من السنة أن يكبر المرء عند الرفع من السجدة ، ويمد المصلي التكبير إلى أن يستوي جالساً ، فإذا فرغ من التكبير واستوى جالساً فالسنة أن يدعو ويقول : (رب اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين جميعاً يوم يقوم الحساب ، رب اغفر لي ، ويجلس بمقدار سجوده
وبما رويناه في سنن البيهقي عن ابن عباس في حديثه يوم مبيته عند خالته ميمونة رضي الله عنها و صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في الليل فذكره قال : وكان إذا رفع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه من السجدة قال :رب اغفر لي وارحمني واجبرني وارفعني واروقني واهدني )و في رواية أبي الداود أنه قال (وعافني ) وإسناده حسن
وإذا سجد المصلي السجدة الثانية قال فيها متا ذكرناه في السجدة الأولى سواء ، فإذا رفع رأساً منها رفع مكبراً وجلس للاستراحة جلسة لطيفة بحيث تسكن حركته سكوناً بيناً ثم يقوم إلى الركعة الثانية ويمد التكبيرة التي رفع بها من السجود إلى أن ينتصب المصلي قائماً ، ويكون المد بعد اللام من الله ، وهذا أصح الأوجه لأصحابنا ،ولهم وجه أن يرفع بغير تكبير ويجلس للإستراحة فإذا نهض كبر ، ووجه آخر ثالث أنه يرفع من السجود مكبراً ، فإذا سجل قطع التكبير ثم يقوم بغير تكبير ، ولا خلاف أنه لا يأتي بتكبيرتين في هذا الموضع، وإنما قال أصحابنا : الوجه الأول أصح لئلا يخلو جزء من الصلاة عن ذكر
واعلم عزيزي المصلي أن جلسة الاستراحة سنة صحيحة ثابتة في صحيح البخاري وغيره من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومذهبنا استحبابها لهذه السنة الصحيحة ، ثم هي مستحبة عقيب السجدة الثانية من كل ركعة يقوم عنها ، ولا تستحب في سجود التلاوة في الصلاة ، والله أعلم
مراجع
الإمام محيي الدين أبي زكريا يحى بن شرف النووي الدمشقي الشافعي . 2000. كتاب الاذكار من كلام سيد الأبرار- الطبعة السادسة. مؤسسة الريان للطباعة والنشر.