محتويات
الأسطورة
هي قصة خياليّة طويلة جداً ترتبط بالقبائل القديمة التي عاشت في مختلف أنحاء العالم، ويقومون بصياغة هذه القصص غير الحقيقية لمجموعة من الأسباب الخاصة بهم، ويتم تناقل الأساطير بين الأجيال المختلفة، حتى يتم إثبات أنها غير حقيقية، وتعرف الأسطورة أيضاً بأنها مجموعة من الأشياء غير الواقعية، والتي تصف أحداث، وأشخاص، وأماكن غير موجودة من أجل الوصول إلى تحقيق الهدف الرئيسي للأسطورة، والمحافظة على انتشارها، وتصديقها من قبل الناس.
اهتمت الشعوب البدائية القديمة بفكرة الأساطير، والظواهر الغريبة، والأمور المدهشة، وهذا ما ساهم في ظهور العديد من القصص المخترعة، والتي يتم التغيير على محتواها، وإضافة أشياء جديدة عليها حتى تتحوّل من مجرد قصة عادية إلى قصة طويلة جداً، وتحتوي على الكثير من التفاصيل الغريبة، وغير المنطقية، وهكذا تتم صناعة الأسطورة، والتي ترتبط غالباً بأمور دينية، وخصوصاً عند الشعوب التي كانت تؤمن بأكثر من آلهة، وتربط الظواهر الطبيعية من شروق، وغروب الشمس، وحدوث الزلازل، وانفجار البراكين، وغيرها بأساطير عجيبة، وبعيدة عن الواقع تماماً.
أسباب ظهور الأساطير
توجد مجموعة من الأسباب أدت إلى ظهور الأساطير، وهي:
- الطقوس الدينية: وتعدّ من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى ظهور الأساطير؛ إذ قام شعوب العالم القديم بربط معتقداتهم الدينية بمجموعة من الأساطير، والتي تهدف إلى تفسير الأفعال الغريبة التي يقومون بها بهدف المحافظة على مجتمعهم.
- ظهور الحياة على الأرض: اجتهد كل شعب من الشعوب القديمة بمحاولة الوصول إلى فكرة مُعيّنة حول بداية الحياة على الأرض، وهذا ما جعلهم يؤلفون الأساطير لربطها ببداية الحياة.
- التعليل أو السببية: فقد حاول الإنسان القديم أن يربط العديد من الأمور التي تحدث معه بمجموعة من الأسباب والعلل التي تؤدي إلى ظهور الأسطورة.
- الرمزية، أي إنّ لكل أسطورة رمزية خاصة بها، وترتبط بطبيعة، وكيفية حدوثها، وتتمّ كتابتها بناءً على رموز معينة، وما زالت أغلب رموز الأساطير منتشرةً في بقايا المعابد القديمة، والآثار حول العالم.
مناهج الأساطير
إنّ اختراع وتأليف الأساطير الغريبة اعتمد على مجموعة من المناهج، والتي اختار مؤلفو الأساطير واحداً منها، أو كلها من أجل تأليف أسطورتهم، ومن أهم هذه المناهج:
المنهاج الطبيعي
يُعدّ من أكثر المناهج التي ارتبطت صياغة الأساطير بها؛ إذ إنّ الأساطير القديمة اعتمدت بشكل مباشر على الظواهر الطبيعية، فكان الإنسان البدائي القديم يعتقد أنّ الطبيعة قد خلقت نفسها بنفسها، وهي من قامت بتكوين كافة التضاريس الجغرافية الموجودة عليها، وإن وقوع أي تأثيرات طبيعية بشكل مفاجئ يدل على أن الطبيعة غاضبة من الإنسان، لذلك قامت الشعوب القديمة بصياغة العديد من الأساطير الخاصة بالطبيعة.
المنهاج المجازي
يشير هذا المنهج إلى الأسطورة بصفتها وسيلةً من وسائل ثقافة الشعوب؛ إذ إنّ كل أسطورة من الأساطير العالمية والتي وصلت إلى العصر الحديث تحتوي على منهاج قصصي واضح، ويهدف إلى نقل مجموعة من الأفكار بطريقة مجازية، وهذا ما أدّى إلى ربط أغلب الأساطير القديمة بالأفكار الفلسفية التي اعتمدها مجموعة من المفكّرين، والفلاسفة.
المنهاج العقلي
هو الذي يربط حدوث الأسطورة بعدم قدرة الأفراد على فهم تركيبة شيء ما، أو عدم استيعابهم لفكرة معينة، لذلك تحدث الأسطورة التي تفوق التفكير العقلي، لتصبح شيئاً مركّباً ومليئاً بالعديد من القصص الغريبة، وغير المفهومة، أو التي يُمكن إدراكها بسهولة من قبل الأفراد، لذلك ينقسم الأفراد إلى مدركين، وغير مدركين للأسطورة.