بحيرة ريتبا
هي إحدى البحيرات الموجودة في السنغال، والتي تتميّز عن باقي البحيرات الموجودة في العالم، بلونها الوردي المثير للدهشة والاهتمام، حيث توفّر للسابحين فيها العوم بدون أيّ مجهود يُبذل، وذلك لكونها مشابهة لمياه البحر الميّت في نسبة الملوحة العالية.
الموقع والمساحة
تقع بحيرة ريتبا في القارة الإفريقيّة، وهي إحدى بحيرات دولة السنغال، وتقع تحديداً في الجهة الشماليّة لشبه جزيرة كاب فير أي الرأس الأخضر، وهي موجودة في الجهة الشماليّة الشرقيّة لمدينة دكار عاصمة البلاد، وتبلغ مساحتها حوالي ثلاثة كيلومترات مربّعة، أمّا عمقها فتساوي ثلاثة أمتارٍ.
التسمية
لقد أطلق على هذه البحيرة تسمية ريتبا بحسب اللفظة الإنكليزيّة، والتي تُعرف بالفرنسيّة باسم لاك روز، أي البحيرة الورديّة، وتعود هذه التسمية نسبة لمياهها ذات اللون الوردي التي صبغت فيها.
يعود سبب تلّون هذه البحيرة باللون الوردي، لوجود الطحالب فيها والتي تُعرف بـ Dunaliella Salina التي تنتج عنها صبغة ذات لون أحمر، ويعود ذلك نتيجة لامتصاصها للضوء بكميّات زائدة، ما يترتب عنه زيادة في الطّاقة التي تتوفّر لتصنيع المركّب المعروف بـ ATP الممتلئ طاقةً.
يبدو اللون الوردي واضحاً بشكل أكبر خلال مواسم الجفاف، حيث يمكن أن يتغيّر اللون من وردي إلى أرجواني خفيف، وذلك نتيجةً لارتفاع البكتيريا التي تُعرف باسم دنيلاسالينا غير المؤذية الموجودة فيها، وهي نوع من أنواع الطحالب التي تنتج أصبغة حمراء.
معلومات عن البحيرة
تحوي بحيرة ريتبا الملح بنسب كبيرة جداً، ولذلك يمكن جمعه بكل سهولة ويُسر، إذ تتجاوز نسبة الملح في بعض الأماكن فيها أربعين بالمئة، حيث يعمل معظم الأهالي في المنطقة التابعة لهذه البحيرة، على النزول إليها وتجميعه يدوياً.
نظراً لما يسبّبه الملح من أضرار في الجسم، فإنّهم يقومون بدهن أجسامهم بمادّة دهنيّة القوام وهي زبدة الشيّا التي يستخرجونها من شجرة الشيا التي تتواجد بكميّات كبيرة في المناطق الوسطى من القارة الإفريقيّة، وتحديداً من عصارة بذورها، والتي تُساعد على ترطيب الجسم، وعزله عن ملامسة المادة الملحيّة وتسربّها في الجسم، والتي من الممكن أن تسبب إتلاف الأنسجة وتآكلها.
كما أنّ سكّان المنطقة قاموا باستغلال هذه البكتيريا الموجودة في البحيرة، حيث عملوا على حصدها بعمل قشطٍ للقاع، فقاموا بتجميعها في السلال، ثمّ نقلها بواسطة الزوارق الصغيرة الخشبيّة التي يملكونها، ليتمّ فيما بعد استخلاص المواد المفيدة منها.
ملاحظة: يُنظر من قِبَل منظّمة اليونسكو، لإدراج اسم هذه البحيرة، ضمن لوائح مواقع التراث العالمي.