البحث التاريخي
التاريخ هو البحث في الوقائع والحوادث التي حدثت في الماضي، وهو أحد العلوم الاجتماعية التي تمتلك منهجاً خاصاً يصل الباحث من خلاله إلى تفسير أسباب الأحداث التاريخية وتأثيراتها على الحاضر.
منهج البحث في علم التاريخ يسمى المنهج الاستردادي، وهو يعين الباحث على إعادة بناء الماضي بصورة أقرب للدقة، من خلال استعادة الأحداث من مصادرها الأصلية وتحليلها، ويطلب من دارسي التاريخ إعداد أبحاث في مواضيع معينة خلال مراحل الدراسة المختلفة، وتكون تلك الأبحاث بمثابة تدريب للطلبة قبل الدخول في مراحل الدراسات العليا.
كتابة مقدمة البحث التاريخي
تتمثل أهمية المقدمة في كونها المعبر الأول عن مدى جودة محتوى البحث، وعلى ذلك فإنّ أسلوب كتابة المقدمة يجب أن يكون مرناً لدرجة تدفع القارئ إلى مواصلة مطالعة البحث، ومن أهم شروط كتابة المقدمة عدم الإطالة أكثر من اللازم، كذلك عدم الدخول في الموضوع مباشرة، ويمكن تقسيم المقدمة إلى فقرات تبدأ من الإطار العام، وتنتهي عند موضوع البحث الخاص، كالتالي:
- البدء بالفكرة العامة المتعلقة بالبحث التاريخي، فإن كان البحث في التاريخ الإسلامي يكون على الباحث البدء بالحديث عن ظهور الإسلام في شبه الجزيرة العربية، والتأثيرات المصاحبة لانتشاره في الأقطار المختلفة، مع الميل إلى الجانب الذي سيتناوله البحث بالتفصيل لعدم الابتعاد عن الموضوع الأساسي.
- الفقرة التالية تتضمن الفكرة الرئيسية للبحث وسبب اختيارها، ويجب أن تكون الفكرة واضحة ويكون عرضها بشكل لا يسبب التباساً على القارئ، ومن خلال تلك القضية يستطيع القارئ معرفة الجوانب العامة المشكلة لها، وتعتبر تلك الفقرة تهيئة للقارئ للتفصيل في الفقرة الأخيرة من المقدمة.
- يفصل الباحث في تلك الفقرة أجزاء بحثه من خلال عرض الفصول، والفكرة التي يناقشها كل فصل، وصولاً إلى الاستنتاج النهائي الذي انتهى إليه البحث، ويراعى عدم ذكر الأفكار أو النقاط الفرعية في حال كانت ستسبب إطالة المقدمة أكثر من اللازم.
- من الهام للباحث أثناء كتابة المقدمة مراعاة الدقة اللغوية من حيث استخدام الكلمات التي تعبر عن الموضوع بصورة مباشرة، والابتعاد نهائياً عن استخدام الأساليب البلاغية كالتشبيهات والاستعارة.
- كذلك الاهتمام بالقواعد الإملائية والنحوية واستخدام علامات الترقيم، وذلك شأن بقية البحث، ويمكن لبعض الباحثين الاستعانة بأحد المتخصصين في اللغة للقيام بعملية التصحيح، أيضاً على الباحث أن يلتزم الموضوعية خلال عرض المقدمة؛ لعدم توجيه ذهن القارئ إلى رأي معين يتبناه، فيكون قد خرج بذلك عن الموضوعية التي تميّز الأبحاث العلمية عن غيرها من مقالات الرأي.