الجنة
الجنة هي دار السلام التي أعدّها الله لعباده المتقين، الذين أطاعوا ربّهم في سالف أيامهم الخالية، لقد علموا بأنّ الطريق طويل فتزوّدوا بخير زاد دلّهم ربهم عليه ألا وهو التقوى:"وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى" هي التقوى التي تشفع وتنفع في يوم تدنو فيه الشمس من الرؤوس، لذا فما زالت الفرصة أمامنا فلنتزوّد فالطريق ميسّر ما علينا إلا أن نسير ونتوكّل على الله سبحانه وتعالى، الذي يحصي علينا أعمالنا بكتبة حفظة من ملائكته سبحانه، ولكل ملك من الملائكة وظيفة خلق لأجلها.
اسم خازن الجنة
خلق الله ملائكته من نور، وخلق الشياطين من مارج من نار، وابتلانا بهم باليل والنهار وهم يشكلون قوّة الإغواء، ثمّ من فضل الله تعالى أن خلق ملائكته الذين هم قوة الخير التي تقابل الشياطين، فالملائكة مخلوقات خلقها الله لهدف هو يعلمه فمن هذه الأسباب عبادته وطاعته كذلك القيام بالوظيفة التي أُوكلت إليه، فالملائكة أقسام ولكل منهم قسم له ما يقوم به؛ فمنهم حملة العرش وهم ثمانية وهم آخر من يقبض ملك الموت أرواحهم قبل أن يقبض روحه، ومنهم جبرائيل وهو الملك الموكل بالوحي والذي اعترضت عليه اليهود وقالوا بأنهم يريدون ميكائيل وهو ملك المطر ومصداقاً لذلك أنزل الله قوله: " قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ"، والملائكة الكتبة الذين هم موكلون بأعمال العباد حتى إذا مات العبد أغلقت صحيفته وتوقف الملائكة عن الكتابة.
من الملائكة ملك الموت الموكل بأرواح المخلوقات وما معه من ملكة حفظة، وهناك ملائكة ساجدة لله راكعة ليل نهار حتى ما في موضع أصبع بين السماء والأرض إلا وملك قائم أو ساجد، وإنّ في السماء بيت تحجّ إليه الملائكة يدعى البيت المعمورفي كلّ يوم يدخل سبعون ألف ملك لا يعودون إليه إلى قيام الساعة، كذلك ملائكة موكّلة بأرزاق العباد وأشغالهم، والزبانية وهم تسعة عشر ملكاً وظيفتهم تعذيب أهل النار أمّا خازن النار فهو مالك كما ورد في القرآن، وكما أنّ من الملائكة أيضاً إسرافيل الذي ينفخ في الصور إيذاناً بقيام الساعة والبعث، ورضوان خازن الجنة، ويجدر ذكر أن هذا ليس مما روي في السنة الصحيحة وإنما روايات تاريخية قد تصح وقد لا تصح، فلا قاطع في هذا الأمر وهو وبما أنه متعلّق بالغيب فيجدر بنا ألا نأخذ به دون نص.
الإيمان بالملائكة
إنّ الإيمان بالملائكة من ضمن الإيمان بالغيب الذي هو أحد أهم أركان الإسلام إذ لا إيمان بلا تصديق ويقين بالله والعالم الآخر، وهذا واجبنا أن نؤمن بكلّ ما نزل إلينا وعلينا من الله عز وجل، دون جدال أو شكٍ في ذلك، وهنا فانتبه فالملائكة تكتب ما نقول كما في سورة ق:" مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ"، ولنحاسب أنفسنا على أعمالنا قبل أن تطوى وترفع إلى الله وذنوبنا تديننا.