محتويات
الرياء
يعتبر الرياء من أنواع الشرك الأصغر، وهوأن يريد الشخص من عمله المدح والثناء من الناس، ولا يكون عمله خالصاً لوجه الله عزّ وجلّ، فهو بهذا يشرك أحداً بعبادة الله وهذا غير جائز في الإسلام، بل يمكن أن يحبط عمل صاحبه يوم القيامة، حيث إنّه لا يأخذ الأجر والثواب من الله، وقد حذر الله تعالى من هذا الأمر العظيم في كتابه العزيز إذ يقول: (الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ).
كيفية التخلص من الرياء
استحضار مراقبة الله تعالى
هذه المرتبة هي مرتبة الإحسان أي أن تعبد الله كأنك تراه، وقد ذكرها الرسول صلّى الله عليه وسلّم: "أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه، فإنّه يراك"، فالمسلم الذي يؤمن بأنّ الله معه ويراقبه لن يهتم لأنّ يراه أحد من البشر.
الاستعانة بالله تعالى
يكون ذلك بالتوجه إلى الله بالدعاء بأن يبعد من قلبك النفاق والرياء، وأن يجعل عملك خالصاً لوجهه عزّ وجلّ، قال صلّى الله عليه وسلّم: "أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل فقال له من شاء الله أن يقول: وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله؟ قال قولوا اللهم إناّ نعوذ بك من أن نشرك بك شيئاً نعلمه ونستغفرك لما لا نعلم".
معرفة آثار الرياء
لأنّ عدم المعرفة بعاقبة هذا الأمر تجعل المرء يتمادى فيه، حيث يجب أن يعرف المسلم أنّ له الكثير من العواقب مثل: أنّه يجلب غضب الله عزّ وجلّ، كما أن يحبط العمل. ومن أعظم الأحاديث في عقوبة المرائين في الآخرة ما أخبرنا به صلّى الله عليه وسلّم: "أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يَنْزِلُ إِلَى الْعِبَادِ لِيَقْضِيَ بَيْنَهُمْ وَكُلُّ أُمَّةٍ جَاثِيَةٌ فَأَوَّلُ مَنْ يَدْعُو بِهِ رَجُلٌ جَمَعَ الْقُرْآنَ وَرَجُلٌ يَقْتَتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَرَجُلٌ كَثِيرُ الْمَالِ فَيَقُولُ اللَّهُ لِلْقَارِئِ أَلَمْ أُعَلِّمْكَ مَا أَنْزَلْتُ عَلَى رَسُولِي قَالَ بَلَى يَا رَبِّ قَالَ فَمَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا عُلِّمْتَ قَالَ كُنْتُ أَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ كَذَبْتَ وَتَقُولُ لَهُ الْمَلائِكَةُ كَذَبْتَ وَيَقُولُ اللَّهُ بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ إِنَّ فُلَانًا قَارِئٌ فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ وَيُؤْتَى بِصَاحِبِ الْمَالِ فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ أَلَمْ أُوَسِّعْ عَلَيْكَ حَتَّى لَمْ أَدَعْكَ تَحْتَاجُ إِلَى أَحَدٍ قَالَ بَلَى يَا رَبِّ قَالَ فَمَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا آتَيْتُكَ قَالَ كُنْتُ أَصِلُ الرَّحِمَ وَأَتَصَدَّقُ فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ كَذَبْتَ وَتَقُولُ لَهُ الْمَلَائِكَةُ كَذَبْتَ وَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ فُلانٌ جَوَادٌ فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ وَيُؤْتَى بِالَّذِي قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ فِي مَاذَا قُتِلْتَ فَيَقُولُ أُمِرْتُ بِالْجِهَادِ فِي سَبِيلِكَ فَقَاتَلْتُ حَتَّى قُتِلْتُ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ كَذَبْتَ وَتَقُولُ لَهُ الْمَلائِكَةُ كَذَبْتَ وَيَقُولُ اللَّهُ بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ فُلانٌ جَرِيءٌ فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ ثُمَّ ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رُكْبَتِي فَقَالَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أُولَئِكَ الثَّلَاثَةُ أَوَّلُ خَلْقِ اللَّهِ تُسَعَّرُ بِهِمْ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
النظر في عقوبة الرياء الدنيوية
ذلك بأن يعرف المرء بأن هناك عقوبة في الدنيا سابقة لعقوبة الآخرة، وهي أن يفضح الله أمره للناس ويعرفوا بأنه يرائي وينافق، وهذه من الصفات التي يكرهها الناس ويرفضوها.
إخفاء العبادة وعدم إظهارها
أي أن يبعد نفسه عن المكان الذي فيه إظهار لعمله الصالح، وأن يبتعد عن أماكن تجمع الناس حتى لا يحبب له الشيطان مدح الناس وثناؤهم عليه، ومن الأمكور التي يمكن إخفاؤها من العبادات، قيام الليل والصدقة حيث يستحب اخفاؤها عن أعين الناس وأن تبقى بين العبد وبين ربه، أما الأمور الأخرى مثل صلاة الجماعة والأذان فلا يمكن القيام بها سراً.