تغيرت جميع تفاصيل الحياة منذ قيام الثورة الصناعية، ومن ضمن هذه التغيرات تغير الحياة الاجتماعية والأسرية، وأصبح دور المرأة في المجتمع دورا كبيرا وهاما وفعال كالسابق وأكثر، خاصة بخروجها إلى سوق العمل ووقوفها جنبا إلى جنب مع الرجل ومنافسته في جميع الأعمال، وهذا ليس بالشيء بالجديد وهو كذلك قبل الثورة الصناعية وحتى الزراعية لأن المرأة منذ البدء تعمل في الحقول والمصانع والأعمال المختلفة لجني رزقها ورزق عائلتها ، حتى وإن كان هذا العمل ليس بحجم عمل الرجل لكنه ليس بالشيء الجديد.
عمل المرأة أمر شاق ومتعب وخاصة أن جسد المرأة بحاجة للراحة في الكثير من الأوقات مثل أوقات الحيض والحمل والنفاس وغيرها، ولكنه في الوقت ذاته يعزز شخصيتها وثقتها بنفسها ومكانتها في المجتمع، ويقال المرأة كالدولة إن لم تعل ذاتها فقرارها لن يكون بيدها.
في ظل ما سبق نجد أن عمل المرأة واقع وحقيقة تريدها المرأة والمجتمع وهو متطلب واقعي أيضا وهنا جاءت الحركات النسائية وحقوق الإنسان للوقوف بجانب المرأة ومساعدتها على تحمل أعباء العمل والحياة فطالبت لها بإجازة الأمومة كي تستطيع ممارسة دورها كأم وعاملة أيضا دون خسارة أي دور من هذين الدورين الهامين في حياة المرأة فحددت بعض الجهات فترة الإجازة بأن تكون عام مثلا يأتي في الشهر التاسع لتستطيع المرأة إنجاب طفلها وإرضاعه والسهر على تربيته ومنها ما حددتها ب 90 يوما ومنا ما حددها بأربعين يوما، وفي جميع الأحوال المرأة تحتاج لإجازة سنوية كأقل حد حتى تنجب وتخرج من فترة النفاس وترضع طفلها، إلا أن القوى التي تستفيد من جهد العاملات ليس بهذا التسامح دائما، وهنا يجب أن تجد المرأة من يعاونها في هذا الأمر كزوجها وهو الشخص الملزم بهذا الدور فليس هناك من تقع عليه مسؤولية معاونة المرأة في تربية وحضانة طفلها كزوجها والد هذا الطفل، ولكن إذا كان عمل الزوج كذلك لا يسمح له بالقيام بدوره هذا فعلى المرأة اللجوء إلى أحد أقاربها الموثوق بهم أو أقارب زوجها كالجد والجدة والعمة والعم والخال و الخال وهكذا على أن تتفقد طفلها وتكون حذرة من أقرب الناس حتى.