محتويات
البخل
يقال إنّ درهم وقاية خيرٌ من قنطار علاج لذلك يجب أن يدّخر الإنسان بعض ماله لأوقات الحاجة، وعدم الإسراف أو التبذير في أمورٍ دنيوية تافهة تذهب المال الذي رزقنا الله به بلا جدوى ولا فائدة، وبالرغم من ذلك يوجد فرقٌ كبيرٌ بين التوفير والبخل. فالبخل عادةٌ سيئةٌ من العادات التي نبذها العربي منذ القِدم، وهي من أسوء الصفات التي كانت وما زالت تقلّل من مكانة الإنسان وقدره بين أفراد مجتمعه، ونعني بها أن يكون المرء بحاجةٍ إلى شيء من أساسيّات حياته فلا يشتريها بهدف كنز المال وتوفيره، وعدم إنفاقه خوفاً من المستقبل. وصفة البخل هي صفةٌ نقيضة للكرم وقريبةٌ من صفة الشح مع اختلافٍ بسيطٍ في المعنى، وفي هذا المقال سنذكر أربع علاماتٍ تدلّ على بخل الإنسان.
علامات البخل
التقصير في مراعاة الصحّة
صحيح أنّ علاج الإنسان لمرضه والحصول على الرعاية الصحية يتطلب منه كثيراً من المال والنفقات، إلّا أنّه لا يجوز التضحية بالصحة الجسدية مقابل توفير جزءٍ من المال الشخصي، فمثلاً إذا كان الإنسان يلجأ إلى علاج نفسه بنفسه عند شعوره بالمرض، أو يشتري جزءاً من الأدوية التي وصفها له الطبيب وليس جميعها بدعوى أنّ لا فائدة منها وأنّه يريد توفير ثمنها فهذين دليلين واضحين على أنّ الإنسان بخيل، كما يجب الانتباه إلى أنّ عدم حصول المريض الذي يبخل على نفسه على مقدارٍ كافٍ من الرعاية الصحية وعدم تناول الأدوية بالطريقة والأسلوب المناسب يسبب مشاكل صحية أكبر وتكاليف أكثر على المدى الأبعد.
إضاعة الوقت لتوفير المال
عندما يقوم الإنسان بإضاعة وقته من أجل توفير المال وتكديسه كأن يحرم زوجته من مستلزماتٍ بيتيةٍ كالغسالة، والجلاية بدعوى أنّ بامكانها القيام بعملية الغسيل أو الجلي وحدها يعتبر مظهراً من أكثر مظاهر البخل المنتشرة، كما أنّ إنفاق المال على خادمةٍ منزلية، أو مربية أطفال، أو خدمة كي الملابس أو غسيلها، أو صيانة عطبٍ في أحد الأجهزة المنزلية يعتبر شيئاً مهماً لكسب الوقت والصحة في آنٍ واحدٍ.
عدم الإنفاق على الأنشطة التي تجلب السعادة
لا يفيد المال إن كان الإنسان يحرم نفسه أولويات حياته كالرفاهية، فليس من المعقول أن يوفر الإنسان أمواله ويبقى حزيناً طوال الوقت وقلقاً على مستقبله، لذلك يجب أن ينفق القليل من المال على الأشياء والنشاطات التي يحبها ويميل إليها، وقد لا يستطيع أن ينفق جميع راتبه أو ماله على النشاطات المختلفة مثل: النزهات، والمنتجعاتظن والمطاعم، والفنادق، إلا أنّه يستطيع القيام بذلك بين فترةٍ وأخرى كي يستعيد نشاطه ويجدد حياته ويشعر بالمتعة والحيوية والسعادة .
الحرص على التكلفة بدلاً من الجودة
إنّ شراء منتجٍ قليل الجودة بغرض تقليل التكلفة ولو على حساب الصحة الجسدية يعتبر بخلاً على النفس وتقطيراً لأنّ الجودة عنصرٌ مهمٌ يجب الانتباه إليه عند شراء الأشياء، فشراء حذاءٍ طبي مريحٍ أفضل بكثير من شراء حذاءٍ سيء يسبب المتاعب والأضرار للقدم في وقتٍ لاحق، وعند شراء منتجاتٍ غذائيةٍ مفيدة وصحية للجسم أفضل بكثير من شراء منتجٍ غذائي صلاحيته منتهية بهدف التوفير.