خلق الله سبحانه وتعالى الناس في مجتمعات، وكان ولا زال وجود الأم سر بقاء هذه المجتمعات، وبذرة النواة التي تتفرع منها أجيال وأجيال، ولذلك فلا بد من الاهتمام بالأم، كونها المربية والمؤسسة لهذه الأجيال، ومن هذا المنطلق فقد عني الإسلام والديانات السماوية ببر الوالدين وخاصة الأم، فهل كان عيد الأم المنبر الذي من خلاله تقدر الأمهات؟ وما هي العادات المتبعة من قبل المجتمعات على اختلاف عاداتها في هذا اليوم؟
يصادف يوم الواحد والعشرين من شهر مارس ما يعرف بعيد الأم، وقد جاء إحياء هذه الذكرى مع حركة العولمة في القرن العشرين، ويعتبر عيد الأم ابتكاراً قامت به أنا جارفيس (بالإنجليزية: Anna Jarvis) إحياءً لذكرى لوالدتها، وسعت بعد ذلك للترويج من أجل جعل هذا اليوم يوماً معترفاً به، وقد نجحت في ذلك، وأصبحت العديد من دول العالم تحيي ذلك اليوم كل على طريقته الخاصة.
يتم الاحتفال بذلك اليوم من خلال شراء الهدايا للأمهات، وفي بعض الدول تقام الاحتفالات، وتخصص ساعات في المدارس والجامعات للحديث عن أهمية الأم، وقد أقامت العديد من المؤسسات والجهات الرسمية في فلسطين، ومنها المدارس والجامعات بتنظيم زيارات لأمهات الأسرى والشهداء؛ وذلك تقديراً لدورهن في المسيرة النضالية في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، كما تنظم عدداً من الجمعيات الخيرية زيارات لدور المسنين؛ وذلك لتقديم التهاني والهدايا لمن حرمن من اهتمام أولادهنّ طيلة أيام السنة.
الأم نبع من الحنان، وسر وجود المجتمعات وبقائها تنبض بالحياة، فلذلك لا بد من رعايتها في الكبر لأنها كانت حاضنة لنا في الطفولة، وجعل كل أيام السنة أيام خاصة بالاهتمام بها، والدعوة لجعل عيد الأم يوماً خاصاً لزيارة من ضاقت بهم سبل الحياة؛ وذلك بسبب عدم العناية بهن من قبل الأبناء، والزج بهن بدور المسنين، والتي في كثير من الأحيان تكون بمثابة سجون لا وجود للحياة فيها.