محتويات
تونس
تُعتبر تونس الخضراء من أجمل بقاع الأرض المشرفة على حوض المتوسط، وذلك لما حباها به الخالق من طبيعة أخّاذة فريدة، تسحر اللب وتأسر العين. أكسبها موقعها ميّزةً خاصّةً، على الرغم من وقوعها في القارة الإفريقية، إلاَّ أن جبالها المترامية على شواطئ البحر منحتها رونقاً خاصاً، بالإضافة للخلجان والرؤوس ذات الرمال الصافية، حيث يعكس البحر زرقة أمواجه عليها فتتلألأ تحت أشعة الشمس بلون زمردي ولا أجمل.
طبيعة المناخ فيها متوسطي، معتدل صيفاً مع هبّات نسمات هواء عليلة تخفف من حرارة الصيف، ومعتدل البرودة شتاءً، وتتميز سماؤها بزرقة صافية على مدار العام، ولو كان طقسها غائماً.
الغطاء الأخضر في تونس
طبيعة تونس الخلّابة جعلتها تتلوّن بالأخضر، بفضل الغطاء النباتي العشبي الذي أمدّها بمراعٍ خصبة ليقصدها الرعاة بقطعانهم، كما تكثرُ فيها الأشجار المثمرة، وفي مقدّمتها أشجار الزيتون والحمضيات والورود والرياحين التي يعبق بها المكان؛ كأزهار الليمون، والبرتقال، والفل، والياسمين التي تتآلف مُشكّلةً لوحةً غنّاء تتناغم بطريقةٍ ساحرة.
تعتبر رأس بن سكّة الموجودة في تونس هي أقصى النقاط الموجودة في الجهة الشماليّة من قارة أفريقية.
التضاريس
تتميّز تونس بساحل شماليّ مرتفع وصخري، تُجاوره الأعماق البحريّة المتعرّجة والتي تكثر فيها الرؤوس وأشهرها رأس الطيب، إضافة إلى وفرة الخلجان فيه وأشهرها خليج تونس، فيها أيضاً سلسلة جبليّة وحيدة وهي جبال الأطلس البحري، والتي تُعدّ سلسلة خمير هي أعلاها، أمّا الهضاب فيها فهي تُعدّ امتداداً لهضبة الجزائر والتي تُعرف بهضبة الشطوط، والتي تنتهي في تونس بسهول رمليّة.
المياه والأمطار في تونس
بالإضافة لإطلالتها البحرية تُعتبر تونس غنيّةً بالينابيع الطبيعيّة ذات المياه الكبريتية والمعدنية، خصوصاً في مدينة الحمامات التي يقصدها الناس بهدف الاستجمام والاستشفاء، كما توجد فيها بحيرة تونس الشهيرة باصطفاف الأشجار حولها. إنّ الأمطار في تونس متوسّطة الهطول، لكنها أكثر غزارة في المناطق الجبلية لوقوعها على السواحل البحرية، وتزداد فرص الهطل في فصل الشتاء.
أثر الطبيعة في تونس على السياحة
للطبيعة في تونس أكبر الأثر في جلب السيّاح الذين يقصدونها من كل أصقاع الدنيا، مقارنةً بباقي دول البحر المتوسط، وعلى وجه الخصوص في شهر أيّار حيث يسود المناخ الربيعي واضح المعالم فيها، وهكذا نجد أن تونس احتلت مركزاً مرموقاً ومكانةً متقدّمةً بين الدول السياحية على مستوى العالم، وقد اهتمت الدولة بهذا الجانب فلم توفر أيّ جهد من شأنه رفع سوية السياحة الطبيعية فيها، حيث أقامت المحميّات البيئية والبحيرات الاصطناعية والمنتجعات والفنادق الخدمية، ونظمت برامج سياحية في ربوع الطبيعة والهواء الطلق، ورحلات خاصة بالصيد البري والبحري والغوص في أعماق البحر، مما جعلها قبلة السيّاح ومقصداً لكلّ باحث عن الراحة والسكينة في أحضان الطبيعة الأم، فلا عجب أن تُسمّى تونس الخضراء.