نشوء الدولة العثمانيّة
نزحت عشيرة كند ألب إلى حوض دجلة بعد وفات كند ألب بسنةٍ واحدة، وتولى ابنه سليمان أمر العشيرة في ذلك الوقت، ثم تولى أرطغل أمر العشيرة الذي رحل معها إلى أحد المدن التركيّة المعروفة بإرزينجان، وكانت هذه المدينة محط اهتمام وصراع بين السلاجقة، والخوارزميين، وفي ذلك الوقت بدأ العمل مع السلطان السلجوقيّ علاء الدين سلطان قونية، وحارب معه في كثير من الحروب التي خاضها ضد الخوارزميين، ونتيجةً لذلك منحه وعشيرته الكثير من الأراضي الخصبة الموجودة بالقرب من أنقرة، وبعد مرور فترة من الزمن منحه السلطان منطقة في الناحية الشماليّة الغربيّة من منطقة الأناضول الموجودة على الجزء الحدودي مع الدولة البيزنطيّة وتُعرف بسوغوت، وكانت هذه المنطقة بداية حياة جديدة لأرطغل وعشيرته، ومنحه السلطان في ذلك الوقت لقب أوج بكي والذي يعني محافظ الحدود، وبالرغم من ذلك لم يقنع أرطغل بالمنطقة واللقب، ولهذا السبب بدأ يُهاجم البيزنطيين باسم السلطان السلجوقيّ، واستطاع أن يستولي على مدينة أسكيّ، وضم الكثير من الأراضي تحت سيطرته لمدّة نصف قرن، وتوفي عن عمر يقرب من التسعين سنةً.
تولى ابن أرطغل عثمان أمور العشيرة، والذي أكمل مسيرة والده فحارب مع السلاجقة بالرغم من الاضطرابات الكثيرة التي كانت تُعاني منها هذا الحضارة، وتميّز عثمان بالحنكة السياسيّة، وعلاقاته الدوليّة مع الحضارات المجاورة له كالتركمانيّة، واستطاع أن يهيمن على الدولة البيزنطيّة التي عانت من ضعف كبير في ذلك الوقت؛ بسبب كثرة الحروب التي خاضتها في القارة الأوروبيّة، فضم بذلك عثمان الأجزاء الغربيّة من الأناضول، وأرجاء منطقة الدردنيل في الجهة الشرقيّة الجنوبيّة من القارة الأوروبيّة، ومنحه بذلك السلطان السلجوقي علاء الدين كيقباد الثالث لقب عثمان غازي حارس الحدود العالي، وعثمان باشا، وقاد عثمان عشيرته إلى بحر مرمرة، والبحر الأسود، وفي تلك الأثناء تغلب المغول على السلاجقة؛ ونتيجةً لذلك أعلن عثمان استقلاله عن السلاجقة ولقب نفسه باديشاه آل عثمان أي عاهل آل عثمان ليكون بذلك المؤسس الحقيقي لهذه الدولة العظمى.
الدول التي حكمها العثمانيون
حكمت الدولة العثمانيّة سبعة وثلاثين دولة وهي؛ الجزائر، وتونس، وليبيا، ومصر، والسودان، والأردن، والمملكة العربية السعودية، واليمن، والإمارات العربية المتحدة، وسوريا، وفلسطين، ولبنان، وسلطنة عُمان، وقطر، وبحرين، وكويت، والعراق، وقبرص، وأذربيجان، وألبانيا، ورومانيا، وأرمينيا، واليونان، ومقدونيا، وبلغاريا، ومنتنغرو، وصربيا، والبوسنة والهرسك، وأوكرانيا، وجزر المالديف، كرواتيا، والمجر، وتركيا، كما أنّها كانت تضمّ العديد من الدول الأخرى التي حكمتها لفترة قصير كإيران، وروسيا، وإيطاليا، والنمسا، وجمهورية التشيك، وسلوفاكيا، وبولندا، وجيبوتي، والصومال، ومالطا، والمغرب.