كيف نحافظ على الطبيعة

كتابة - آخر تحديث: ١٧:٠٩ ، ٩ فبراير ٢٠١٥
كيف نحافظ على الطبيعة

مقدمة

بات الحفاظ على الطبيعة أحد أهم متطلبات العصر الحالي، و تسعى الدول المتطورة دائمًا إلى إيجاد حلول لتصلح ما أفسده الإنسان على مدى العصور ، فإزالة المساحات الخضراء، و تلوث الهواء بدخان المصانع والسيارات وتلوث الماء بتسرب النفط من الناقلات و تلوث التربة من المبيدات الحشرية كلها أمور أخلت بتوازن البيئة و أثرت على عناصر الطبيعة و أدت إلى تعريض الكثير من أنواع الحيوانات إلى الانقراض، بل و تعدت هذه الأضرار لتشمل الإنسان، فظهرت الأوبئة و الأمراض الناتجة عن التلوث، لذلك فقد أصبح من المهم اتخاذ الخطوات التي نحافظ بها على ما تبقى من طبيعة و نصلح بها ما تضرر منها، و في هذا الموضوع نطرح بعض الأفكار التي من شأنها أن تساعد في الحد من التلوث و في الحفاظ على الطبيعة. وحديثنا اليوم سيدور عن أبرز الطرق التي تساعدنا في الحفاظ على طبيعة خالية من أي مشكلات تواجهها ومنها ما يلي:

التوعية

إن شخصًا واحدًا فقط لا يمكنه أن يقدم للبيئة ما يمكن لمجتمع كامل أن يقدمه، لذلك فإنه من المهم أن تتم توعية المجتمعات بالخطر المحدق بالبيئة، و بالممارسات الخاطئة التي يرتكبها الإنسان و التي تضر بالطبيعة و بتوازنها، و هنا يأتي دور المؤسسات الحكومية و الخاصة و جمعيات حماية البيئة في تنظيم حملات توعية و عقد مؤتمرات جادة تطرح فيها قضية البيئة و المشاكل التي تواجهها و تطرح حلولًا فعالة، و أن تثقف الناس و توعيهم بما يمكنهم فعله من أجل بيئة أفضل، و أن تتم توعية الناس بأن البيئة غير النظيفة تؤثر سلبًا و بشكل كبير على صحة الإنسان و سلامته و تسبب له الأمراض العديدة و أنها تؤثر على الحيوانات كذلك و على توازنها في الطبيعة و على صحتها، خصوصًا تلك الحيوانات التي يتخذ منها الإنسان مصدرًا لغذائه، و أن النبات الذي يأكله الإنسان بات أيضًا مهددًا بالعديد من الآفات و الأمراض التي تسبب المشاكل الصحية و الأوبئة للإنسان.


الدعم المادي

إن كنت حقًا مهتمًا بالحفاظ على الطبيعة فابحث في بلدتك عن الجمعيات التي تهتم بالبيئة و الحفاظ عليها، فهذه الجمعيات غالبًا ما يكون لها تأثير كبير لأنها تقوم على إشراك مجموعات كبيرة من الناس و خصوصًا من فئة الشباب في نشاطات فاعلة يمكن أن تؤثر بطريقة إيجابية على الطبيعة و تحافظ عليها بطريقة أو بأخرى، و غالبًا ما تفتقر هذه الجمعيات إلى الدعم الكافي للقيام بهذه الأنشطة و المشاريع، فكن إيجابيًا و قدم لإحدى هذه الجمعيات الدعم المادي الذي تحتاجه أو جزءًا منه، و احرص على توعية الناس بتقديم الدعم لها، و يمكنك نشر هذا الموضوع ببساطة على وسائل التواصل الاجتماعي، لتدعم التبرع لهذه الجمعيات، و الدعم لا يشمل الدعم بالنقود فقط، فالانتساب لهذه الجمعيات و الالتزام بتقديم خدماتك و الاشتراك في الحملات التي تطلقها أمر مهم جدًا في المحافظة على الطبيعة ويعد وسيلة من وسائل دعم البيئة.

الجهود الشخصية

رغم أن الحفاظ على البيئة أمر يتطلب مجهودات جماعية كبيرة، إلا أنه يمكنك القيام بجهود فردية صغيرة لكنها فاعلة جدًا في المحافظة على البيئة بشكل أو بآخر، ويمكن أن تشمل هذه الجهود ما يلي :

