الروحانيات
لا شك أنّ للنواحي الروحيّة في الإنسان أهمية كبيرة، فالروح هي التي ميّزت الإنسان عن سائر مخلوقات المملكة الحيوانيّة، ولقد منح الله تعالى الإنسان الروح حتى ترتقي، وكلّما ارتقت الروح كلما ارتقت معها نفس الإنسان، وربما أيضاً ارتقى الجسد أيضاً، ومن هنا فإنّنا نرى أن أثر الروح عظيم جداً على حياة الإنسان، وأنّها هي الأساس التي ينبغي على كلّ إنسان أن يعمل على الارتقاء بها، وتنميتها من خلال عدد من الجوانب والسلوكيات الرائعة التي لا تعمل فقط على ارتقاء الروح، بل وتساعد أيضاً على الارتقاء بقدرات الدماغ، وبإدراك الإنسان ووعيه لما يحيط به، بحيث يصير أكثر حكمة، وجمالاً، وأعمق فكراً، وفيما يلي بعض أبرز الوسائل التي ترتقي بالروح.
كيفية تقوية الروحانيات
- الدين: يعتبر الدين من أهم الوسائل التي ما وجدت أساساً إلا للارتقاء بروح الإنسان والبحث عن إجابات للأسئلة المختلفة التي قد تعرض لعقل الإنسان، فكل إنسان متدين يجيب عن هذه الأسئلة من وجهة نظر اعتقاده الدينيّ، فمثلاً نجد أنّ مصير الإنسان بعد الموت مختلف في اعتقادات أصحاب الأديان الأخرى، ويقوّي الدين الروح الإنسانية إذا ما ازداد اقتناع الإنسان بدينه بشكل رئيس، ويكون ذلك من خلال الاقتناع التام والتسليم المطلق بعقائد هذا الدين، ومن ثم ممارسة الشعائر الدينية بشكل مستمرّ، وبتعمّق، وتجرّد من كافة بهارج الدنيا وملهياتها، لهذا نجد أن النسّاك والعبّاد هم أعظم الناس أرواحاً، وهم من يسيرون على خطى العظماء ذوي الأرواح العظيمة الذين وضعوا الأساسات الأولى للدين الذي يعتقدون به.
- الفن: الفن بشكل عام والموسيقى بشكل خاص تساعد الروح على الارتقاء بشكل كبير وواضح، لهذا فإنّه يطلق على الموسيقى والفن اسم غذاء الروح، فهي بالنسبة للروح تماماً كما الجسد بالنسبة للغذاء، ولا يتوقع أي شخص أن ينال روحاً عظيمة دون الاعتناء بهذا الجانب، فالفن هو تجسيد الجمال الأول، والروح تعشق الجمال، وتتقزّز من الكره والظلامية.
- التأمل: الأنبياء والعظماء الذين كانت لهم إسهاماتهم في التاريخ الإنساني كانوا كثيري التأمل والاختلاء وحدهم، وهذا نشاط يجب على كل إنسان أن يمارسه بشكل دوري، وذلك بالاعتزال عن الآخرين والتفكّر والتعمّق في التفكر، ويستحسن أن يذهب الإنسان إلى مكان واسع وجميل يظهر عظمة الله تعالى وجلاله، ، لم يتأثر بالأعمال الإنسانية المادية التي غطّت جوانب هذه العظمة وهذا الألق واستعاضت عنها بالمنتجات المبتذلة غير المتناسقة، ويخرج من تأثيرات الحياة وأحداثها وضجتها ويفكر في الحكم الكلية والعظيمة والسنن الكونية.