كيفية إدارة الحياة
يعيش الكثير من الأشخاص في هذه الحياة بشكل عشوائي، وغير منظّم، فلا يكترثون لذلك الوقت الفارغ الذي يقضونه في حياتهم دون أية فائدة، وقد لا يكون ذلك رغبة منهم، ولكن نتيجة جهلهم في كيفيّة إدارة الحياة، وتنظيمها، فيمرّون بمواقف لا يستطيعون مواجهتها، ومشاكل كثيرة مع الناس تسبّب لهم خسارة بعض العلاقات الجيدة مثل: الأقارب، والأهل، والأصدقاء، وحتى أنّهم يخسرون أنفسهم كذلك، فكيف تدير حياتك؟
نظام الحياة
يجب أن يضع الشخص لنفسه نظاماً معيناً لحياته، بحيث يعرف ما يريد أن يفعله في يومه، وما يريد أن يفعله في نهاية الأسبوع، وما هي الانجازات التي يود الوصول إليها في نهاية السنة، ويحدد أهدافه في المستقبل، وكيف سيتم الوصول إليها، وما هي الآلية الصحيحة لذلك، حتى وإن تطلب الأمر أن يصنع جدولاً لحياته، يسير على أساسه، وبالتالي يكون قد وضع لنفسه نظام حياة، يتمكّن من خلاله على إدارة حياته بالشكل اللازم، والصحيح.
الوقت
إنّ الاهتمام بالوقت أهمّ عنصر من عناصر إدارة الحياة، وذلك من خلال استغلال كلّ ثانية تمرّ على الإنسان في حياته، حيث يقوم بتقسيم الوقت وفق نظام حياته، فيقسم اليوم، ويقسم الأسبوع، ويقسم الشهر، ويقسم السنة، فلا يعيش الشخص في هذه الحياة في أوقات فراغ قاتلة، بل يجب عليه استغلال كل ثانية من حياته في أي شيء مفيد.
الأولويات
يجب أن يُحدد الشخص أولوياته في الحياة، وذلك في تقديم الأشياء وفق أهميتها، لديه، فهناك الدين، والنفس والعمل، والدراسة، والعائلة، والأقارب، والأصدقاء، والزملاء، والجيران، والناس بشكل عام، وبالتالي عليه أن يدير حياته وفق الأهمية التي يعطيها لكل مجال، أو علاقة من التي ذكرناها، ويكون ذلك كالتالي:
- الدين: يتربع على قمة هرم الأولويات الدين، من خلال عبادة رب العالمين، فهي الغاية من خلق الإنسان، حتى يعبد الله في الأرض، وينشر دينه، ثمّ يجازى بعد ذلك على صنيعه في الدنيا يوم القيامة عند الحساب، فإمّا الجنة وإما النار.
- النفس: يجب أن يهتم الشخص بنفسه، حيث يهتم بجسده أولاً، من خلال تنظيم وجبات الطعام لديه، ومن خلال لعب الرياضة كالمشي، والجري، والتمارين الرياضية المختلفة، ويريح جسده عند الحاجة، وكذلك عليه الاهتمام بعقله، من خلال زيادة مؤهلاته العلمية، وتثقيف نفسه، والاهتمام بعمله ومحاولة تطويره، فيعطي نفسه الأحقية بالاهتمام الكامل، ولكن مع مراعاة الآخرين ممن يرتبط بهم بأي رباط إنساني.
- الآخرون: على الشخص أن يمايز بين علاقته مع الآخرين، فلا يكون اهتمامه بأصدقائه، أكثر من اهتمامه بوالديه، لذلك عليه أن يعرف حق والديه عليه، ثم العلاقة الزوجية والأبناء، ثم الأقارب، ثم الأصدقاء، ثم زملاء العمل، وهكذا، فعلى الشخص أن يميّز بين تلك العلاقات الإنسانية، ويقدّم أحدها على الآخر، حتى يستطيع بالنتيجة إدارة حياته وفق ما يرغب وما يحب.