نعمة العقل وكيف نحافظ عليها

كتابة - آخر تحديث: ١٥:٤١ ، ١٩ ديسمبر ٢٠١٨
نعمة العقل وكيف نحافظ عليها

نعمة العقل

العقل (بالإنجليزيّة: Mind) مصطلح يُستخدَم للدلالة على وعي الإنسان، وامتلاكه اللغة والذّاكرة، والقدرات العقليّة التي تمكنه من الإدراك، والتّفكير، وحل المشكلات، والتّعلم[١]، والعقل نعمة من نعم الله علينا فبفضله نتمكّن من التّفكير والاستدلال وتمييز الحسَن من القبيح، والخير من الشّر، والحق من الباطل.[٢]، وقد أمر الله تعالى الإنسان باستخدام عقله للاستدلال على الحق وذلك في قوله تعالى (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) [٣] وذمّ في المقابل أصحاب العقول الغافلة وشبهههم بالدّواب كما في قوله تعالى (إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ).[٤]


كيفيّة المحافظة على نعمة العقل

للعقل أهميّة كبيرة في حياة الإنسان لذلك فمن الواجب المحافظة عليه، وذلك بالطّرق الآتية:[٥][٦]

  • تحفيز العقل ذهنياََ: تشير الدّراسات أنّ ممارسة الأنشطة الذّهنيّة وتمرين العقل يساعد في بناء الدّماغ، ويحفّز تكوين اتصالات بين الخلايا العصبيّة، وربما يساعد على توليد خلايا جديدة، ومن الأنشطة التي تفيد الدّماغ: القراءة، الاشتراك بدورات تدريبيّة لتعلّم أشياء جديدة، وحل الألغاز، والرّسم.
  • ممارسة التّمارين الرّياضيّة: تساعد ممارسة التّمارين الرّياضّية على تحسين وظائف الدّماغ، فهي تزوّد المناطق المسؤولة عن التّفكير بالدّم الغني بالأكسجين، وتحفّز تطوير خلايا عصبيّة جديدة، وتعزّز التّواصل بين الخلايا العصبيّة، وتحد من الإجهاد الذّهني، وتزيد من حجم مناطق الدّماغ المسؤولة عن الذّاكرة والانتباه، وتشير الدّراسات أنّ الأنشطة الهوائيّة مثل الرّكض، والمشي السّريع، وركوب الدّراجات تزيد من تكوين بروتين يُسمى عامل التّغذية العصبيّة المستمّد من الدّماغ (بالإنجليزيّة: Brain-derived neurotrophic factor) الذي يزيد من نمو الخلايا العصبيّة.
  • التّغذية الجيدة: تناول وجبات غذائيّة غنيّة بالفاكهة، والخضراوات، والأسماك، والمكسرات، وزيت الزّيتون والمصادر النّباتيّة للبروتينات يقي من الخرف ومشاكل الإدراك.
  • خفض ضغط الدّم: ينُصح بتجنّب العوامل التي تعمل على رفع ضغط الدّم مثل، التّوتّر، وتناول الكحول، وذلك لأنّ الضّغط المرتفع يزيد من خطر التّدهور المعرفي مع التّقدّم بالعمر، وللمحافظة على مستوى ضغط الدّم المناسب ينُصح بممارسة التّمارين الرّياضيّة باستمرار، وتناول الغذاء الصّحي.
  • خفض سكر الدّم: عند ارتفاع نسبة السّكر في الدّم تزداد فرصة الإصابة بمرض الخرف، لذلك يُنصح بممارسة التّمارين الرّياضيّة، وتناول غذاء صحي لتجنّب ارتفاع نسبة السّكر في الدّم.
  • خفض الكولسترول: يرتبط ارتفاع الكولسترول الضّار بمرض الخرف، ولتجنّب ارتفاع نسبة الكولسترول في الدّم يُنصح بالامتناع عن التّدخين، وتجنّب السّمنة، ويُنصح بممارسة التّمارين الرّياضيّة، واتباع نظام غذائي صحي.
  • الامتناع عن التّدخين والكحول: يرتبط الإفراط في تناوّل الكحول بمرض الخرف، لذلك يُنصح بالتخفيف من تناوله، كما يُنصح بالامتناع عن التّدخين للمحافظة على صحة الدّماغ.
  • التّخلّص من المشاعر السّلبيّة: تؤدي بعض المشاكل مثل القلق، ونقص النّوم، والإرهاق لاختلال وظائف الدّماغ المعرفيّة، لذلك لا بد من التّخلّص من المشاعر السّلبيّة لتعزيز الصّحة العقليّة.
  • تجنّب إصابات الرّأس: يجب حماية الرّأس من الإصابات والصّدمات؛ لأنّها قد تزيد من خطر الإصابة بضعف الإدراك.
  • بناء علاقات اجتماعيّة: يمكن للعلاقات الاجتماعيّة أن تقلّل من خطر الإصابة بالخرف، وارتفاع ضغط الدّم.
  • قراءة الكتب الخياليّة: تسبب قراءة الكتب الخيالية زيادة في نشاط الدّماغ، وتزيد من القدرة على تحليل البيانات، وهو ما يمكن أن يتحقق أيضاََ عن طريق خوض تجارب غير اعتياديّة مثل زيارة بلاد مختلفة من حيث اللغة والعادات.
  • الكتابة: تشير دراسة أُجريت في جامعة إنديانا أنّ الكتابة باستخدام القلم (وليس الطّباعة، أو كتابة الرّسائل النّصيّة) تحفّز مناطق الدّماغ المسؤولة عن التّفكير، واللغة، والذّاكرة.


