محتويات
تعريف الأرقام
تعدّ الأرقام أشكالاً أو رموزاً تعبّر عن عدد معيّن أو عن شيء معدود؛ فالرقم يختلف عن العدد؛ إذ إنّ الرقم هو الشكل الرمزي للعدد، والّذي يعبّر عنه بالكتابة لتمييزه عن غيره، وبالنّسبة للأرقام فإنّ عددها عشرة؛ فهي تبدأ بالصّفر وتنتهي بالتسعة، وبالتالي فإنّ الأرقام هي سلسلة من الرّموز الثابتة للتعبير عن كميّة ما لأيّ شيءٍ معدود، ومثال على ذلك فإنّنا نعبّر عن العدد 25 بالأعداد؛ حيث نقول (العدد خمسة وعشرون)، بينما إن أردنا التعبير عن العدد 25 بالأرقام فإنّنا نقول (العدد خمسة وعشرون يتكوّن من الرقم اثنان والرّقم خمسة)، ونستنتج من ذلك أنّ العدد يتكوّن من خانة واحدة، بينما يتكوّن الرقم من أكثر من خانة؛ فالعدد 250 يبقى عدداً واحداً لكنّه يحتوي على ثلاثة أرقام.
مُنطلق اختراع الأرقام
اتُّفِق على أنّ الأرقام هي نِتاجٌ هندي بحت؛ إذ إنّ الأرقام انطلقت من نظام العد الهندي، وبناءً على ذلك فقد طوّر علماء الرياضيات الهنود العدد الهندي العربي وتوصّلوا إلى طريقة منطقيّة للتعبير عن الأعداد بكتابتها على شكل أرقام، وكانت هذه الأرقام متتالية على الشكل التالي (0 1 2 3 4 5 6 7 8 9)، وقد شاع عن هذه الأرقام بأنها الأرقام العربيّة، لكن هذه الشائعة مغلوطة، والصّحيح أنّ الأرقام العربيّة هي التي يستخدمها الناس في معظم دول أوروبا وأمريكا وغيرها، والتي عرفت بأنّها الأرقام الإنجليزيّة، وهي كالتالي (9 8 7 6 5 4 3 2 1 0)، لكن الصحيح هو أنّ العالم العربي الشهير (الخوارزمي) هو من ابتكر هذه الطريقة لكتابة الأرقام وفقاً لمنظومة معيّنة تعتمد على عدد الزوايا في كلّ رقم.
انتشار الأرقام العربية في أوروبا
خلال تواجد عالم الرياضيات الإيطالي (ليوناردو فيبوناتشي) في مدينة بجاية تعرّف على الأرقام العربيّة فيها؛ إذ إنّ بجاية هي مدينة تقع في الجزائر -وهي مطلّةٌ على ساحل البحر الأبيض المتوسّط-؛ إذ إنّ فيبوناتشي كان صاحب دور عظيم في انتقال الأرقام العربيّة وانتشارها في أوروبا، وبعدها انتشرت للعالم أجمع.
منظومة الخوارزمي المُعتمدة في كتابة الأرقام
اعتمد الخوارزمي على طريقة سهّلت حفظ الأرقام؛ إذ إنّ الأرقام كانت علماً حديثاً وجديداً بالنسبة لهم، فقد اعتمد على عدد الزوايا الموجودة؛ فالرّقم (0) يخلو من الزوايا، والرّقم (1) يحتوي على زاوية واحدة فقط، والرّقم (2) يحتوي على زاويتان فقط، بينما يحتوي الرقم (3) على ثلاث زوايا فقط. وهكذا.