمّ تزوجها.
فضائل السيّدة عائشة
إنّ فضائل السّيدة عائشة رضي الله عنها كثيرة، فقد شاركت في غزوة أحد في سقاية المجاهدين، وقد لازمت النّبي عليه الصّلاة والسّلام وأخذت عنه العلم الوفير حتّى كان الصحابة يستفتونها في كثيرٍ من أمور الفقه والشّريعة حتّى قال الحاكم في المستدرك إنّ ربع علم الشّريعة قد أتى من طريق عائشة، وقد بين النّبي الكريم فضل السّيدة عائشة على باقي النّساء كما يفضل الثّريد على باقي الطعام، وهي الزّوجة الوحيدة التي تزوّجها النّبي بكرًا وكانت تفتخر بذلك وهي الوحيدة التي نزل الوحي على النّبي وهو على فراشها.
كانت مكانتها عند النّبي الكريم عظيمة؛ فهي من أحبّ النّاس إلى قلبه من النّساء حيث دلّت على ذلك شواهد كثيرة في حياة النّبي، فقد كان يلتمس دورها بين أدوار نسائه، كما كان يتغاضى عن الغيرة الشّديدة التي كانت تحملها في قلبها على رسول الله؛ ففي أحد الأيام أهدي للنّبي طعام من إحدى زوجاته وهو في بيت عائشة فغضبت لذلك فقامت بكسر الإناء، فضحك النّبي الكريم وقال غارت أمّكم.
في اللّحظات الأخيرة من حياة النّبي عليه الصّلاة والسّلام استأذن نساءه في أن يمرض في بيت عائشة فأذنّ له، فكانت وفاته في بيتها بين سحرها ونحرها. ودفنت في البقيع ونزل في قبرها عبد الله وعروة ابنا الزبير بن العوام زوج أسماء بنت أبي بكر.