أغذية تحفّز القدرات العقليّة

تساهم بعض الأغذية التي يتناولها الإنسان في الحفاظ على صحة الدّماغ وتحسين بعض القدرات العقليّة مثل الذّاكرة والتّركيز، ومن هذه الأغذية:[٧]

  • الأسماك الزّيتيّة: تحتوي الأسماك الزّيتية مثل السّلمون، والسّلمون المرقّط، والسّردين على أوميغا 3 الضّروري لبناء خلايا الدّماغ والخلايا العصبيّة، كما أنّ تناول الأسماك يحسّن من القدرة على التّعلم والذّاكرة، ويبطئ من التّراجع العقلي المرتبط بالتّقدّم بالعمر، ويساعد في الوقاية من مرض الزّهايمر .
  • القهوة: تحتوي القهوة على كافيين ومضادات أكسدة، ويرتبط تناول القهوة بتنبيه الدّماغ، وتعزيز المزاج الجيد، وتقليل مخاطر الإصابة بالأمراض العصبيّة، مثل مرض باركنسون ومرض الزّهايمر.
  • التّوت البري: يحتوي التّوت على مركبات نباتيّة مضادة للالتهابات والأكسدة؛ لذا فتناوّل التّوت يقي من الأمراض العصبيّة التّنكسية، ويحسّن الذّاكرة، ويحسّن القدرة على التّواصل بين خلايا المخ.
  • الكركم: يحتوي الكركم على مركب الكركمين المضاد للأكسدة والالتهابات، ويُعتقد أنّ الكركمين له دور في تحسين الذّاكرة ويساعد على نموّ خلايا الدّماغ الجديدة ويعزز إفراز كل من السّيروتونين والدّوبامين اللذين يحسنان المزاج ويحاربان الاكتئاب.
  • البروكلي: يحتوي البروكلي على فيتامين K الضّروري لتكوين الدّهون التي تدخل في تركيب خلايا المخ والتي تُعرف باسم الشحميّات السّفينجوليّة (بالانجليزية: Sphingolipid)، كما أنّ فيتامين K قد يكون له دور في تحسين الذّاكرة، ويحتوي البروكلي أيضاََ على عدد من المركبات المضادة للالتهابات والأكسدة، والتي قد تساعد على حماية الدّماغ من التّلف.
  • بذور اليقطين: بذور اليقطين غنيّة بعدة معادن منها الزّنك الضّروري لتوجيه الإشارات العصبيّة، وللوقاية من مرض الزّهايمر، والاكتئاب، ومرض باركنسون، ومن المعادن الأخرى التي توجد في بذور اليقطين المغنيسيوم الضّروري للتعلم والذّاكرة، وللوقاية من العديد من الأمراض العصبيّة، بما في ذلك الصّداع النّصفي والاكتئاب والصّرع، والنّحاس الذي يساعد على التّحكم في الإشارات العصبيّة، والحديد الذي يعزّز وظائف الدّماغ، بالإضافة لاحتواء بذور اليقطين على مضادات الأكسدة القوية التي تحمي الجسم والدّماغ من أضرار الجذور الحرة.
  • الشّوكولاته الدّاكنة: تشير الدّراسات إلى أنّ تناوّل الشّوكولاتة الدّاكنة يمكن أن يعزّز المزاج، وتحتوي الشّوكولاتة على مركبات مثل الفلافونويدات التي تساعد على إبطاء التّراجع العقلي المرتبط بالتقدّم بالعمر، كما أنّها تتجمع في مناطق الدّماغ التي تتعامل مع التّعلم والذّاكرة، كما أنّ الشّوكولاتة الدّاكنة تحتوي على الكافيين ومضادات الأكسدة.
