مفهوم الشعرية العربية

كتابة - آخر تحديث: ٤:٢٣ ، ١٦ يوليو ٢٠١٧
مفهوم الشعرية العربية

مفهوم الشعرية العربية

اختلف الكثير من الأدباء في وصف الشعرية العربية، واختيار المعنى المناسب لها، حيث بأنها نظريات الأدب، وتعرف الشعرية لغةً على أنها اسم مشتق من الشعر، وكان أرسطو من أوائل من عرف الشعرية، وعرف العرب الشعرية بعد أن مرت بثلاث مراحل؛ وهي: مرحلة التقبل، ومرحلة الفن الشعري، ومرحلة الصيغة الكلامية.


تعد الشعرية العربية موضوع جدل، وذلك لتعدد تعاريفها، وتشابك معانيها، واحتوائها على مواطن عديدة اللبس، وتهدف الشعرية إلى كشف ما يحتويه النص الأدبي، وطريقة تحقيقه لوظائفه الجمالية، والاتصالية، وبذلك يمكن القول بأن الشعرية هي قوانين الإبداع الفني.


الشعرية في التراث العربي

عرفت النظرة العربية النقدية منذ القدم، وكانت ترتكز على النقد التسجيلي، وتدوين ما تحتويه الذاكرة الجماعية من أشعار، وكانت تتبع لمعاير الزمن، والحياة البدوية، وتجنب الكلمات غير عربية الأصل، وكان الهدف من ذلك هو الحفاظ على اللغة العربية، وهي اللغة الأم للعرب، وبذلك استطاع العرب تأويل القران الكريم بطريقة صحيحة.


نظرية الشعرية العربية

ارتكزت النظرية على النقد التقعيدي، حيث جمعه الرواة، وطوره رواد الأدب، وكان ذلك في عصر التدوين وما بعده، وأسس الشعرية العربية مجموعة من الأدباء والشعراء الذين جعلوا الأرضية الأدبية قوية، وصلبة، وكان منهم: الأصمعي، وابن معتز، وابن سلام الجمحي، والمرزوقي الذي أطلق مصطلح عمود الشعر الذي كان من أساسيات الشعرية العربية، وللعمود دلالات عديدة عند العرب، فهو يرمز إلى الرفعة، والشموخ، والتواجد على الدوام.


عمود الشعر

اتصف عمود الشعر بامتلاكه لمعايير الشكل الجميل، والصحة والاعتدال من حيث شرف المعنى وصحته، واللفظ الجزيل، والاستقامة، وصدق الوصف، والتقريب في التشبيه، وترابط الأجزاء والتحامها في النظم، والوزن، ومناسبة المستعار للمستعار له، ومشاكلة اللفظ والمعنى، ووجود القافية الشعرية.


الشعرية قديماً وحديثاً

نظر العرب القدماء إلى النصوص الشعرية بوظيفتها التي تعبر عن انتمائهم واحتياجانتم على عكس الشعريات الحديثة التي تهتم بشكل الشعر وليس مضمونه، وذكرت الشعرية العربية في كثير من الكتب التي تتطرق إلى عدة مواضيع؛ ومنها: أسلوب الكلام، والنظم، والمعنى القريب والبعيد، ومقومات الشعر العربي من وضوح وغموض، وصدق وكذب، وطبع وصنعة، وبذلك فإن الشعرية العربية تقتضي الوعي اللغوي، والتمكن من اللغة، والقدرة على قراءة وتحليل النصوص، ومعرفة صفاتها الجمالية، والقوانين الداخلية.


تغيرت الشعرية، واختلفت باختلاف المنهج والعصر، وظهرت مناهج جديدة اتبعها الأدباء في الشعرية، وأرغمت على وجود مظاهر حديثة، وتنوعت الشعرية وتعددت، وظهرت الشعرية الإنشائية، والشعرية الأدبية، وعلم الأدب، وفن النظم، والفن الإبداعي، ونظرية الشعر.

766 مشاهدة