  • إعادة التدوير : من المتعارف عليه أن إعادة التدوير أمر شاق ويتطلب الكثير من المراحل والعمل، ويمكن أن تكون جزءاً من هذه العملية الضخمة عن طريق وضع المواد التي يمكن تدويرها في الأماكن المخصصة لإعادة التدوير، قد تبدو هذه الخطوة صغيرة وغير مهمة بالنسبة لك لكنها في الحقيقة الخطوة الأولى والأهم في عملية إعادة التدوير، وتشمل المواد التي يمكن إعادة تدويرها الورق والزجاج والبلاستيك وغيره، ويمكنك أيضًا أن تقوم بإعادة التدوير على مستوى أصغر عن طريق الحلول المنزلية الإبداعية كأن تعيد استخدام علب البلاستيك كأصيص لزراعة الزهور بعد أن تقوم بتزينه وتلوينه أو حتى عن طريق إعادة استخدام الأكياس البلاستيكية مرتين وثلاث حتى وإن كانت قابلة للتحلل.
  • يمكنك أيضًا أن تساعد البيئة بأن تتوقف عن شراء المنتجات التي من شأنها أن تؤذي أيًا من عناصر الطبيعة ويمكنك التأكد من إذا ما كان ما تشتريه ضارًا بالبيئة عن طريق التعرف على طريقة تصنيعه وقابليته للتحلل في التربة أم لا وغيرها من الأمور التي تكشف أثر المنتجات على الطبيعة.
  • التطوع : ولا يلزم التطوع وجود مكان محدد تذهب إليه باستمرار، فإذا لم تجد أي جمعية قريبة منك يمكنك الانتساب لها أو أية مؤسسة تعنى بالبيئة، فبإمكانك أنت أن تتخذ خطوة جديدة عن طريق توعية الناس وتثقيفهم وإبراز المشاكل التي تتعرض لها الطبيعة ومكوناتها، وذلك عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي بإنشاء صفحة على الفيس بوك مثلًا تهتم بالطبيعة والبيئة.
  • يمكنك الحد من تلوث الهواء عن طريق استخدام المواصلات العمومية الجماعية ونشر هذه الثقافة على نطاق أسرتك ومحيطك، فهذه المواصلات الجماعية تحد من تلوث الهواء، فبدلًا من أن يستقل كل شخص سيارة بمفرده وتكون كل سيارة مصدرًا لدخان العوادم الضار بالبيئة، فإنه يمكن لكل هؤلاء الأشخاص أن يركبوا حافلة واحدة وبذلك يوفرون على أنفسهم وعلى البيئة الكثير، ويمكنك أيضًا الحد من هذا التلوث عن طريق الذهاب مشيًا على الأقدام إلى الأماكن القريبة أو ركن سيارتك بعيدًا عن مكان عملك مثلًا، ومن المهم أن لا تستهين بهذه الجهود مهما كانت صغيرة فهي على المدى الطويل تقدم الكثير للبيئة، واحرص على تكون قدوة لغيرك في هذه الأمور.

المحميات الطبيعية

إن إنشاء المحميات الطبيعية يعتبر أمرًا مهماً جدًا للحفاظ على أجناس الكائنات الحية من الحيوانات والطيور والأسماك وحتى النباتات فهذه المحميات توفر للحيوانات والنباتات الظروف التي تحتاجها لتنمو وتتكاثر وبالتالي فإنها تحميها من الانقراض ومن الأوبئة التي قد تصيبها نتيجة التلوث فتحافظ عليها، ويعد إنشاء المحميات الطبيعية من مسؤولية الحكومات، ففضلًا عن دور المحميات الطبيعية في الحفاظ على الكائنات الحية فإنها تعكس اهتمام الدولة بالطبيعة وبالكائنات الحية مما ينعكس على الأفراد وسلوكهم تجاه الطبيعة، وتتيح المحميات الطبيعية الفرصة للمهتمين بعلوم البيئة لإجراء الدراسات والبحوث لزيادة المعرفة المتعلقة بالطبيعة وبالكائنات الحية، وللمحميات دور في تنمية السياحة البيئية كذلك، ومن المهم تعزيز هذه المشاعر تجاه الطبيعة لدى الأطفال بالذات ويمكن تحقيق ذلك عن طريق اصطحاب الأطفال في رحلات مدرسية وعائلية إلى المحميات الطبيعية لينمو لديهم الحس بالمسؤولية تجاه البيئة.


وهكذا فإنّ الحفاظ على البيئة يعد مجهودًا جماعيًا وفرديًا في نفس الوقت فالتوعية تعتبر مسؤولية المؤسسات والأفراد على حد سواء، والجهود الشخصية المذكورة في هذا المقال ما هي إلا نقطة في بحر ما يمكن أن تفعله وتقدمه للبيئة، فحماية البيئة تتطلب الإبداع والابتكار والبساطة، ولكنها أيضًا تستلزم الاستمرار والمداومة، وتذكر أن هذه البيئة هي المكان الذي تعيش فيه وتأكل منه، فإن كانت البيئة نظيفة وصحية كان الهواء الذي تتنفس والغذاء الذي تتناوله والماء الذي تشربه صحي.

1,810 مشاهدة