  • المكسرات: تحتوي المكسرات على العديد من المواد المفيدة مثل الدّهون الصّحيّة، ومضادات الأكسدة، وفيتامين E الذي يحمي أغشية الخلايا من أضرار الجذور الحرة، وتفيد الدّراسات أنّ تناول المكسرات يقوي الذّاكرة عند النساء، ويمكن أن يحسّن الإدراك، وتساعد في الحماية من الأمراض العصبيّة التّنكسيّة.
  • البرتقال: يحتوي البرتقال على نسبة عالية من فيتامين C وهو أحد مضادات الأكسدة القويّة التي تساعد على محاربة الجذور الحرّة التي يمكن أن تضر خلايا الدّماغ، لذلك فهو يقوم بالحماية من التّراجع العقليّ المرتبط بالعمر، ومرض الزّهايمر، ومن المصادر الأخرى لفيتامين C كل من الفلفل، والجوافة، والكيوي، والطّماطم، والفراولة.
  • البيض: يحتوي البيض على الكولين الذي يُستخدم في الجسم لتكوين أستيل كولين، وهو ناقل عصبي يساعد على تنظيم المزاج والذّاكرة، والبيض غني أيضاََ بفيتامينات B مثل فيتامين B9 (الفولات) وفيتامين B12 الذين يعززان المزاج ويقيان من الاكتئاب، وتساعد فيتامينات B في الحد من التّراجع العقلي المرتبط بالعمر.
  • الشّاي الأخضر: يحتوي الشّاي الأخضر على عدد من المركبات المفيدة لصحة الدّماغ، مثل الكافيين المعروف بدوره في تحسين اليقظة والأداء، والذّاكرة، والتّركيز، ومثل الحمض الأميني إل-ثّاينين (بالإنجليزية: L-theanine) الذي يزيد نشاط النّاقل العصبي GABA، مما يساعد على تقليل القلق، ويحفّز الجسم على الاسترخاء، هذا بالإضافة لاحتواء الشّاي الأخضر على مادة البوليفينول ومضادات الأكسدة التي تحمي الدّماغ من تدهوّر الحالة العقليّة، والحد من مخاطر مرض الزّهايمر ومرض باركنسون.


المراجع

  1. "Mind", www.newworldencyclopedia.org,8-10-2018، Retrieved 20-10-2018. Edited.
  2. "تعريف و معنى العقل في معجم المعاني الجامع"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 20-10-2018. بتصرّف.
  3. سورة الحج، آية: 46.
  4. سورة الأنفال، آية: 22.
  5. "12 ways to keep your brain young", www.health.harvard.edu,Updated 16-1-2018، Retrieved 10-10-2018. Edited.
  6. "8 Ways to Make Your Brain Smarter", www.huffingtonpost.com, Retrieved 20-10-2018. Edited.
  7. Kerri-Ann Jennings (9-5-2017), "11 Best Foods to Boost Your Brain and Memory"، www.healthline.com, Retrieved 20-10-2018. Edited.
982 مشاهدة