أصول الأمازيغ
يعود أصل سكان الأمازيغ (البربر) إلى أحفاد سكان منطقة شمال أفريقيا، والذين كانوا موجودين قبل العرب،[١] وقد استخدم المستعمرون الأجانب مصطلح البربر لأول مرة منذ قرون، ولكن يفضل البربر في العصر الحديث تسمياتهم الخاصة، مثل "الأمازيغ"، ويُشار للمتحدثين باللغات البربرية بالبربر.[٢] وأشارت العديد من السجلات إلى وجودهم في أمريكا الشمالية، قبل حوالي 3000 سنة قبل الميلاد، وذُكروا لأول مرة في الكتابات المصرية خلال فترة ما قبل الأسرّات (بالإنجليزية: the Predynastic Period)، وقد تفاعل الأمازيغ مع المستعمرين الأوروبيين والغزاة في المناطق الساحلية في شمال أفريقيا، الذين أثّروا عليهم، كما تأثر الأمازيغ بالإمبراطوريات السودانية، والرعاة من شرق إفريقيا.[٣]
من الجدير بالذكر أن الأمازيغ امتد وجودهم على طول المناطق الساحلية في شمال أفريقيا إلى الصحراء العظمى، حيث حلّوا محل السكان الأوائل، وقد تم تقبلهم من قبل العرب في شمال أفريقيا، في وقت مبكر من القرن الحادي عشر، وكانت المناطق التي احتفظت باللغة (الأمازيغية) البربرية والمعتقدات التقليدية، مثل المغرب في شمال أفريقيا، أقل عرضةً لتأثيرات الحكم الأجنبي.[٣]
التركيب السكاني للأمازيغ
ينتشر سكان البربر في الوقت الحاضر في شمال غرب أفريقيا، ويتواجدون في شرق ليبيا، وغرب مصر (سيوة)، وإلى أقصى جنوب الصحراء الكبرى، وفي المناطق الصحراوية الشمالية من النيجر، وبوركينا فاسو، ومالي، ولكن لم يتم إدراج اللغة البربرية كأحد اللغات المستخدمة في هذه المناطق، مع أنّ حوالي 30% إلى 40% من سكان المغرب هم من الأمازيغ المتحدثين بلغتهم، بالإضافة إلى حوالي 20% من سكان الجزائر، وعشرات الآلاف من سكان كل من تونس، وليبيا، والنيجر، وبوركينا فاسو، وموريتانيا، وتم تقدير عدد الأمازيغ في منتصف التسعينات من القرن العشرين بحوالي 12 مليون شخص.[٢]
يعيش خارج شمال أفريقيا حوالي 2.5 مليون أمازيغي رحّال، ويطلق عليهم اسم "طوارق"، في كل من مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو، والطوارق هم من البدو الرحل تقليدياً الذين يسكنون الصحراء الكبرى، وقد تم تصوير البربر في أوروبا على أنهم رُحّل، ولكن غالبية البربر هم من المزارعين الذين يعيشون في الجبال بالقرب من ساحل البحر الأبيض المتوسط، ومن الأمثلة على الشخصيات ذات الأصل الأمازيغي هو زين الدين زيدان.[٣]
الثقافة والدين
يعتني رجال الأمازيغ بالماشية التي تتنقل مع المواسم، للبحث عن الماء، والعشب، بينما تعتني النساء بالعائلة، ويعتمد هيكلهم الاجتماعي من القبلية، التي يكون على رأسها زعيم معين لقيادتها، ويكون معظم زعماء القبيلة من الرجال، على الرغم من أن العديد من النساء قد يحكمن قبائلهن، ويدين معظم البربر بالإسلام السنيّ، وتُمارس الأغلبية منهم الممارسات التقليدية في عبادتهم، والتي تميل إلى أن تشمل الممارسات التقليدية للسيطرة على المناطق الريفية، التي يتفوق فيها عدد سكان البربر على عدد السكان العرب، وقبل اعتناق الدين الإسلامي، كان بعض البربر يدينون بالمسيحية، بينما آخرون كانوا يؤمنون بديانات أخرى.[٣]