خير البرية
يقول الله جل في علاه عن خير البرية: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ)،[١] حيث ذكر الله تبارك وتعالى في هذه الآية حال المؤمنين الذين آمنوا بقلوبهم، وعكست أبدانهم آثار قيامهم بالأعمال الصالحة، وهم بذلك خير البرية، وقد استدل من هذه الآية على تفضيل المؤمنين من أهل البرية على المخلوقات الأخرى، وعلى الملائكة أيضاً،[٢] وقد تكون الجماعة خير البرية من منظور التعميم، أو أنهم خير برية عصرهم، وقد استدل من قراءة الهمز فضل بني آدم على الملائكة، كما ذكر ذلك في سورة البقرة، كما قال أبو هريرة رضي الله عنه: المؤمن أكرم على الله - عز وجل - من بعض الملائكة الذين عنده.[٣]
أعمال خير البرية
يقوم خير البرية بالأعمال الصالحة دائماً، والتي تتمثل بأي جهد يُقدّم في سبيل الله، والمال المبذول في طاعته، والنصيحة المقدمة لوجهه تبارك وتعالى، بالإضافة إلى الإخلاص له، ويكون العمل الصالح عطاءً، وعملاً إيجابياً، كما أنّه حجم المؤمن عند ربه، حيث يقول الله تعالى: (وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُوا)[٤]، فالعمل الصالح هو السبيل الوحيد الذي يفيد الإنسان بعد مماته، حيث لا يأخذ المرء من دنياه سوى عمله، فإن كان عمله كريماً أكرمه، أما إن كان عمله لئيماً أسلمه، وهذا يعني أنه لا قيمة للإيمان بلا عمل.[٥]
أمور تجعل المسلم من خير البرية
يمكن أن يصبح الإنسان من خير ما برأ الله من خلال القيام بعدّة أمور، ومنها ما يأتي:[٥]
- العمل الصالح والتعلق بالله وحده، فهو الذي يقذف في قلب المؤمن نوراً يجعله يرى الحق حقاً ويتبعه، ويريه الباطل باطلاً ويبعده عنه.
- استخدام العقل، ومعرفة الله، والتقرب إليه؛ وذلك من أجل الوصول إلى أعلى عليين، إذ يكون الله تبارك وتعالى مع المؤمنين وينصرهم، ويوفقهم، ويعلي من مكانتهم وقدرهم.
- الإيمان بالله تعالى.
- الاستقامة.
المراجع
- ↑ سورة البينة ، آية: 7.
- ↑ د. أمين بن عبدالله الشقاوي (26-8-2017)، "تأملات في سورة البينة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-3-2018. بتصرّف.
- ↑ "مسألة: الجزء العشرون "، www.library.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-3-2018. بتصرّف.
- ↑ سورة الأنعام ، آية: 132.
- ^ أ ب الدكتور محمد راتب النابلسي (21-9-2009)، "العمل الصالح "، www.nabulsi.com، اطّلع عليه بتاريخ 29-3-2018. بتصرّف.